فى عالم كرة القــدم، تتجاوز بعض العلاقات حدود ارضية الملعب لتصبح صداقات حقيقية تدوم مدى الحياة، ومن أبرز هذه العلاقات هي الصداقة القوية التي جمعت بين النجم المصرى صلاح وزميله السابق فى ليفربول، الكرواتي ديان لوفرين مدافـع باوك اليوناني حاليًا.
منذ انضمام صلاح إلى ليفربول فى عام 2017، نشأت بينه وبين لوفرين علاقة مميزة، بدأت بلحظات قليلة، وتطورت لتصبح صداقة عميقة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، واستمرت هذه الصداقة حتى بعد انتقـال لوفرين إلى زينيت سانت بطرسبرغ فى عام 2020، حيث ظل اللاعبان على تواصل دائم، يتبادلان الرسائل والزيارات كلما سنحت الفرصة.
ما زال لوفرين يحظى أيضًا بمتابعةٍ من ملايين المصريين، كونه أحد أفراد جيل تاريخي لليفربول، وكونه الصديق المقرب لنجمهم الاول صلاح.
العمدة سبورت حاور ديان لوفرين حصريًا، وفي الجزء الاول من هذا الحوار الخاص، نقترب أكثر من المدافع الكرواتي لنتعرف على تفاصيل هذه العلاقة الفريدة، إضافة للحديث عن مستقبل “مو” مع ليفربول.
صلاح ولوفرين.. كيف بدأت القصة؟
يقول لوفرين عن هذه العلاقة المتينة مع “الملك المصرى”: “ما زلنا على تواصل دائم. نتحدث بين اليـوم والآخر، نعم، الأمر ليس متعلقًا بكرة القــدم فحسب، لم يعد الأمر يقتصر على مجرد الصداقات فى الميدان، بل هذه صداقة حقيقية، صداقة تستمر مدى الحياة.. كنت أقول له هذا دائمًا، وهو يقول لي الشيء نفسه. أرسل لي رسالة نصية قبل بضعة أيام يسألني فيها عن إصابتي، وعيد ميلادي، وعن أحوال المنزل، وعن كل شيء.. هذه صداقة تدوم مدى الحياة. قد لا نتحدث عن كرة القــدم، لكننا نتحدث عن أمور أخرى”.
وحول بداية علاقتهما اضاف: “كل شيء بدأ بفنجان قهوة كما أذكر.. بدأ بإيماءة صغيرة، “هل تحب القهوة؟ لنذهب لتناول القهوة”.. فى البداية، كنا نذهب دائمًا بالسيارات إلى المطار، ثم قــال لي ذات مرة: “هل تشرب القهوة؟” فقلت: “نعم، أشرب القهوة”، ثم سألني: “هل تريد قهوة؟” فقلت: “حسنًا”. ومنذ تلك اللحظة، سارت الأمور بشكل جيد.. هذا هو الحال، هكذا هي الحياة”.
ينتهي عقد “مو” هذا العام، فكيف ترى هذه الوضعية؟ كيف يشعر حيال ذلك وماذا يريد؟
يستلزم ان أكون حذرًا فيما سأقوله الآن، لأنني أعرف المزيد من الأمور. الجميع يريد استمراره، وأنا شخصيًا أريد ذلك أيضًا. لقد اتصلت به فى أحد الأيام وقلت له: “مو، عليك ان تفكر فى نفسك. انظر إلى كل ما قدمته لهذا النادى وما زلت قادرًا على تقديمه”، وفي النهاية، توصلت إلى استنتاج ان النادى لا يحترمه بما يكفي، أو على الأقل ليس بالقدر الذي يعتقد أنه يستحقه، لكن هذا جانب آخر من الحديث، الأمر يتعلق بكل ما يدور خلف الكواليس.
وأضاف: “يمكن للجميع ان يتفقوا عندما ينظرون إلى الأرقام، لا يوجد لاعــب لديه إحصائيات مثل صلاح، ليس فقط هذا العام، بل على مدار آخر 5-6 مواسم متتالية، إنها ليست مجرد أرقام مبهرة، بل جنونية.. وأعتقد أنه لا يحصل على الاهتمام الكافي رغم هذه الأرقام، لانه لو كان ميسي أو رونالدو، لرأينا الحديث يوميًا عن سبب عدم تجديد عقده ولماذا لم يتم تقديم العرض المناسب له، لكن للأسف، أعتقد ان صلاح لا يحصل على هذا الاهتمام”.
هل تعتقد انّ طلبات صلاح ربما تكون مبالغًا فيها؟
بصراحة، لا أعرف الأرقام الـدقيقـه، لكن أياً كان ما يطلبه، أعتقد أنه يستحقه، الأمر بسيط، هذا الرجل يقوم بعمله على أرضية ارضية الملعب، لا تنظروا إلى عمره، البعض سيقول إنه سيبلغ 33 عامًا، لكن انظروا إلى رونالدو، إنه فى الـ 40 وما زال يلعــب، صلاح لا يزال يسجل الأهداف، ويتمتع بحالة بدنية وذهنية ممتازة. وما زال يلعــب فى المنتخـب، فما المشكلة إذن؟ إنه أصغر (من كريستيانو) بـ 7 أو 8 سنـوات، إذن ما المشكلة فى مسألة صلاح؟ لا أحد يمكنه إيجاد جواب، لهذا السبب أجد الأمر صعبًا، يمكنني التحدث بتفاصيل أكثر، صلاح يؤمن بأنّ هناك أشياء مفقودة من الجانب النادى، وآمل ان يتم حلها قريبًا.. لكن الواقع الحالي يشير إلى أنه أقرب للرحيل منه للبقاء”.
الجميع يريد استمرار النجم المصرى فى ليفربول، فماذا عنه؟
هو يعشق ليفربول، بالمناسبة هو يحب ليفربول كثيرًا، ويريد البقاء، وهذا هو الجزء الأهم، ربما يرى نفسه يعتزل هناك، لست متأكدًا تمامًا من ذلك، ولكن فى النهاية الأمر لا يتعلق بمن حوله، بل بأشخاص آخرين!”.
هل تعتقد ان الدورى السعودي سيكون وجهة مناسبة لصلاح حال مغادرته؟
إذا رحل، نعم، لم لا؟! كما تعلم، الدورى السعودي بدأ يصبح أكثر تنافسية. أعتقد أنه إذا ذهب مو إلى هناك، فسيكون أحد أكبر النجوم، وسيشكل طفرة تسويقية ضخمة للدوري، وبالتأكيد سيجذب معه بعض المشجعين، لننتظر ونتابع ما سيحدث”.
فى مصر البعض يوجه الانتقادات لصلاح ويرون ان هناك حاجزًا بينه وبين شعبه، إلى أي مدى يحب صلاح بلده؟
مو يحب بلده كثيرًا، كثيرًا جدًا. إنه يتحدث دائمًا عن ذلك، ولهذا السبب هو فى المكانة التي هو عليها الآن، إنه مميز بطريقة تفكيره، أعتقد أنها مختلفة قليلًا عن طريقة التفكير السائدة فى بلده، لا أرى مشكلة فى ذلك لكنه يتحدث بشغف عن منتخـب بلاده، يحب اللعب بألوانه ويكون حريصًا على اللعب دائمًا لمصر.. إنه يحترم ثقافته والثقافات الاخرى، وذلك أمر مهم أيضًا، هذا الرجل نشأ بطريقة ممتازة، وهو منفتح الذهن وليس منغلقًا، يمكن التحدث معه عن أي شيء، ولهذا السبب هو مميز”.
وأضاف لوفرين: “لا يمكن إرضاء الجميع، وهذا ليس الهدف، بل ان تكون حقيقيًا، (معظم) الناس مزيفون الآن، يحاولون إظهار صورة معينة للآخرين، لكن محمد كان كما هو بالأمس وسيظل كما هو غدا، بغض النظر عن أي شيء، أعلم أنه قبل 20 عامًا لم يكن لديه المزيد ليأكله، لكنه اليـوم، رغم كل النجاح، يأكل بنفس الطريقة.. بالنسبة لي، هذا هو الشيء الأكثر اهمية”.
لماذا لا يفوز صلاح بالجوائز الفردية مثل الكره الذهبية؟
بصراحة، لا أعلم، هل هو بسـبـب القارة؟ هناك العديد من الأسباب، وأنا شخصيًا مندهش؛ لماذا لم يحضر فى التشكيـل المثالي للعام؟ لماذا لم يفز بجائزة افضل لاعــب فى العالم؟ لماذا لم يكن فى المراكز الثلاثة الأولى؟ لماذا لم يكن حتى ضمن القوائم المختصرة لبعض الجوائز؟ إنه لاعــب ساكن، لكن تخيل لو كان صاخبًا مثل غيره، لا أعلم، ربما كان عليه ممارسة ضغوط أكبر، من الصعب فهم ذلك حقًا، لكن عندما تنظر إلى الأرقام، والجميع يتحدث دائمًا عنها، حيث يتم ترشيح هذا وذاك بسـبـب عدد الأهداف المسجلة، هذا الرجل انتصر بالدوري الانجليزي، انتصر بدوري الأبطال، قاد منتخـب بلاده إلى كـأس العالم، فماذا عليه ان يفعل أكثر من ذلك؟ لكن لنكن صادقين، هناك العديد من اللاعبــين الرائعين الذين لم يحصلوا على الجوائز التي يستحقونها. فى بعض الأحيان، من الصعب استيعاب ذلك”.
بالعودة لنهائي أبطال أوروبا 2018.. هل تسببت إصابته فى هزيمتكم مقابل ريال مدريد؟
كان غياب صلاح أحد الأسباب الرئيسية لخسارتنا فى تلك المباراه. لطالما قلت ذلك، الأمر يختلف عندما يحضر فى ارضية الملعب، لقد خرج مبكرًا، أعتقد بعد 15 أو 20 دقيقة، لذلك لعبنا 70 دقيقة بدونه، وكان الأمر صعبًا.
وتابع: “دائمًا ما قلت ذلك، فى رأيي، إنّ ذلك كان مقصودًا، وقلتها لراموس. نحاول اللعب بطريقتنا (داخل ارضية الملعب)، لكن عندما ترى ان هناك لاعــبًا يمسك ذراعه ويريد إسقاطه عمدًا، فهذا أمر مختلف، ربما لم يقصد إصابته، لكن هو أسقطه عمدًا لسبب ما، وللأسف تسبب ذلك فى إصابته”.