عقب انتهاء مؤتمر حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة ياسر خلف الناطق بإسم حركة الأحرار الفلسطينية في حوار خاص
– الإصرار على تغييب عدد من الفصائل الفاعلة ميدانيا ووطنيا في حوار القاهرة يعكس درجة كبيرة من سوء النوايا .
– الوسيط المصري عليه أن يضغط بكل ما يملك من أدوات لتنفيذ ما تم التوافق عليه خاصة في الضفة الغربية .
على الرغم من ترحيب كافة الفصائل بالنتائج التي تمخض عنها حوار القاهرة باعتباره خطوة لإنهاء الانقسام إلا أن عدد من الفصائل التي لم يتم دعوتها للحوار انتقدت تغيبها عن هذا الحوار على الرغم من دورها الفاعل على الساحة الفلسطينية ، وتعد حركة الأحرار الفلسطينية على رأس تلك الحركات التي برزت مؤخرا على الساحة الفلسطينية كأحد القوى الفاعلة والمؤثرة ، وعن رؤية الحركة لحوار الفصائل والنتائج التي توصل إليها والأوضاع على الساحة الفلسطينية كان لنا هذا الحوار مع ياسر خلف الناطق بإسم حركة الأحرار الفلسطينية :-
1- ما هو تقييمكم للنتائج التي توصل إليها مجتمع حوار الفصائل بالقاهرة خاصة في ظل التخوفات بأن تكون نتائج هذا المؤتمر مثل نتائج المؤتمرات السابقة التي تم تنفيذها ؟
أولا رغم الأجواء التي اعتقدنا أنها ايجابية في ظل الحديث عن توافقات في الساحة الفلسطينية، وإذ بنا نفاجأ بعدم دعوة فصائل المقاومة الفلسطينية الأربعة للمشاركة في الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة، ونحن إذ نعتقد أن هذا الإصرار على تغييب عدد من الفصائل الفاعلة ميدانياً ووطنياً يعكس درجة كبيرة من سوء النوايا ويقدح في جدية ومصداقية الإدعاء بالرغبة في ترتيب الوضع الداخلي والتهيئة لإجراء الانتخابات التشريعية, ورغم أن اللقاء تم إلا أننا في حركة الأحرار سجلنا اعتراضنا على مخرجاته بتجاوز حل القضايا العالقة على الساحة الفلسطينية لاسيما أزمة ملف الموظفين الذي يمثل صاعق تفجير لأي توافق وطني مزعوم, لذلك كنا نأمل أن تشكل إجراء الانتخابات تتويجا لاتفاق وطني على أساس حل كل القضايا على الساحة وتهيئ كل الأجواء والمناخات والظروف للوصول لتحقيق إرادة شعبنا وتطلعاته.
نعم رحبنا بالتوافق على المرجعية السياسية للانتخابات وهي وثيقة الوفاق الوطني وهذا يؤكد أن مرجعية الانتخابات ليست أوسلو ولن تكون كذلك, وأيضا بالتوافق على تشكيل محكمة خاصة بالانتخابات بعيدا عن المحكمة الدستورية التي شكلها رئيس السلطة على مقاسه لتنفيذ ما يريد .
2- هل يتطلب تنفيذ تلك القرارات ضمانات معينة من جانب مصر لتنفيذها ؟
باعتقادي أن مصر تلعب دور هام رغم عتبنا بتجاهل دعوتنا للحوار وهو الراعي الرسمي ومن وجه الدعوات, وبالتالي نقول على الوسيط المصري أن يضغط بكل ما يملك من أدوات تأثير لتنفيذ ما تم التوافق عليه وخاصة في الضفة الموجوعة والمكبلة وبالضغط الخاص على فريق السلطة الذي نرى محاولات لتهربه من الالتزام من خلال عدم تقديم ولو بادرة حسن نيه برفع الإجراءات الظالمة عن غزة أو وقف الملاحقات والاعتداء على أبناء شعبنا في الضفة وتكبيل يديهم, لذلك نرى أن يكون هناك ضغط وتواصل دائم لإنجاح الحوار وتنفيذ النتائج.
3- ما هي فرصة حصول حركة الأحرار الفلسطينية على تمثيل مشرف في الانتخابات التشريعية القادمة ؟
يعني حركة الأحرار وكمكون أساس من مكونات شعبنا عملت منذ تأسيسها على بناء تنظيم متماسك وقوي ليحظى بالتفاف أبناء شعبنا حوله وبدعمهم له, ومن خلال العمل الدءوب والمتواصل للحركة منذ تأسيسها استطاعت دخول كل بيت ومؤسسة ونالت على رضا وإعجاب أطياف شعبنا وثناء الخصم قبل الصديق وكافة الفصائل, ونجحت في مسيرتها رغم كل المعوقات وثبتت في حين تساقط الكثير ممن راهن على أنها لن تنجح ولن تواصل مسيرتها على كل المستويات التنظيمية والوطنية والسياسية ولكن يكفيها أن أولى أهدافها تحرير فلسطين, وبناء جيل الشباب بشكل سليم ومتماسك وملتزم, وتطهير المجتمع من كل أشكال الفساد والانحراف, والعمل على تمكين المرأة من نيل حقوقها كاملة, وتعزيز الوحدة الوطنية بين كل فئات وأطياف شعبنا, وتبنيها خيار المقاومة بكافة أشكالها وفي مقدمتها المسلحة, بتالي وفي إطار تعزيز شرعيتها السياسية أخذت قرار المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة لتكون صوت كل حر من أبناء شعبنا ولتعمل مع كل أطياف شعبنا في كافة الميادين في خدمته ولتحقيق تطلعاته, نحن نعتقد أن حظوظ الحركة ستكون وافرة بحجمها وقدرها ونحن على ثقة بأن شعبنا لن يخذل الحركة كما لم يخذلها في أي محطة من المحطات وفعالية من الفعاليات.
4- هل ترى أنه على مصر العمل على إنجاز الحوار بين فتح وحماس قبل الانتخابات القادمة ؟
كنا نأمل أن يتم التوافق وتحقيق الوحدة والمصالحة وإنهاء الانقسام وآثاره ومسبباته كافة والضغط لرفع العقوبات التي تفرضها السلطة على غزة والتي ساهمت في زيادة آلامها ومعاناة شعبنا فيها, ووقف الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية في الضفة وتهيئة الأجواء والمناخات والظروف للوصول للعملية الانتخابية في أجواء انتخابية حرة ونزاهة عالية ليتسنى للمرشحين وجماهيرهم العمل بكل حرية دون قيود, وكذلك لحل ملف الموظفين في غزة والضفة وإعادة رواتب أسر الشهداء والأسرى والجرحى التي قطعتهم السلطة ظلما وجورا, لذلك كان الأولى حل كل هذه الملفات الحساسة والهامة قبل التوجه للانتخابات
5- هناك من يرى أن الظروف الأمنية في الضفة وغزة قد تحول دون إجراء انتخابات نزيهة ،فما هي رؤيتكم لهذا الموضوع ؟
للأسف الجميع يعلم حجم ما خلفه الانقسام في الساحة الفلسطينية وحجم التجاذبات الكبيرة ولكن باعتقادي أمام هذا المشهد الصعب والمعقد إن وجدت الإرادة الحقيقية والنوايا السليمة فيمكن تجاوز كل العقبات والعمل في إطار توافق وطني على كل الملفات التي ليست من المستحيل حلها بل من السهولة واليسر إن كان هناك جدية في ذلك وخاصة من طرف السلطة التي تعاقب غزة وتشدد حصارها وتحرمها من مستحقاتها وموازناتها المالية ومقدراتها ومستحقات الوزارات وغيرها, بالإرادة والعزيمة والصدق والنوايا نتجاوز ذلك .
6- هل ترى أن الضغوط الدولية والإقليمية على إسرائيل يمكن أن تجبرها على مشاركة سكان القدس في تلك الانتخابات ؟
نحن نؤكد أن القدس كانت وما زالت وستبقى العاصمة الأبدية لشعبنا الفلسطيني, ومن حق شعبنا فيها ممارسة حقه الانتخابي بعيدا عن عنجهية وتدخلات الاحتلال, لذلك مطلوب من العالم أجمع وكل من يدعي الديمقراطية الضغط على الاحتلال لإجباره عدم التدخل في العملية الانتخابية أو تعطيلها, وإن تمت فيجب علينا كفلسطينيين أن نجعل إجراء الانتخابات في القدس معركة واشتباك على كل المستويات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية لفضح الاحتلال والضغط لإجراء الانتخابات في القدس فالجميع مطالب بأن يكون له دور في ذلك.
7- ما هي رؤيتك للأسباب التي دفعت بعض الأنظمة العربية إلى تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني في هذا التوقيت ؟
نحن نؤكد أولا رفضنا لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني لما يمثل من طعنة غادرة في ظهر شعبنا وتضحياته وخيانة لفلسطين وشعبها وللأمة, وخدمة مجانية للاحتلال لتبييض صورته السوداء المليئة بدماء شعبنا أمام العالم وضوء أخضر ليواصل الاحتلال عدوانه وإجرامه ضد شعبنا وأرضنا والمقدسات, وأما ما يتعلق بهرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال فذلك لن يجلب لها إلا الخزي والعار وليست كما تدعي الاستقرار والازدهار فالاحتلال لا يريد سلاما ولا يفهم لغة السلام وإنما لغة القتل والدمار والعبث بأمن الدول ونهب مقدراتها, لذلك نقول لأنظمة التطبيع عودوا إلى رشدكم أليس فيكم رجل رشيد يعيد هذا الانبطاح والانحدار الوطني والقيمي والأخلاقي والسياسي الذي تسيرون فيه خدمة للاحتلال عدو الأمة والسرطان الجاثم في قلبها.
8- هل تتوقعون تغييرا في السياسة الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة ؟
باعتقادي كل من يتابع السياسة الأمريكية يعلم جيدا أنه لن يكون هناك تغيير في السياسة الأمريكية نعم تغيير في الأشكال والألوان والأحجام ولكن ثبات في المشاريع والمخططات والسياسة الإجرامية ضد شعوب العالم وخاصة فلسطين, لذلك كل من يراهن على تغيير في السياسة الأمريكية سيبوء ويعود بالفشل, وكل من يعول على دور أمريكي لاستعادة حقوق شعبنا أو تحقيق السلام المزعوم لن ينال إلا الندامة والخسران, لذلك نحن نراهن على شعبنا ومقاومتنا وأحرار أمتنا لنصطف جميعا خلف كلمة واحدة لمواجهة الاستكبار العالمي الذي تقودة أمريكا والاحتلال الصهيوني لأهدافهم الخاصة.
9- في النهاية ما هي الرسالة التي توجهونها للشعب الفلسطيني ؟
نقول سنبقى الحريصون على تحقيق وحدة شعبنا وتوافقه الوطني وعلى تعزيز الشراكة السياسية باعتبارها قوة للمشروع الوطني والطريق السليم لتوحيد جهود شعبنا وطاقاته لمواجهة كل التحديات التي تعصف به وبقضيتنا وحقوقنا وأرضنا والمقدسات, ونؤكد أننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني، وهذا يستوجب ضرورة إعادة الاعتبار لقضيتنا الوطنية من خلال بناء إستراتيجية وطنية شاملة تحفظ حق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل والأدوات على رأسها الكفاح المسلح، من خلال الاستفادة من جهود الجميع حتى تحقيق التحرير الشامل والعودة الميمونة بإذن الله عز وجل, ونؤكد على ضرورة التوافق على ميثاق شرف وطني فلسطيني يحرم تجاوز الثوابت والحقوق الوطنية، ويؤكد على إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على قاعدة التكامل والشراكة الوطنية، حتى نستطيع مواجهة التحديات والتهديدات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية.
حاوره/ مصطفى عمارة