بقلم : علي طعيمة صحفى فلسطينى من غزة_ شبكة القلعة الإعلامية
كتب-مصطفي عمارة
باتت حياة الإنسان الفلسطيني الذي يعيش في قطاع غزة ،هي حياة إنتظارٍ وترقب لما هو قادم، علهم يجدون الحياة الكريمة التي لطالما طال إنتظارها.
فسيطرت حركة حماس على قطاع غزة منذ خمسة عشر عاماً ، جعلت من مستقبل أهالي غزة حياةً يكسوها الخوف والقلق والترقب لما هو قادم ،ذلك بفعل عدم تقبل العالم للإسلام السياسي الجديد ،ليدفع ثمن ذلك الرفض سكان القطاع الذين لاحول لهم ولاقوة .
وجد الفلسطينيون في غزة أنفسهم مكرهين على إختراع حلول تساعدهم على التأقلم مع الوضع المعيشي المأساوي الناتج عن الحصار، الذي أدى إلى نقص شديد في المواد الأساسية التي يحتاجونها، مثل الغذاء والوقود، كما أعاق عملية النمو الاقتصادي في القطاع لفترة طويلة الأمد، بالإضافة إلى مشاكل أخرى كثيرة، مثل صعوبة الحصول على الخدمات الطبية أو مياه الشرب النظيفة، أو حتى التعليم اللازم لأبنائهم ، فبات الإنتظار لما هو قادم عند البعض حلمٌ كبير وأملٌ بأن القادم سيمحو كل تلك المعاناة .
يستغرب العالم الخارجي من حياة سكان غزة المرنة، وقدرتهم على التأقلم مع الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، ويتساءل: كيف يمكن للفلسطيني إعادة بناء بيته، وهو يعلم أن إسرائيل ستدمره مجدداً! كيف يخاطر الصيادون الفلسطينيون بحياتهم من أجل اصطياد عدد قليل من الأسماك!
لكنهم لا يعلمون أن هذا التأقلم هو مجرد أنابيب أكسجين تساعدهم لأكبر وقت ممكن ، ليعيشون نتائج الإنتظار الذي طال إنتظاره..
غزة هي الأسم الثاني للظلم الواقع على الإنسانية ، هي حديث الصامتين الكارهين المنافقين تجار السياسة .
وتبقى غزة رغم مرارة العيش فيها ،تزينها ألوان الطيف المتخاصمة ، ويومٌ ما ..ستلتحم تلك الألوان ليصبح علم فلسطين يرسم لوحة الحرية التي بها ستزين العالم البائس ..