أثار أمير عزمي مجاهد المدرب المساعد للسويسري كريستيان غروس المدير الفنى السابق لنادي الزمالك المصرى، الجدل بتصريحات قوية بخصوص رحيل المدرب السابق للفريق، موجهًا اللوم لمجلس الإدارة بسـبـب خروج السويسري بأسلوب لا يليق على حد وصفه.
بيانات أمير عزمي مجاهد جاءت لتزيد من غضب جمهور الزمالك تجاه مجلس اداره النادى برئاسة حسين لبيب، لما تمر به “القلعة البيضاء” من تخبطات إدارية وصراعات، ليعيد للذاكرة فترة النادى برئاسة مرتضى منصور، بل إن البعض صار يُفضل تلك الفـترة السابقة رغم كثرة الأزمات.
انتصر مجلس اداره حسين لبيب بانتخابات فريق الزمالك فى أكتوبر/ تشرين الاول 2023، وانتصرت قائمته “الموحدة” بوجود عدد بارز من الأعضاء على رأسهم احمد سليمان، وساد الشعور لدى الجمهور الزملكاوي بأن الفـترة المظلمة فى تاريخ النادى قد ولت، بانتهاء حقبة مرتضى منصور، لكن ما وجده المشجعون أنه منذ تولي حسين لبيب رئاسة الزمالك، يواجه النادى سلسلة من الأزمات الإدارية والفنية التي أثرت فى استقراره وأدائه.
تركة المجالس السابقة وأزمات مادية طاحنة فى الزمالك
أبرز هذه الأزمات فى فريق الزمالك تمثلت فى إيقاف القيد بسـبـب المستحقات المالية المتأخرة، ما حال دون تعزيز صـفوف النادى بصفقات جديدة، ثم دفع مبالغ مادية ضخمة للخروج من تلك الأزمة التي هي بمثابة “تركة” المجالس السابقة للنادي.
حل أزمات القيد أثرت ماديًا بشكل عظيم فى النادى، وهو ما انعكس سلبًا على جودة عناصر النادى، الأمر الذي تسبب بعودة النتائج السلبية خاصة فى المسابقات المحلية، مقابل قوة النادي الاهلى وبيراميدز وتدعيماتهما أثناء الفـترة الماضية.
لا استقرار فنيًّا!
على الصعيد الفنى، شهد فريق الزمالك عدم استقرار فى الجهـاز التدريبي، حيث تم فسخ الاتفاق مع المدرب الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، بعد نتائج غير مرضية وتعيين معتمد جمال فى المنصب بشكل مؤقتاً، ثم تم الإتيان بالبرتغالي جوزيه غوميز والذي قاد النادى لتحقيق لقبي الكونفيدرالية وكأس السوبر الأفريقي.
رفض غوميز عدة عروض للرحيل عن الزمالك، لكنه أتى لمرحلة تأكد له خلالها بأنه ليس من الممكن الاستمرار فى عمله بسـبـب الأزمات المادية الضخمة التي تؤثر فى النادى، وعدم تلقيه هو واللاعبين مستحقاتهم بانتظام، ووصله عرض ضخم من الفتح السعودي، ليقرر الرحيل.
بشكل عاجل، توصل الزمالك لاتفاق مع السويسري كريستيان غروس للعودة لتدريب النادى، قرار يبدو أنه لم يأت بعد دراسة متأنية، حيث لم يعمل المدرب البالغ من العمر 70 عامًا فى هذه الوظيفة منذ فبراير/ شباط 2021، عوضًا عن ترصد عمره ووجود تقــارير تشير لنسيانه أسماء اللاعبــين وخلافه منذ عمله الأخير مع شالكه الألماني.
أتى غروس فى ديسمبر/ كانون الاول 2024، ورحل فى فبراير 2025 أي بعد شهرين فقط من قدومه، فى فترة شهدت تعرضه للخسارة فى مباراتين فقط، وقبل مباراتين هامتين مقابل بتروجيت والأهلي على الترتيب فى بطوله الدورى، ليثير ذلك القرار أيضًا دهشة فئة كبيرة من المشجعين والمحللين.
فترة غروس تخللتها العديد من الأشياء غير الاحترافية، وهو ما ذكره أمير عزمي مجاهد، بتفاوض النادى مع مدربين آخرين فى فترة عمل المدرب، وشكوى بعض اللاعبــين من الرجل السويسري مباشرة للإدارة، وأيضًا فى طريقة إبلاغه بقرار رحيله، حيث تم إبلاغ مساعده أولًا بذلك القرار، وعدم سداد قيمة الشرط الجزائي فى عقده، والتي تُقدر بـ170 ألف دولار، وتهديده بشكوى النادى.
ملف الأنتقالات وأخطاء تاريخية!
فى سياق متصل، أدلى أمير عزمي مجاهد، المدرب العام السابق للفريق، بتصريحات صعبة بعد رحيله، منتقدًا تدخل السماسرة فى شؤون النادى، ومشيرًا إلى ان “الزمالك سيكون فى خبر كان بسـبـب سمسار واحد فقط ماسك على النادى زلة”.
تقــارير تشير لتحكم أحد وكلاء اللاعبــين فى العديد من الملفات، وليس فيما يتعلق بالصفقات فقط، عوضًا عن فترات الصفقات السابقة التي كانت تشهد صراعًا بين مجموعه فى مجلس الإدارة لحسم عدد من الأنتقالات، لأخذ رصيد عند الجمهور وداخل المجلس، الأمر الذي أثر فى جودة تشكيلة النادى، بالتعاقد مع لاعبين لم يلعبوا عددًا عظيمًا من المباريات مثل كونراد ميشالاك وعمر فرج.
وبالحديث عن صفقة ميشالاك، فهي صفقة قد تسبب أزمات كبرى للنادي، بسـبـب عدم تعامل النادى بشكل احترافي معه وفقًا لما يراه اللاعب وناديه أُحد السعودي، ليقرر الطرفان وصل شكوى ضد الزمالك، بعدما تسبب الجناح البولندي فى إكمال النادى المصرى موسمه منقوصًا من لاعــب فى خانة الأجانب.
وبخلاف الأنتقالات الأجنبية، إحدى الأمور التي أغضبت جمهور الزمالك هي وضع بنود غريبة فى التعاقدات حتى مع اللاعبــين المحليين، من منح بيراميدز مبلغًا عند تتويج الزمالك بالكونفيدرالية، رغم عدم مشاركة لاعبهم السابق فى البطولة لعدم الأهلية، أيضًا منح إنبي مبالغ مادية ضخمة بالعملة الصعبة كمكافآت فيما يخص صفقة استعارة زياد كمال الذي لم يقدم للفريق إضافة تُذكر.
زيزو وتجديد عقود اللاعبــين
أزمة أخرى يعاني منها النادى، وهي وجود العديد من اللاعبــين الذين تنتهي عقودهم بنهاية العام الحالي، على رأسهم احمد مصطفى زيزو، فى ظل استنكار اللاعب ووالده طريقة تعامل مسؤولي النادى مع ذلك الملف، وتركه مفتوحًا حتى ذلك الوقت، وتصدير صورة سيئة للجمهور عنه، إضافة لرفض عرض ضخم الصيف الماضي من نيوم السعودي للحصول على خدماته مقابل 6 ملايين دولار، الأمر الذي أغضب قطاعًا عظيمًا من مشجعي النادى أيضًا.
مجلس اداره منقسم
إحدى الأزمات التي واجهها النادى هي انقسام مجموعه مجلس اداره النادى، وعدم اتفاقهم فى كثير من الأمور، فكل كان يعمل فى واد حصري به، الأمر الذي وصل لاعتداء محمد طارق عضو المجلس على عدد من زملائه فى اجتماع داخل مقر النادى.
وفي الوقت الحالي، يبدو ان هناك حالة كبيرة من الغضب لدى مجموعه مجلس الإدارة تجاه حسين لبيب، وعلى الأخص احمد سليمان، فى ظل اتهامات متبادلة بشأن من يتحمل المسؤولية فى عدد من الملفات السابقة التي أخفقت فيها الإدارة مثل صفقة ميشالاك.
ويعاني الزمالك من عدة أزمات أخرى، من انخفاض أداء فرق الألعاب الاخرى فى الفترات الماضية، قبل الاستفاقة فى الأسابيع الاخيرة، إضافة إلى غموض موقف أرض فرع النادى فى أكتوبر، وأيضًا انخفاض مستوى النادى الاجتماعي، وشكوى عدد عظيم من الأعضاء.