يمر منتخـب ليبيا بأزمة حقيقية قد تلقي بظلالها أثناء مشواره الصعب فى التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطوله كـأس العالم 2026، بعدما أصبح عدد عظيم من اللاعبــين الدوليين احتياطيين فى تشكيلة أنديتهم، أثناء ماتشات الدورى المحلي هذا العام.
تأتي هذه الأزمة فى وقت يقترب فيه اتحاد الكره المحلي برئاسة عبد المولى المغربى من الإعلان عن هوية المدرب الجديد لمنتخب ليبيا أثناء الفـترة المقبلة، خلفًا للمدرب الوطني ناصر الحضيري الذي انتهى عقده نهاية شهر ديسمبر/ كانون الاول الماضي.
ويبحث منتخـب ليبيا -مع المدرب الجديد الذي سوف يتولى القيادة الفنية أثناء المرحلة المقبلة- عن تصحيح مساره بعد النكسة الاخيرة فى تصفيات “الكان”، والتي فشل خلالها فى التاهـل إلى نهائيات المغرب 2025 للمرة السابعه على التوالي، منذ المشاركة الاخيرة فى النسخـه الثامنة والعشرين التي جرت عام 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية، بعد تذيله ترتيب المجموعة الرابعة برصيـد 5 نقاط فى التصفيات.
زيادة الأجانب خطر يهدد منتخـب ليبيا
وأصبح عدد عظيم من أندية الدورى الليبي الممتاز يضم فى صفوفه تسعة لاعبين غير ليبيين دفعة واحدة، حيث تسمح قوانين اتحاد الكره بالتعاقد مع 3 لاعبين أجانب ولاعبين اثنين من حاملي جنسيات دول شمال أفريقيا، ولاعبين اثنين من حاملي الجنسية الفلسطينية وآخرين من حاملي الجنسية السودانية.
ووصل عدد المحترفين فى الدورى الليبي أثناء العام الرياضي الحالي 2024-25، والذي يضم 35 فريقًا إلى أكثر من 300 لاعــب فى المسابقه المحلية، وهو رقم تاريخي لم يحدث من قبل فى تاريخ البطولة الليبية على مدى تاريخها الطويل.
وتعتمد الأجهزة الفنية للأندية وخاصة الكبيرة منها على اللاعبــين الأجانب، ما ينعكس سلبًا على المواهب الشابة التي أصبحت أسيرة دكة البدلاء للمحترفين الأجانب، وخاصة فى مراكز صناعة وتسجيل الأهداف، والدليل ان مدير فني المنتخـب الليبي السابق ناصر الحضيري اعتمد على لاعبين تجاوزت أعمارهم 30 عامًا فى تشكيلة فرسان المتوسط.
كما يعاني منتخـب ليبيا من عجز واضح فى عدد من الخطوط، نتيجه تفضيل الانديه اللاعبــين الأجانب، وخصوصًا فى خط الهجوم، إذ أصبح المهاجم الاول لفرسان المتوسط احمد كراوع بديلًا للمهاجم الأنغولي كريستوفر مابولولو مع ناديه النادي الاهلى طرابلس، ما قد يتسبب فى أزمة قادمة فى خط الهجوم.
مطالبة بتقليص عدد الأجانب فى الدورى الليبي
وطالب عديد المحللين الرياضيين عبر برامجهم ومنصات التواصل الاجتماعي اتحاد الكره الليبي بإعادة النظر فى ملف عدد اللاعبــين الأجانب، رافعين مصلحة المنتخـب الوطني فوق كل اعتبار، ومؤكدين ان الخاسر الاول من زيادة عدد الأجانب هو اللاعب المحلي الذي لم يعد يجد الفرصة الكافية من أجل اللعب، واعتبر المحللون وجود هذا الكم الكبير من اللاعبــين الأجانب “نقمة” على المنتخـب الوطني.
ويستأنف منتخـب ليبيا مشواره فى التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطوله كـأس العالم 2026 فى شهر مارس/ آذار المقبل، حيث سيواجه أنغولا يـوم 17 ثم منتخـب الكاميرون فى 24 من الشهر ذاته.
ويتصدر المنتخـب الكاميروني ترتيب المجموعة الرابعة برصيـد 8 نقاط، ويأتي منتخـب ليبيا فى المـركـز الثانى برصيـد 7 نقاط، وهو الرصيد ذاته لمنتخب الرأس الأخضر الذي يأتي فى المـركـز الثالث بفارق الأهداف، بينما يأتي منتخـب أنغولا المـركـز الرابع برصيـد 6 نقاط، ويأتي منتخـب موريشيوس فى المـركـز الخامس برصيـد 4 نقاط، فيما يتذيل منتخـب إسواتيني جـدول الترتيب بلا رصيد من النقاط.
