العمدة سبورت : يتعجب المزيد من العقلاء فى الساحة الرياضية ولديهم سؤال كثير وجوهري “ ترى لماذا الناس تنجرف وتصدق بعض البشر من خلف الشاشات وكأن كلامهم وحي منزل …؟! “ نحن نتحدث عن مختلف مجالات الحياة وليس فقط كرة القــدم .
اعزائي ما يحدث طبيعي و البشر عبر الازمان لديهم طفرات جنونيه تختلف درجاتها … فى ستينيات القرن الماضي تفاجأ الجمهور الهندي فى احد الايام بان هناك شخص اسمه ( اوشو ) هذا ( الاخ ) فجأة قرر يقول للناس اللي حوله (( انا ربكم … انا الله )) … تعالى الله عز وجل عن ذلك … وطلب من اتباعه ان يعبدوه وسيدخل الجميع الجنه وكل شيء حلال لديه لا يوجد حرام … تخيلو أثناء ايام بسيطه وصل عدد اتباعه ومن يتقرب اليه اكثر من ٥ مليون … تخيلو ايضا فى امريكا اصبح له اتباع سياسيون و وزراء سابقين واطباء … بمعنى اخر اشخاص وشخصيات على علم ومراكز مرموقه … فجأة اصبح الجميع منساق خلف تلك الكذبه الكبيرة دون ان تتحرك اي خلية تفكير فى عقولهم … والتاريخ مليء بتلك القصص وابرزها ما ورد ذكرة فى القرآن الكريم عندما قــال فرعون انا ربكم الاعلى تعالى الله عز وجل عن ذالك .
الخلاصه من هذه القصة القصيره هي ان البشر مهيئين لتصديق اي شيء بكل اسف … احد الكائنات التي تعيش بيننا على سطح الارض لا يميز بين الكوع من البوع يقوم بفتح حساب على وسائل التواصل الاجتماعي باسم جذاب مثلا … خبير الصفقات وعميد الاسواق و “ هاتك يا كذب طول اليـوم … يتوقع كم صفقة وتضرب معاه كم صفقة وحبه فوق وحبه تحت ويصبح اتباعه اكثر من نصف مليون ويعتبر خبير وهو فى الاساس خبير فى الكذب على البشر وفي تناول الهمبرجر مع الجبن “
مذيع او مذيعه اقصى ما وصلو اليه الحديث مع مجموعه من المهرجين فى الاستديو الخاص بالقناه وهي القناة التي لا يشاهدها الا خمسه اشخاص بما فيهم المخرج ولا يوجد من يعرف اسمها او رقم التردد الخاص بها … تجد جل الحديث عن مصادر فى اوروبا وانجلترا “ يبني انته اقصى مصادرك مرتبطة بالدجاج وصينية البطاطس … بلاش تخريف على العالم …! اصل انا كنت عارف … واصل انا قاني خبر … واصل انا قلت ابل كدا ان اللاعب دا مش حيقي … بلاش هري على البشر وتخريف على العقول …!”
الطامه الكبرى هاؤلاء المتمصدرين لا توجد لهم اي علاقه بالدوله التي ينتمي لها النادى .. على افتراض لو كان صحفي سعودى تحدث عن خبر تعاقد حصري بفريق الاتحاد مثلا ربما يكون له علاقه بصناع القرار ولديه مصدر ولكن تجد من يتحدث عن هذا الشأن من خارج الجغرافيا تماما … بل ويتحدث بحماسه … صيف غريب جدا والاغرب ان موجة الكذب هذه ستستمر فترة اطول مما نتوقع .
كل من فى هذا الكوكب بما فيهم الصحفيين الاسبان لا يمتلكون اي معلومه دقيقه عن اي انتقـال كثير …! الصفقات فى الاندية الكبيره واللاعبين الكبار لا تدار من “ بسطة خضار “ الامور معقده اكثر مما يتخيل الجميع .. الصفقة تتكون من ثلاثه اطراف فريق صاحب قرار ونادي يقدم الطلب ولاعب فى الختام هو من يوافق او يرفض … المسألة “ مش رحله فى مدرسه ولا مطبخ لتقديم السلطات “ … صيف كامل لا يوجد احد فى الساحه “ الا وقال مصادري الخاصه … يا سلام عليك وعلى مصادرك اللي طلعت خيبه اكثر منك … لو صابت قلت انا قلت … ولو خابت قلت والله دا اللي وصلي اتغيرت الامور فى اخر دقيقه … طيب يا حبيبي نقطنا بسكاتك وقول انه انته مجرد ناقل للخبر بدل الكذب الفاضح “ .
فى الختام كل وسائل الاعلام والحسابات الشخصيه والاخبارية هي ناقله لما يحدث وفي بعض الاحيان تحلل أحداث الامور … مسألة ( مصادري الخاصة و قالو لي وحدثني احد الثقات ) هاذي كما يقول يونس شلبي رحمة الله عليه “ اسبلها وشرب ميتها “ اما ان تأتي بنص كتابي بينك وبين المصدر او تسجيـل صوتي خلاف ذلك اسبلها يا متمصدر يا كذاب .
