سلّطت مجموعه ذا أثلتيك الضوء على العلاقة الحميمة بين نجم ريال مدريد كيليان مبابي والسرعة، وكيف أعلن النجم الفرنسي أنه لا يزال أحد أسرع اللاعبــين فى العالم، وذلك بعدما تم التشكيك فى مستواه بالنصف الثانى من العام الماضي، حيث اعتقد البعض أنه فقد مهارة السرعة التي تميزه عن بقية اللاعبــين.
على الورق وبلغة الأرقام، لا يزال مبابي فى أوج مسيرته، فقد أنهى موسمه الأخير مع باريس سان جيرمان برصيـد 44 هـدفًا فى جميع المسابقات، وهو افضل رقم فى مسيرته، ثم وصل إلى الدور نصف النهائى من بطوله يورو 2024 مع فرنسا الصيف الماضي، وبعد أسبوعٍ حقّق حلم طفولته بالانضمام إلى ريال مدريد.
لكن فى أسابيعه الأولى “غير المستقرة” فى العاصمة الإسبانية، تبادر للأذهان ان كيليان مبابي فقد وتيرته السريعة، وتساءل البعض عن آخر مرة تفوّق فيها مبابي على المنافس بسرعته فى موقف واحد ضد واحد. البعض اعتقد ان بريق مبابي اندثر، لكنه مؤخرًا عاد وبقوة.
فى مواجهه برشلونه فى نهائي كـأس السوبر الإسباني فى الشهر التالي، تجاوز أليخاندرو بالدي بمهارة مميزة وبسرعته المعهودة وسدد كرة قوية فى مرمى فويتشيك تشيزني، وبعد أسبوعين من تسجيله ثلاثية خارج أرضه مقابل بلد الوليد، أثبت أنه على عكس التقارير التي تحدثت عن زوال هذا المزيج من السرعة القاتلة واللمسة الاخيرة التي صنع بها اسمه لأول مرة.
تحليل مهارة السرعة لدى كيليان مبابي
كانت السرعة جزءًا من ترسانة مبابي الكروية منذ خطواته الأولى فى كرة القــدم، وأجرت مجموعه “أثلتيك” مقابلة مع الدكتور ديفيد لون، المحاضر الاول فى الرياضة وميكانيكا حيوية التمرين فى كلية كارنيغي للرياضة بجامعة ليدز بيكيت للاستفسار عن سبب تلك المهارة من مبابي.
فى فريق موناكو كان يتم استخدام مهاجـم عظيم مثل راداميل فالكاو حتى يكون الطعم لتفريغ المساحات لمبابي. كما فى الهدف الذي سجله فى مانشستر سيتي بقميص موناكو فى الصورة أدناه، حيث سقط فالكاو ليعطي الفرصة لمبابي للانقضاض على المساحة.
وقال لون: “من منظور بيوميكانيكي، فإن سرعة الركض مدفوعة بعاملين أساسيين: طول الخطوة (المسافة المقطوعة من قدم إلى أخرى) وتكرار الخطوة (عدد الخطوات المتخذة فى الثانية)، حيث تسلط اللقطات الضوء على قدرة مبابي على التفوق على خصمه فى الركض، ويرجع ذلك فى المقام الاول إلى طول الخطوة الأطول. وتُظهر أمثلة متعددة أنه يخطو عددًا مماثلاً من الخطوات (مثل خصمه) أثناء نفس الفـترة الزمنية، ولكنه يفوز باستمرار فى سباق الجري، مما يشير إلى طول الخطوة الأطول”.
وتابع: “يضمن طول الخطوة الأطول مسافة الإقلاع المثالية (المسافة من وضع القــدم عند “اللمس” إلى مركز كتلته عند الإقلاع)، مما يزيد من إنتاج القوة. ويحقق ذلك من أثناء عمل يشبه المخلب، يتميز بتمديد قوي للورك يدفعه للأمام، وهو أمر بالغ الأهمية بشكل حصري فى اثناء مرحلة التسارع فى الركض”.
اختفاء مهارة السرعة فى بدايته مع ريال مدريد
بداية كيليان مبابي فى إسبانيا لم تكن مستقرة لسببين، الاول هو تغيير مركزه من جناح أيسر إلى قلب هجــوم، حيث فضل كارلو أنشيلوتي استخدام البرازيلي فينيسيوس جونيور كجناح أيسر.
المعروف ان لدى مركز الجناح يكون هناك المساحات أكثر من عمق الهجوم، وبالتالي أصبح مبابي فى مساحات ضيقة وهنا قد تختفي قيمة السرعة، لكن الفرنسي نجم فى تحسين مهارات أخرى فى الحركة ومهاجمة المساحات وحسم الكرات من داخل الصندوق وظهره للمرمى بالدوران.
أحيانًا كانت السرعة تخون مبابي، فعندما واجه برشلونه فى أكتوبر الماضي فى الدورى الإسباني، وقع فى مصيدة التسلل 8 مرات، وذلك لانه سرعته مع طريقة مصيدة التسلل من برشلونه كانت تعني أنه كان يسبق مدافعي برشلونه فى كل مرة.
عرف كيليان مبابي كيف يتحرك ويكون مع آخر مدافـع، ويتباطأ ويهدئ من خطواته حتى لا يقع فى التسلل بسهولة، وعندما تلعب الكره يبدأ فى تسريع خطواته، داخل منطقه الست ياردات.
مثل كل لاعــبي كرة القــدم الذين سبقوهم، سيأتي الوقت الذي يتعين فيه على كيليان مبابي التكيف مع فقدان سرعته القصوى، مع اقتراب قائد فرنسا من عيد ميلاده السابع والعشرين بعشرة أشهر، لا يبدو ان هذا اليـوم سيأتي فى أي وقت قريب. لكن التحول فى طريقة لعبه قد بدأ بالفعل فى التبلور.