رغم القصف المتعمد …. صحفيو غزة مؤمنين برسالتهم
حنين علي القطشان_ فلسطين_ غزة
أربعة حروب شهدها قطاع غزه منذ أكثر من عشر سنوات، دفع فيها الصحفيون بشكل يومي ثمنا باهظاً بين الخوف والتهديد والاعتقال والقتل المتعمد والاستهداف المباشر، وقصف المؤسسات الاعلامية المحليه والدوليه بشكل متكرر خلال فترات التصعيد، وعلى الرغم من ذلك إلا أن مجموعة كبيرة من الصحفيين توجهو لعملهم دون خوف أو تردد وذلك لايمانهم بالقضيه التي يحملونها.
في حديقة مستشفى الشفاء في قطاع غزه، يجلس الصحفي محمد صبح (مراسل قناة الكوفية) محاولا اقتناص بعض الوقت من أجل الراحة، فأوقات عمله خلال العدوان الاسرائيلي طويلة ومتعبة، وما زاد الأمر قساوة بعد أن أضحي صبح بلا مقر عمل، اثر قصف طائرات الاحتلال مكتبه الكائن في برج الجوهرة يوم 12/5/2021.
الآن يواصل صبح عمله كصحفي بعد أن استطاع ان ينجو بنفسه وليبقى في ميدان العمل المليئ بالتحديات، هذا كله فقط لايصال الحقيقة بالصوت والصوره_ كجميع الصحفيين الميدانيين في قطاع غزة_ حيث يقوم بتغطيه الحرب التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي، في الوقت الذي يتعرض هو نفسه لخطر الاصابه.
ويقول صبح للحلم العربي، كان الأمن غائب تماما عن الصحفي أثناء عمله، رغم تقيده بلبس الدرع الصحفي، لكنه لم يسلم ولم تشفع له خوذته من الاستهداف، وكان معرض للخطر كاي مواطن، و عن لحظات قصف البرج الذي فيه مقر مكتبه ومكاتب العديد من الصحفيين الفلسطينيين أكد أنه وثق ذلك بالصوت والصوره مؤكدا أنه لم يكن متوقعا البتة أن يتم قصف البرج وأنه كان بين الحياه والموت دقائق معدودة، وكان الأمر قاس جدا بالنسبة له، والأكثر قساوة هو رؤية صبح بكاء زملائه لحظة اخلاء البرج،حيث ترك كل شيء في المكان والنجاه بنفسه.
وتابع صبح أن مقر عمله هو بيته الثاني الذي يقضي فيه أكثر من نصف نهاره ويرى زملائه اكثر مما يرى عائلته وأبنائه.
في نفس الحديث قال صبح “في لحظة واحدة وجدنا أنفسنا في قلب المعركه مستهدفين في كل لحظه”.
وبعد حديث طويل استعاد صبح كامل قوته وبصوت كله جبروت قائلا: بعد أقل من دقيقتين من الاستهداف، كانت قناة الكوفية حاضرة على الهواء مباشرة، تنقل جرائم الاحتلال بالصوت والصورة وكنت أنا من أقوم بهذه التغطية وهذا ما زادني شرفا بأنني صاحب كلمة، وهذه رسالة للاحتلال أن كل ما يقوم به لن يزيدنا الا إصرارا وقوة وجبروت وتمسك
حنين قام بالإرسال اليوم، الساعة 12:27 م
وبعيون يملؤها الحزن يقول المصور الصحفي أحمد شراتحة ،الذي يعمل في برج الشروق، الذي استهدفته طائرات الاحتلال أيضا، بأن مشهد جلوسه في مكتبه الكائن في برج الشروق لم يفارق مخيلته، حيث كان الشراتحة يصل مكتبه كل صباح، يجهز خطته اليومية للخروج للميدان وبعد الظهيره يعجل لتحرير ونشر ما التقطته كاميرته من صور وأحداث لجرائم الإحتلال في القطاع، لكن الان لم يعد الحال كما سبق فقد قُصف البرج الذي يضم مكتبه، الذي منه كان يغطى جرائم الاحتلال على غزه.
وواصل شراتحة حديثه بأنه وفي أقل من دقائق استطاع ان يخرج من مكتبه حاملا كاميرا واحده فقط من معداته، وبغصة قلب أكمل حديثه قائلا: فقدت كافه معداتي وأجهزتي التي تتعلق بعملي الصحفي، التي حرصت على جمعها طيله السنوات الماضيه
وكذلك صور و أرشيف وذكريات، اما الآن لم يعد لدينا خيار اخر سوى مواصله العمل دون مقومات ويجب علينا النهوض وبسرعه وأن لا نتوقف أبدا و ذلك لأهمية الصورة مهما كانت الظروف خطرة.
“طالما ظل العدوان الاسرائيلي كاتماً على صدور الفلسطينيين سأبقي أناضل برسالتي الصحفية وسأبقى بخندق الإعلام المقاوم ” بهذه الجمله بدأ مراسل تلفزيون فلسطين في غزه فؤاد جرادة حديثه للحلم العربي، فعلى مدار عشرة أيام من تصعيد الاحتلال على غزة واصل جرادة وبهمة و بجبروت عالٍ متابعه التطورات في القطاع بالبث المباشر و خلف الكاميرا ايضا.
واكد جرادة في حديثه بانه سيبقى في عمله لفضح جرائم الاحتلال وسيبقي يقاوم بالاعلام حتى يرى العالم أجمع بأن هذا المحتل وقح وبشع.
وتابع جرادة بأنه تعرض لمخاطر كأي مواطن في القطاع فالكل كان معرض للاستهداف فالموت كان بين الفلسطينيين قاب قوسين أو أدنى لكنه كصحفي كانت المخاطر عليه اكبر فقد كان في الميدان، وسرعانه لأماكن الاستهداف لتصوير ونقل الحدث كان خطر بمعنى الكلمة، الأكثر خوفا كان بالتوقع من قيام طائرات الاحتلال بقصف المكان المستهدف مرة تانية.
وقال جرادة بأنه في الميدان مرت عليه مواقف مؤلمه وقاسيه أثرت عليه بشكل كبير وأنه شعر بالحزن حينما تم قصف برج الشروق فلهذا البرج فضل كبير على الإعلاميين والصحفيين في القطاع، حتى وإن لم يكن مقر عمل جرادة بذات نفسه، إلا أن هذا البرج تخرجوا من مؤسساته معظم الصحفيين.
ووجه جرادة رسالته كصحفي مهما حاول الاحتلال حجب الحقيقة في المعركة سوف يمنى بالفشل
فقد حاول الاحتلال خلال الأربع حروب وجولات من التصعيد وباء بالفشل، وستبقى الصورة حاضرة مهما حاول الاحتلال تشويش وكتم صوت الحقيقة الذي هو رصاصة في عين المحتل
فالكلمة رصاصة والصحفي جندي والصورة قذيفة
فالعدو على يقين تام بأن الصحفي هو محارب ضده فبالتالي يحاول أن ينهي عليه
والصحفي صاحب قضية، أخذ على عاتقه امانة إيصال الرسالة
وهذا هو واجبه، وسيستمر بالمقاومة وبالكلمة ما دام الاحتلال.
وفي حوار الحلم العربي مع نائب نقيب الصحفيين دكتور تحسين الاسطل عَبر عن استنكاره لاستهداف الاحتلال المؤسسات الصحفيه و استهداف الصحفيين و قصف اكثر من ثلاثه ابراج في قطاع غزه وتضرر اكثر من 70 مؤسسه وايضا استشهاد الصحفي يوسف ابو حسين واصابه العديد من الصحفيين، وطالب بتوفير الحمايه الدوليه للصحفيين مؤكدا أن هدف الاحتلال هو قتل الحقيقه ومنع العالم من أن يرى بشاعة الاحتلال.
وواصل الاسطل حديثه بأن رسالته للعالم أجمع بضرورة التحرك الفوري والعاجل لحمايه الصحفي الفلسطيني ووقف المسلسل الدامي الذي يتعرض له الصحفي الفلسطيني وان النقابة بدورها قامت بالاتصال مع كافة الجهات الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين والنقابات واتحاد الصحفيين العرب للتضامن مع الصحفي الفلسطيني
واختتم الاسطل حديثه رغم كل ما يتعرض له الصحفي الفلسطيني من قمع وجرائم بشعه سيواصل الصحفي عمله وستنقل الحقيقة وسُتفضخ جرائم المحتل.