روى الدولى الجزائري نبيل بن طالب قصة هدفه التاريخي فى مرمى فريق رين بعد غياب عن الملاعب استمر لحوالي ثمانية أشهر، بطريقة مؤثرة عندما قــال إن تلك الصور ستظل راسخة فى ذاكرته لأنها مرتبطة بتجربة حياة استثنائية تراوحت من الشعور بالحصول على كل شيء إلى العدم.
ونجح لاعــب “الخضر” فى تسجيـل قصة عودته إلى الملاعب بعد غياب طويل بسـبـب أزمته الصحية الخطيرة بأحرف من ذهب، عندما سجّل هـدفًا فى مباراه فريقه ليل مقابل ستاد رين، يـوم الأحد، لحساب الجولة الـ22 من الدورى الفرنسي للدرجة الأولى “الليغ 1″، وسط فرحة استثنائية له ولزملائه ولجماهير النادى الفرنسي بعد ان قاده إلى الفــوز بثنائية نظيفة.
النجم البالغ من العمر 30 عامًا كان قد تلقى الضوء الأخضر للعودة إلى الملاعب مساءا الأربعاء الماضي، قبل ان يشترك لأول مرة فى التـدريبـات الجماعية لنادي ليل يـوم الخميس، ثم حضر ضمن تشكيلة النادى المعنية بمواجهة ستاد رين، ودخل بديلا وسجل هـدفًا على طريقة سيناريوهات أفلام هوليود.
ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع السيناريو الذي حدث للاعب الجزائري نبيل بن طالب بعد أزمته القلبية الخطيرة ومخلفاتها النفسية والبدنية التي استمرت لحوالي ثمانية أشهر، ومروره بفترات صعود وهبوط قربته فى فترات معينة من احتمال اعتزال كرة القــدم، لكن اداره نجم “الخضر” كانت أقوى.
ودخل لاعــب الوسـط بديلا فى مواجهه ستاد رين ونادي ليل بداية من الـدقيقـه الـ76، ولم يحتج سوى لأربع دقائق لافتتاح باب التسجيل لفريقه وتحرير زملائه وجماهير النادى، مستغلا كرة مرتدة من حارس فريق رين، فى سيناريو لا يمكن نسجه إلا فى هوليود وقصص أفلام الأبطال.
نبيل بن طالب يروي قصة هدفه التاريخي مع ليل
تحدث اللاعب الجزائري الذي تعرض لأزمة قلبية فى 18 يونيو من العام الماضي فى بيانات لقناة “دازن” عن قصة هدفه التاريخي فى مباراه رين، وقال بهذا الخصوص: “تدربت يومي الخميس والجمعة، ثم قيل لي إنه من المحتمل ان أكون ضمن تشكيلة اللاعبــين المعنيين بمواجهة رين”، وتابع: “عند تنفيذ الركنية قلت لنفسي يستلزم ان أساعد النادى لأننا كنا متعادلين (0-0)”.
وأوضح نبيل بن طالب: “إنه أمر لا يصدق، تلك الصور ستبقى محفورة مدى الحياة. هناك أشياء لا يمكن نسيانها ولن أنساها عندما أتوقف عن لعب كرة القــدم، وهذه واحدة منها”.
وأردف: “بصراحة.. التسجيل؟ لا، لم أفكر فى ذلك، ولكن العودة إلى الملاعب كنت أتخيلها منذ ثمانية أشهر”، وأوضح: “لقد أصبحت مثل “الكشافين”، كنت أشاهد المباريات من أعلى (المدرجات) وأتساءل كيف يمكنني التحسن”.
وزاد: “لقد عملت بجد أثناء الأشهر القليلة الماضية لتحقيق هذه النتيجة. يستلزم ان نتذكر ذلك، لكن الشيء الأكثر اهمية هو صحتي وصحة الجميع، والأهم من ذلك أننا حصلنا على النقاط الثلاث”، وختم بالقول: “أود إهداء الفــوز لزوجتي ووالدي”.
مدير فني ليل الفرنسي يوجه رسالة قوية لبن طالب
من جهته، وجه مدير فني فريق ليل برونو جينيسيو رسالة قوية لنبيل بن طالب، حيث قــال فى بيانات لقناة “دازن” بعد اللقــاء تعليقا على العودة الاستثنائية للنجم الجزائري: “تحدث مثل هذه الأمور عندما تؤمن بنفسك، وعندما تتمسك بالأمل فإن كل شيء يصبح ممكنًا”.
وأوضح: “لن أعود للحديث عن أزمته الصحية لأن ذلك سيكون بمثابة عدم احترام لنبيل، لكن فى يونيو من العام الماضي كنا جميعًا قلقين للغاية. أولاً لصحته ولكن أيضًا لبقية حياته المهنية”.
وتابع: “هذا أمر استثنائي ليس لانه عاد ليلعب مرة أخرى، بل لأنها المرة الأولى فى فرنسا التي يحدث فيها هذا الأمر (اللعب بجهاز مزيل الرجفان)، بالإضافـة إلى أنه هو من أنقذنا بتسجيله الهدف الاول”، مضيفا: “لهذا السبب نحن نحب كرة القــدم. إنه أمر مؤثر للغاية، وأعتقد ان كرة القــدم وحدها هي التي يمكنها ان تجعلنا نحس بهذه المشاعر”.
وأكد: “لقد ساندناه رغم أنه كانت هناك فترات من الشك. فى بعض الأحيان كنا نقول لأنفسنا إنه سيعود ثم بعد ذلك نصبح أقل ثقة”، وشدد: “حتى اللحظة الاخيرة طرحنا على أنفسنا المزيد من الأسئلة بخصوص قرار اللجنة الطبية، هل هو إيجابي أم لا؟”، قبل ان يختم: “لقد أجرى نبيل بن طالب المزيد من التـدريبـات الفردية لذلك كان جاهزًا بدنيًا. أنا فرحان جدًا من أجله. إنه شيء غير عادي”.
