في ظل المحاولات الجارية لتطبيع العلاقات بين مصر وتركيا مصدر دبلوماسي رفيع المستوى: جهود تركيا لتطبيع العلاقات مع مصر تصطدم بملف التواجد العسكري الليبي في تركيا وملف المرتزقة
كتب-مصطفي عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن الاتصالات المصرية التركية بخصوص تطبيع العلاقات بين البلدين توقفت انتظارا لرد تركيا على الطلب المصري بإنهاء التواجد العسكري التركي من ليبيا وإخراج المرتزقة الموالين لتركيا من ليبيا باعتبار أن هذا الملف يشكل تهديدا للأمن القومي المصري ، من جانبه أكد محمد الترهوني الخبير العسكري الليبي في تصريحات خاصة أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية يحاول إرضاء الميليشيات المسلحة بتعيين أحد قادة المرتزقة الموالين لتركيا كوكيل لوزيرة الخارجية الليبية رجاء المنقوش لاجبارها على الاستقالة خاصة بعد مطالبتها لكل من تركيا والمرتزقة الخروج من ليبيا مشيرا إلى أن ما يحدث حاليا مقدمة لسيطرة الميليشيات على قرارات الحكومة كما حدث في حكومة الوفاق الوطني ، وفي سياقه أعرب عدد من الخبراء السياسيين عن تشاؤمهم على مستقبل الأوضاع في ليبيا وفي هذا الإطار قال د. سامي الجارحي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المشهد في ليبيا يبدوا ضبابيا فرغم اختيار عبد الحميد دبيبة رئيسا للوزراء إلا أن انتشار المليشيات الأجنبية وعلى رأسها المليشيات السورية التابعة لتركيا يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار في ليبيا ومما يزيد الوضع تعقيدا استمرار التدخلات الإقليمية الخارجية وعلى رأسها التدخلات التركية التي تمارس دورا تحريضيا وتدعم الجماعات الإرهابية من أجل السيطرة على المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد ، وأضاف عز الدين عقيل كبير الباحثين في المركز المغاربي للإعلام أن المؤشرات الحالية ترجح صعوبة إجراء الإنتخابات الحرة في ديسمبر المقبل لأن الحكومة الحالية فشلت في إخراج جميع المرتزقة وحل الميليشيات المسلحة ونزع السلاح غير الشرعي ، ولفت عقيل أن رئيس الحكومة الحالية يفتقر إلى الحنكة السياسية وهو قادم من المعسكر الذي كان يسيطر عليه حكومة الوفاق السابقة والتي لها ارتباطات سياسية ببعض الأطراف الإقليمية وهو ما دفعه إلى تجاهل الجيش العربي الليبي في رحلته الخارجية بينما كان يرافقه رئيس أركان المنطقة الغربية وهو ما يمثل انحيازا واضحا لتوجيهات الدبيبة واعترافه بشرعية المليشيات المسلحة ووجود المرتزقة وكشف عقيل عن مخاوفه من وجود أصابع غربية تسعى لإطالة أمد الحرب في ليبيا لضمان عرقلة عودة البلاد إلى سوق النفط .