ما يزال ملف مدير فني منتخـب تونس المقبل الشغل الشاغل للشارع الرياضي والاتحاد المحلي للعبة، الذي حظي بمكتب جامعي منتخـب حديث، فى الاسبوع الماضي، سيرأسه السيد معز الناصري، والذي سيحمل على عاتقه مسؤولية إخراج الكره التونسية من أحد أكثر الأنفاق ظلمة، التي دخلتها فى السنوات الاخيرة.
صحيح انّ لدى الاتحاد التونسي لكرة القــدم الجديد عديد الملفات الحارقة والمنتشرة على مد البصر، محليًّا وخارجيًّا، غير انّ المعضلة التي لا تحتمل هدر المزيد من الوقت هي حتمًا اختيار عاجل لربّان حديث للسفينة القرطاجية، التي وجب ان ترسو فى بر الأمان، قبل ان تهيج أمواج التحديات والرهانات القادمة، والتي يتقدمها تصفيات كـأس العالم 2026 وبعدها كـأس امم أفريقيا المقررة بالمغرب أواخر العام الحالي.
مدير فني منتخـب تونس الجديد.. إنجاز نصف الهامة فى انتظار الأهم
برغم حداثة استلامه لدفة التسيير، فإنّ المكتب الجامعي نجح فى الحقيقة فى إتمام نصف الهامة فيما يتعلق بتحديد هوية مدير فني منتخـب تونس الجديد، وذلك عبر تحديد مجال البحث وحصره فى الأسماء المحلية، نظرًا لعدة عوامل، من بينها إشكالات السيولة والقدرات المالية المحدودة، علاوة على دقة المرحلة وحساسيتها، التي تتطلب مدير فنيًا عارفًا بخبايا وكواليس المنتخـب وعقلية اللاعبــين، ليتمكن من الدخول مباشرة فى صلب الموضوع، ويواجه الاستحقاقات الضخمة التي باتت على الأبواب.
كلّ ما ذُكر، أسهم وبشكل أساسي فى استبعاد كل السير الذاتية الخاصة بمدربين أجانب، رغم بعض المحاولات السابقة للتعاقد مع بعض الخبراء، وآخرهم البرتغالي كارلوس كيروش، والتي سقطت جميعها فى الماء، لأسباب واضحة، تتعلق بـ”لغة الدولار” أساسًا، حيث تمّ حصر خيارات المكتب الجامعي وبتوصية من سلطة الإشراف ممثّلة بوزارة الشباب والرياضة، فى راتب شهري لا يتعدّى 9 آلاف دولار أمريكي أي ما يعادل 30 ألف دينار تونسي.
بعد تحديد دائرة البحث وتضييق الخيارات، ما بقي مقابل المكتب الجامعي الآن، هو الأمر الأهم، ألا وهو الكشف عن اسم مدير فني منتخـب تونس التالي، وفي أقرب الآجال، حتى يحاول لملمة الشتات قبل أقرب الرهانات.. وهو ما لم يحدث حتى كتابة هذه الأسطر.
المرشحون يرمون الكره فى ستاد المكتب الجامعي!
منذ التأكيد على انّ مدير فني منتخـب تونس الجديد، الذي سيخلف قيس اليعقوبي الذي حلّ فى ثوب المدرب المؤقت لفترة وجيزة، سيكون محليًّا، طفت على السطح مجموعه من الأسماء التي تسرّبت من “كواليس” المكتب الجامعي، ومن بينها على وجه الخصوص، معين الشعباني قائد ثورة نهضة بركان فى العام الحالي، وسامي الطرابلسي حامل لقب “الشان” فى 2011 مع “النسور” ومحلل قنوات beIN SPORTS فى الوقت الحالي، علاوة على ماهر الكنزاري مدير فني ارضية الملعب التونسي، وخالد بن يحيى مدير فني مولودية الجزائر، وجاره العاصمي نبيل معلول مدير فني اتحاد الجزائر، علاوة على حاملي لقب “الكان” فى 2004، مهدي النفطي مدير فني الخور القطري، وراضي الجعايدي الذي عرف آخر محطاته التدريبية فى بارادو الجزائري، بالإضافـة إلى نصر الدين نابي مدير فني كايزر تشيفز الجنوب أفريقي، وجلال القادري الناخب الوطني السابق.
وبرغم كثرة المرشحين لمنصب قيادة “نسور قرطاج” فى الفـترة المقبلة، والتزامهم بعقود تربطهم بأنديتهم لفترة طويلة، غير انّ جميعهم أبدوا التزامًا وطنيًّا تامًا بقبول الهامة الجسيمة فى الحال، وبالتالي رموا الكره فى ستاد المكتب الجامعي للتفاوض مع أنديتهم من أجل تفاصيل فك الارتباط.
هذه الوضعية أحرجت الاتحاد التونسي لكرة القــدم ودفعته لمواجهة أولى امتحاناته، حيث أكدت مصادر العمدة سبورت فى وقت لاحق، انّ السيد معز الناصري ومعاونيه مصرّون على تعيين معين الشعباني، غير أنهم اصطدموا برفض اداره النادى البركاني ورئيسهم الشرفي فوزي لقجع، والذي يشغل فى الوقت ذاته رئاسة الجامعة الملكية لكرة القــدم.
وبغض النظر عن ابتعاد الشعباني أو اقترابه، أو أي من المرشحين الآخرين عن منصب مدير فني منتخـب تونس الجديد، فإنّ الحتمي هو اتخاذ القرار على جناح السرعة من دون التسرع، وفي هذا الصدد تشير مصادرنا إلى انّ اجتماعًا سيُعقد اليـوم الجمعة لحسم الملف بشكل نهائي ورسمي، مع إشارة إلى انّ الاختيار بات منحصرًا حسب آخر الأصداء، بين القادري والطرابلسي والجعايدي، الذين لا يملكون أي التزامات راهنة مع نواد، وهم الأقرب لتولي الهامة، إلا إذا طرأت مفاجآت فى اللحظات الاخيرة، وهو خيار يعكس عدم رغبة الاتحاد التونسي فى اختلاق أي مشكلة مع أي ناد فى بداية عهدته، من أثناء الضغط على أحد المدربين بفك التزامه.
اعلن ملف مدير فني منتخـب تونس المقبل فى أقرب الآجال، سيمنح فرصة للربان الجديد للأخذ بزمام الأمور عاجلًا، قبل الحدث الأهم فى الفـترة المقبلة، والمتمثل فى تصفيات مونديال 2026، حيث سيكون المنتخـب التونسي مجبرًا على تأمين صدارته للمجموعة الثامنة التي يتزعمها برصيـد 10 نقاط من 4 ماتشات وبفارق نقطتين فقط عن ملاحقه ناميبيا، وبقاء ست لقاءات حاسمة ستبدأ فى مارس/ آذار المقبل برحلة إلى مونروفيا، من أجل منازلة ليبيريا صاحبة الأرض، وتنتهي فى أكتوبر/ تشرين الاول المقبل، باستقبال ناميبيا فى تونس، على أمل ان يكون الختام فرحانًا ومقترنًا ببلوغ المونديال للمرة السابعه فى تاريخ “النسور”، تمهيدًا لحضور مرموق فى “كان المغرب” فى أواخر 2025.