أخلص منتخـب سوريا للشباب لعاداته وتقاليده فى مبارياته الافتتاحية لبطولة كـأس آسيا للشباب (تحت 20 عامًا)، بعد ان خسر مقابل كوريا الجنوبية (البطل التاريخي للمسابقة)، بهدفين لهدف فى أولى ماتشات المجموعة الرابعة على ستاد لوغوا فى مدينة شينزين الصينية.
وتعد هذه هي المشاركة الثانية عشرة للمنتخب السوري فى بطوله كـأس آسيا للشباب، والتي ظهر فيها للمرة الأولى عام 1975 وحقق لقبها مرة واحدة فى العام 1994، لكنه وعبر المشاركات الـ11 السابقة، لم يعرف لغة التعادل فى مباراته الأولى قط، إذ حصل الفــوز فى سبع مناسبات وخسر أربع مرات، لتكون خسارته مقابل كوريا الجنوبية هي الخامسه له، بعد ان خسر مقابل هونغ كونغ بهدف (1975) وأمام اليابان (1-3) فى مباراته الأولى عام 1996، وأمام كوريا الجنوبية بهدف عام (2008)، وأخيرًا مقابل أوزبكستان بهدفين من دون رد فى النسخـه الماضية عام 2023.
5 محترفين فى التشكيـل الاساسي
لم تخرج التشكيلة الأساسية التي اختارها المدير الفنى محمد قويض عن توقعات الشارع الرياضي، وخاصة ان المباريات الودية التي خاضها نسور قاسيون أظهرت (العمود الفقري) للمنتخب بشكل واضح.. واعتمد القويض على خمسة لاعبين محترفين خارج سوريا وهم: حارس المرمى مكسيم صراف (أنديجون الأوزبكي)، عمران خلوف (عجمان الإماراتي)، آلاند عبدي (رودا كيركراده الهولندي)، مجد رمضان (بيترزالكا السلوفاكي)، وهمام محمود (يان ريغسنبرغ الألماني)، إلى جانب ستة لاعبين محليين وهم: محمود العمر، أنس دهان وأحمد كالو (أهلي حلب)، عبد الرحمن عرجة (الكرامة)، محمد المصطفى (الوثبة)، هاشم حمامي (الجيش).
وتأخر لاعبو منتخـب سوريا فى الدخول بأجواء المباراه، وهو ما تجلى فى الارتباك الذي رافق لقطة الهدف الكوري الجنوبي الاول فى الـدقيقـه الثامنة.. ورغم ان آلاند عبدي كان قريبًا من إدراك التعادل من ركلة حرة مباشرة تكفل القائم الأيسر للمرمى الكوري بإبعادها، إلا ان السيطرة شبه المطلقة لبطل آسيا (12 مرة) أثمرت عن هـدف ثان فى الـدقيقـه 23.
وكان المنتخـب الكوري الجنوبي قريبًا من مضاعفة غلته فى مناسبتين، لكن شوط المباراه الاول انتهى بتقدمه بهدفين من دون رد، لتكون هذه هي المرة الأولى التي تهتز فيها مرمي منتخـب سوريا مرتين فى أول 45 دقيقة فى النهائيات الآسيوية، منذ ان خسر فى ربع نهائي بطوله 2002 مقابل أوزبكستان برباعية نظيفة.
شوط ثان مبشر من منتخـب سوريا
فى الشوط الثانى بدت الصورة مختلفة، إذ تحرر لاعبو منتخـب سوريا من رهبة البدايات، وبدأوا يتقدمون أكثر فأكثر نحو المرمى الكوري بالاعتماد على التحركات السريعة والمهارات الفردية لأنس دهان ومجد رمضان.. وأثمرت جهودهم عن تقليص الفارق بهدف حسن من خارج منطقه الجـزاء، عبر تسديدة متقنة لآلاند عبدي أسكنها فى الزاوية اليسرى لمرمى الحارس الكوري.
تدخلات القويض بدأت عند الـدقيقـه 67، اثناء أجبر على تبديل المدافع هاشم حمامي للإصابة، ولاعب الوسـط همام محمود، ليشرك كلاً من ممدوح وردة ويوشع كناج. وبدا منتخـب سوريا قريبًا من إدراك التعادل لكن الحارس الكوري وقف بالمرصاد لتسديدة أنس دهان، فيما لم تثمر بعض العرضيات عن أي حديث، ليجري القويض تبديلين (وصفهما الشارع السوري بالمتأخرين) من أثناء احمد صوفي وكاوا عيسى مكان احمد كالو ومحمد المصطفى فى الـدقيقـه 85.. لكن هذه التبديلات لم تسفر عن حديث، إذ نجح لاعبو منتخـب كوريا الجنوبية فى تسيير الدقائق التالية بشكل ساكن، لضمان الفــوز بالنقاط الثلاث.
مواجهه حاسمة مع اليابان
بعد الخسارة مقابل كوريا الجنوبية فى المباراه الأولى، وفوز اليابان بثلاثية نظيفة على تايلند، سيتوجب على منتخـب سوريا تحقيق نتيجه إيجابية مقابل منتخـب (الساموراي) فى الجولة الثانية (17 فبراير)، للإبقاء على حظوظه تشكيلة فى المنافسة على إحدى بطاقتي الترشح للدور ربع النهائى، وخلط أوراق المجموعة مجددًا.. ورغم صعوبة الهامة إلا ان تاريخ المواجهات بين المنتخبين على مستوى منتخبـات الفئات العمرية، إضافة إلى ما قدمه اللاعبون فى بعض فترات الشوط الثانى مقابل كوريا والاستفادة من الأخطاء التي ارتكبت فى المباراه الأولى، يمنح البعض بصيصًا من الأمل لتحقيق التعادل على أقل تقدير، وهو ما يحفظ لمنتخب سوريا آماله حتى الجولة الاخيرة، التي يواجه فيها تايلاند يـوم 20 فبراير الحالي.
تاريخيًّا، التقى المنتخـب السوري مع نظيره الياباني أربع مرات فى نهائيات كـأس آسيا للشباب، كان أشهرها فى نهائي نسخة العام 1994، عندما انتصر نسور قاسيون بهدفين لهدف ليتوجوا بالالقاب للمرة الأولى والأخيرة فى مسيرتهم.. فيما كانت الخسارة فى المباراه الافتتاحية للنسخة التالية عام 1996 بنتيجة (3-1).
وتعادل المنتخبان فى الدور الاول لنسخة العام 1990 بهدف لمثله، كما تعادلا بالنتيجة ذاتها فى مباراه تحديد المركزين الثالث والرابع عام 2004، قبل ان تحسم ركلات الجزاء النتيجة النهائيـه لصالح الكومبيوتر الياباني (4-3).