كلمة مريم رجوي في المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية تم تخصيص
كتب-مصطفي عمارة
تم تخصي اليوم الثالث من المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية من أجل إيران الحرة 2021 لحركة مقاضاة المتورطين في مذبحة أكثر من 30 ألف سجين سياسي عام 1988، ومعظمهم من مجاهدي خلق.
وبالإضافة إلى عدد من رؤساء الوزراء والوزراء من دول أوروبية وكندية
أيها الأصدقاء الكرام
في هذا التجمع، الذي يصادف ذكرى اولئك الذين أعدمهم نظام الملالي في مجزرة عام 1988، حضوركم، أنتم کبار أصدقاء المقاومة مصدر استظهار لشعبنا، ولا سيما لعوائل الشهداء. لكونكم أنتم وبصوت ضميركم قد كسرتم حاجز الصمت، عندما كانت الآذان صمّا في كل العالم لسماع صوت مظلوميتهم، بسبب وصمة الإرهاب.
وأنتم کنتم المبادرين بتبني سياسة رائعة بشأن قضية إيران، دلّت على الجانب الصحيح من التاريخ.
لقد قلتم مرات عديدة أنه في هذا النظام الهمجي، البحث عن المعتدل ليس سوى وهم وسراب. والآن بعد أن نصب خامنئي سفاحًا رئيسًا لنظامه، يعترف الجميع بما قلتم. نعم، لقد قلتم الحقيقة. سيمضي الزمن وستثبت أحقية مواقفكم من مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية والبديل الديمقراطي.
التحية لكم جميعا.
سلطة 1.5٪ من سكان البلاد
أيها الأصدقاء الأعزاء!
تعيين سفاح مجزرة عام 1988 رئيساً لولاية الفقيه؛
ومن حيث علاقة الشعب الإيراني بهذا النظام يبلور حقبة سقوط النظام،
تاريخياً، الحكومة التي بنت أسس نظامها على بحر من دماء مجاهدي خلق، ها هي الآن تقدم خلاصة إنتاجها على مدى تاريخها الممتد 42 عامًا في جلاد متعطش للدماء.
وسياسياً، إنها نقطة نهاية الأوهام حول اعتدال النظام ونقطة الانهيار في سياسة استرضاء الحكومات الغربية للفاشية الدينية.
الآن تم تسليم السلطة التنفيذية إلى جزّار، والقضاء لقاتل محترف،
ورئيس المجلس التشريعي هو رجل بلطجي قال نفسه بصراحة: “أنا من حملة العصي، وأفتخر بأننا كنا نضرب بالعصي ضد [أنصار] مسعود رجوي منذ عام 1979″.
وفي الواقع انه يتسم بالوقاحة والشناعة معا.
وحقا، إذا لم يكن ولاية الفقيه في حالة احتضار، فلماذا كان بحاجة إلى وضع قطيع من الوحوش على رأس نظامه؟
في نهاية مهزلة الانتخابات، واستنادا إلى تقارير أكثر من 1200 صحفي ومراسل من 400 مدينة في إيران وعرض أكثر من 3500 مقطع فيديو، أعلنت منظمة مجاهدي خلق أن نسبة المشاركة في العرض الانتخابي للملالي كانت أقل من 10٪.
لكن في حدیثنا اليوم، أتعمد أن أرکّز علی النتائج التي أعلنتها وزارة داخلية الملالي:
في شيراز، التي وصفها مسعود رجوي زعيم المقاومة «عاصمة الانتفاضة» عام 2019، لم یشارک 70٪من الناخبين في عملیة التصويت.
وفي مدينة طهران العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين، لم يشارك 80٪ ممن يحق لهم التصويت؛ وفي محافظة طهران، محافظة مدن الانتفاضة «شهريار» و«قلعه حسن خان» و«إسلام شهر»، لم يصوت 70٪ من السكان.
والأكثر فضيحة، مهزلة انتخابات المجالس المحلیة. في بعض المدن الكبرى، أصبحت الأصوات الباطلة هي الأولى، وفي طهران، تبلغ نسبة المشاركة 14٪ فقط، وفي تبريز واحد ونصف بالمائة فقط!.
نعم هذه هي حكومة وسلطة واحد ونصف بالمائة من سكان البلاد.
بيت القصيد هو أن الظروف الموضوعية لإسقاط النظام متوفرة.
فيما يتعلق بشعب إيران، في مواجهة الاصطفاف الجديد والترتيبات القمعية للنظام، فإنه يضاعف كما هو الحال دائمًا، عزمه على إسقاط نظام ولاية الفقيه بأضعاف مضاعفة.
رئيسي سفاح والمجتمع العالمي على محك
لكن فيما يتعلق بالمجتمع الدولي، فهو على محك الاختبار، فهل يتعامل مع نظام الإبادة البشرية أو يقف إلى جانب الشعب الإيراني؟
نحن نقول للمجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية،
المعمم إبراهيم رئيسي مجرم؛ بسبب ارتكابه جريمة ضد الإنسانية والإبادة البشرية عام 1988،
إنه مجرم، لأنه، بصفته أحد كبار مسؤولي القضاء ، لعب في العقود الأربعة الماضية دورًا حاسمًا في إعدام وقتل أبناء الشعب الإيراني.
إنه مجرم، لأنه أحد قادة النظام الذي قتل 1500 شاب خلال انتفاضة نوفمبروويقول الباحثون إن عدد القتلی کان ثلاثة أضعاف.
رئيسي مجرم، لأنه لا يزال يدافع عن جميع جرائمه السابقة وهو مصرّ على مواصلتها.
وكما قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: “إن صعود إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة بدلاً من إخضاعه للتحقيق في الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والإخفاء القسري والتعذيب، إنما هو تذكير مروع بأن ظاهرة الإفلات من العقاب تسود في إيران.”
نيابة عن الشعب والمقاومة الإيرانية، أؤکد أن علی الأمم المتحدة والمجتمع الدولی أن یعتبرا مجزرة عام 1988 عملیة إبادة بشریة وجریمة ضد الإنسانیة.
أدعو مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ ترتيبات دولية لمحاسبة ومحاكمة قادة نظام الملالي، ولا سيما خامنئي والمعمم رئيسي وإيجئي، بتهمة الإبادة البشرية والجريمة ضد الإنسانية. ولا ينبغي للأمم المتحدة أن تستقبل رئيسي للدورة المقبلة للجمعية العامة. لأنه يعتبر إهانة لا تغتفر لشعوب جميع البلدان التي ترسل ممثليها إلى الأمم المتحدة.
سنحقق هذه المطالب مهما كلف الثمن. ذات يوم، صبّت المقاومة كأس سمّ وقف إطلاق النار على حلقوم خميني. وفي يوم آخر أوقعت المقاومة نفسها خامنئي في فخ برنامجه النووي، والآن المقاومة ذاتها ستصب كأس سم حقوق الإنسان في حلقوم نظام ولاية الفقيه. وهذا سيتحقق دون أدني شکّ!
أيها الأصدقاء الكرام
التمسك بالموقف أو عدم التمسّک، جوهر القضية
كانت مذبحة عام 1988 واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ إيران المعاصر، وعلى حد تعبير البارونة بوترويد، “كانت أكبر جريمة ضد الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية مرّت دون عقاب”.
في هذه اللحظة، نعود إلى ما قبل 33 عامًا. ونستحضر مشهد الأسئلة والأجوبة، كل منها يحدد مصير وحياة سجين.
في غرفة صغيرة في سجن إيفين أو كوهردشت أو في سجون مشهد أو أصفهان أو شيراز أو تبريز أو الأهواز أو في عشرات المدن الأخرى ؛ “رؤوس معلقة في المشانق لرجال أبرياء”
يجلس على جانب عدد من الملالي والجلادين، أعضاء فرقة الموت.
ومن بين هؤلاء الشياطين المتظاهرين في هيئة البشر، كان إبراهيم رئيسي من أكثرهم شرًا ووحشية
مقابلهم سجين فقط كمتهم. لم يرتكب أي جريمة. بل إنه يمثل ذنب حركة في نظر المدعين المستجوبین. ليس له محام. لكنه يجب عليه أن يكون محامي شعب مقموع. لا يوجد شاهد في المحكمة. هو الشاهد الوحيد. والأكثر إثارة للدهشة أن الأسئلة لا تتعلق بأي جريمة؛ وانما تتكرر حول موقفه من الزمن.
الأسئلة هي:
هل أنت مستعد لشجب مجاهدي خلق وقادتهم؟
هل أنت مستعد للانضمام إلى القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية لمحاربة مجاهدي خلق؟
هل أنت على استعداد للتجسس على رفاقك السابقين والتعاون مع مسؤولی المخابرات؟
هل أنت على استعداد للمشارکة في فرق الإعدام؟
هل أنت استعداد لشنق أحد أعضاء من مجاهدي خلق؟
هل أنت على استعداد للتعبير عن الندم على آرائك وأنشطتك السياسية؟
هل تعلن الولاء للجمهورية الإسلامية؟
هل أنت علی استعداد للمشي عبر حقل ألغام حیة لمساعدة القوات العسكرية للجمهورية الإسلامية؟
نقلت لکم هذه الأسئلة المروعة التي واجهها الضحايا من تقرير تفصیلي أصدرته منظمة العفو الدولية.
لم يكن موضوع هذه الأسئلة مزاعم كاذبة مثل تمرد السجناء أو سلوكهم أثناء الأسر
موضوع هذا السؤال لم يكن حتى علاقة السجناء بعملية مجاهدي خلق.
كان خميني قد حدد القضية في حكمين متتاليين قبل ذلک. حكمه صدر بشكل خاص ضدّ مجاهدي خلق. والحكم هو “أولئك الذين يصرّون على موقفهم من مجاهدي خلق في السجون المنتشرة في جميع أنحاء البلاد هم محاربون ومحكوم عليهم بالإعدام”.
في نفس الوقت، وجّه رئيس المحكمة العليا أسئلة إلی خميني بأنه هل هذا الحكم ينطبق على مجاهدي خلق المحكوم عليهم بالإعدام الذين لم يغيروا موقفهم، أو على المجاهدين الذين يقضون عقوباتهم لكنهم ما زالوا في موقفهم المدافع عن النفاق.
إجابة خميني قصيرة وواضحة من خمیني وهي “أي شخص في أي مرحلة يُحكم عليه بالإعدام إذا كان مصرا على النفاق (أي موقفه من مجاهدي خلق)”.
كل من حكمي خميني وملخص الأسئلة في تلك المحاكمات الزائفة هو: هل أنت في موقف مدافع عن مجاهدي خلق؟
وقال المجاهدون نعم للإجابة على هذا السؤال وقبلوا الإعدام والشنق.
وكتبت منظمة العفو الدولية في تقريرها الذي صدر بمناسبة الذكرى الثلاثين لهذه المجزرة: “في شتى أنحاء البلاد، كان معظم الضحايا من مؤيدي “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية”، من الرجال والنساء.
وفي محافظة طهران، أُعدم أيضاً مئات الرجال المنتسبين إلى جماعات المعارضة اليسارية.” وأضافت منظمة العفو الدولية أنه “في محافظتي كردستان وأذربيجان الغربية، طالت موجة من حالات الاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء مئات السجناء المنتمين إلى حزب كوماله والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني”.
وهكذا عمت المجزرة ضد مجاهدي خلق على مستوى البلاد. في الوقت نفسه، قامت آلة القتل باعتقال العديد من السجناء السابقين الذین اطلق سراحهم أو المشتبه في دعمهم للمجاهدين وإرسالهم إلى المشانق.
كلهم واجهوا نفس السؤال المصيري: هل أنتم في موقف الدفاع عن مجاهدي خلق؟
منذ ذلك اليوم وحتى اليوم، كان هذا السؤال وما زال أمامنا باستمرار. هذا هو سؤال عصرنا. إنها مسألة العصر التمسك بالموقف أم عدم التمسک. لكن المجاهدين، حسب الأية الشريفة ومابدّلوا تبديلا.
قلنا ونقول نعم لهذا السؤال ولن نتوقف عن موقفنا لإسقاط النظام والمقاومة من أجل حرية الشعب الإيراني.
الجيل الصامد من أجل تحریر إيران
أيها المواطنون
في صيف عام 1988، أبطال مجاهدي خلق، بعد أن حكم عليهم بالإعدام من قبل رئيس الجلاد والمتواطئين معه، شقّوا طريقهم إلى قاعات الإعدام بشعارات الموت للخميني، التحية للحرية والتحية لمسعود رجوي.
هذا هو نشيد الحرية المخضّب بالدماء ونشيد صمود جيل أراد مصيرا جديدا لشعب وتاريخ إيران.
وكتبت إحداهم، وهي زهرة عين اليقين، رئيسة جمعية أصفهان الثقافية آنذاك، والتي درست في الولايات المتحدة، في رسالة من سجن إيفين.
“فكرت في كل شيء حتى الآن وراجعت كل شيء مرة أخرى؛ أعتقد أن كل شخص يغني حسب ما يريد على خشبة مسرح الحياة، ثم يرحل، لكن ما يتبقى هو إنسانية تظل تبقى نقية دون شوائب”.
أحد هؤلاء الأبطال بهنام رحيم رجلي کتب في وصيته: “أحب الحياة بكل جمالها، أحب كل ما هو مزدهر …
لا أريد أن أموت، ولكن من أجل الحياة، أقبل الموت الأحمر برحب الصدر، وإذا نلت الشهادة بهذه الطريقة، بلغوا تحياتي إلى مسعود، وقولوا إن رحيم قد أوفى بوعده وأصبح رجويًا”.
وهذا هو عهد بالدم من جيل إلى جيل لمجاهدي خلق، الذي كتبته مريم كل زاده غفوري:
“طالما كان هناك أحد من مجاهدي خلق، فلا يسمح للمعادين أن يوقفوا الثورة من الحركة. وسيبذل عضو مجاهدي خلق كل ما في وسعه لتحرير إيران والشعب الإيراني من الأسر”.
حركة المقاضاة من قبل مسعود رجوي
أيها الأصدقاء الأعزاء
مجزرة عام 1988 التي استهدفت مجاهدي خلق، كان لها جزء مهم آخر وهو المشروع الكبير لإخفاء هذه الجريمة. لكن منذ الأسابيع الأولى من المجزرة، أطلق مسعود رجوي زعيم المقاومة موجة من المواقف ومؤتمرات للكشف عن هذه الجريمة ومقاضاة المتورطين فيها داخل إيران وخارجها.
في شهري آب / أغسطس وأيلول / سبتمبر 1988، كشف في العديد من الرسائل والبرقيات إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن قدر كبير من المعلومات حول هذه المجزرة. وکشف عن ما تتضمنه فتویا خميني. وفي 25 أغسطس 1988، كتب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أن خميني قد أصدر مرسومًا بخط یده أمر فیه بإعدام السجناء السياسيين لمنظمة مجاهدي خلق”.
وفي ديسمبر من نفس العام، في مقابلة مع إذاعة صوت مجاهد، قال: “أبلغ خميني شخصيًا موسوي أردبيلي رئيس السلطة القضائية أنذاك مرتين بحكم الإعدام، وصرح فيهما، فيما يخص حالة مجاهدي خلق … كل من يبقى على موقفه فيجب أن يُعدم على الفور “. وكان ذلك قبل 12 عامًا من نشر منتظري نص الحكم في كتابه.
في رأيي، إلى جانب الحملة من دون هوادة خلال العقود الأربعة الماضية، دافع مسعود عبر مقاضاة المتورطين في قتل الشهداء، عن المبادئ والقيم التي ضحّى من أجلها شهداء طريق الحرية بأرواحهم، ودافع أيما دفاع عن شرف وكرامة الشهداء ویواصل ویتقدم حتى انتصار مثلهم الأعلى وهو تحریر الشعب الإيراني.
من المثير للاهتمام أنه في خطاب عزل السيد منتظري، والذي نُشر في أبريل 1989 ويتكون من حوالي 700 كلمة، یذکر خميني مجاهدي خلق تسع مرات ويقول إن مجاهدي خلق استطاعوا من خلالک أن یجعلوا عدد الذين تم إعدامهم ” ألوفا مؤلفة”. والأهم يقول [خطابا لمنتظري] إنك “ستسلّم البلاد من بعدي لجناح الليبرال ومن خلالهم إلى مجاهدي خلق. إذن فقدت أهلیة وشرعية قيادة النظام مستقبلا”.
وبحسب أحداث السنوات الـ33 الماضية، فإن ما انكشف عن هذه المجزرة هو إنجاز حركة المقاضاة دون توقف بقيادة مقاومة الشعب الإيراني وعوائل الشهداء والسجناء والمعذبين وآلاف المعتقلين السياسيين، بمن فيهم الناجين من مجزرة عام 1988 في أشرف الثالث.
الحركة المضادة للمقاضاة
لنذكر بالخير الدكتور الراحل إسماعيل خوئي الذي أنشد جيدا في قصيدة “مجزرة 1988 في صرخة بأعلى صوت” واصفا الشهداء:
كان لهذا القتيل قلب كبير
جاهز لينبض في القلوب الكبيرة
ابتلعه بحر الموت العظيم، لكن
بقي منه أمل في غد عظيم
وهذا القتيل الذي تشمّ النسیم من شعره
قد أبحر في بحر الله والشعب
“هل تنكر المجاهدين؟” لا لا
قوموا بإعدامه، فهو لا يزال متمسكا بموقفه.
وفي نفس القصيدة يصف إسماعيل خوئي المحاولة الفاضحة لتقليل عدد قتلى المجازر على النحو التالي:
لا يا سيدي، كان أقل بعشرة آلاف
لقد كان ثلاثة آلاف وعدة مئات
هل هناك فرق في روح الجريمة، أيها الغبي
كانت مائة أو مئات المرات
من الواضح أن حركة المقاضاة واجهت دائمًا حركة معاكسة ينتهي طرف خيطها عند وكالات استخبارات النظام. هذه الحركة المضادة هي سلسلة من الأكاذيب، وقلب الحقائق التي تم تنفيذها واحدة تلو أخرى:
أولاً، أرادوا لسنوات عديدة من الصمت إسكات المأساة بأكملها عن طريق إخفاء أسماء وهويات قتلى المجازر وإخفاء قبورهم. وباشروا فی السنوات التالیة تدمیر القبور الجماعیة المکشوفة.
لكن محاولة النظام الأخرى ضد حركة المقاضاة هي نزع هوية قتلى مجاهدي خلق، وهو ما يتم تنفيذه بأصابع وزارته سيئة السمعة.
والمثير للدهشة أن مسؤولي الوزارة، من جهة، لا يتحملون مُثُل الشهداء وتنظيمهم ولا أيديولوجيتهم واستراتيجيتهم وإطارهم التنظيمي، لكنهم من جهة أخرى يزعمون أن هناك مجاهدين “متمسكين بمواقفهم” وفق حكمين صريحين صادرين من خميني.
إنهم يدّعون الدفاع عن المجاهدين الذين اختار أكثر من 90٪ من شهدائهم المشانق بسبب ولائهم لخطوطهم السياسية والأيديولوجية. لكن لا إخفاء الجريمة، ولا إخفاء قبور الشهداء، ولا محاولات إزالة هوياتهم، لن يكون قادرا على تشويه أو إيقاف حركة المقاضاة.
شق طريق الحرية بالتضحية
هنا نتذكر المجاهد الكبير، الكاتب الراحل حميد أسديان، الذي بذل جهدا كبيرا طوال هذه العقود الثلاثة لفضح الجلادين وإبقاء ذكرى قتلى المجازر حية.
كتب قصيدة في مقدمة أحد كتبه عن شهداء مجزرة 1988 في شهركرد:
طالما هذه التربة، مخضبة بالدماء
لن تضيع القطرة في البحر
ونحن نبحث عنكم
لن ننسى وجوه القتلة
نعم نحن لن ننسى.
أبعث بتحياتي لأهالي الشهداء، ولا سيما أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر والسجناء السياسيين الصامدين، وأدعو جميع أبناء وطني وأنصار ومؤیدي المقاومة داخل إيران وخارجها لتوسيع حركة المقاضاة. اليوم، حركة المقاضاة هي حركة لكل الإيرانيين لإسقاط النظام.
والآن أجيب على جيل الشباب المنتفض الذي يسأل، ما هي قصة 30 ألف رجل وامرأة شجعان رفعت رؤوسهم على المشانق بجريرة تمسكهم بمواقفهم العادلة؟
ما هي قصة الحركة المتمسكة بموقف الدفاع عن المبادئ التي صنعت تاريخ هذه العقود الأربعة؟
قصتهم هي بما أن طريق حرية إيران لا يتمهد إلا بالتضحية والفداء، قال المجاهدون من جيل إلى جيل، ويقولون: تفضلوا هذا هو كل حياتنا وعيشنا.
“المجاهدون، اختاروا النضال طوعيا وعلى وعي، وضحوا بكل شيء عاقدين العزم على تحریر إيران والإيرانيين. وثاروا على أيديولوجية الأنانية والمصالح الفردية ضد مصالح الشعب وضد إيديولوجية الجنساویة والتمييز على أساس الجنس، ويفتحون الطريق للتحرر والمساواة.
ومن المثل البارزة للمجاهدین في هذا الوقت کان المجاهد الصدّیق مسعود فرشجي الّذي بقي في خندق النضال الدائم لمدة 43 عاماً، وتحوّل إلی إنسان صوفيّ منعزل من القیود العائدة إلی الجنساویة والأنانیة المهلکة. نعم هذا الجیل من النساء والرجال المجاهدات والمجاهدین الخالصین والمخلصین هم الذین یضمنون متانة وصمود حرکة مجاهدي خلق في الوقت الحالي وهم ضمان للحریة والعمران في إیران الغد.
السلام علی المجاهد العظیم المخلص مسعود فرشجي.
والآن، بعد 33 عامًا على المجزرة، لا يزال السؤال الأساسي يدور حول المجاهدين المتمسكين بمواقفهم.
ونقول نعم للسؤال الكبير في هذا العصر، وبالاعتماد على الشعب الإيراني وجيش الحرية العظيم، سنسقط نظام الملالي.
ملاحظة: للحصول على صور جيدة ليوم الثالث ارجو انقر هنا
https://flic.kr/s/aHsmWcqWMG