وضح اللاعب الجزائري رامي بن سبعيني فى مقابلة مع الويب الرسمى لنادي بوروسيا دورتموند الألماني، عن أسرار مثيرة لأول مرة عن قصة رحلته الاحترافية والتحديات التي واجهها، وتجربته فى الملاعب الأوروبية، مسلطًا الضوء على حبه الكبير للجزائر ومسيرته التي رسمها بالعزيمة والمثابرة.
الظهير الأيسر لمنتخب الجزائر أظهر منذ خطواته الأولى فى كرة القــدم موهبة استثنائية، بفضل قدرته على قراءة اللعب، سرعته فى التمركز وصلابته الدفاعية، لكن طريق النجاح لم يكن سهلًا، إذ واجه عقبات عديدة، تجاوزها بفضل تصميمه القوي.
تحدث مدافـع منتخـب الجزائر عن مرونته التكتيكية ومميزاته فى اللعب مع فريق دورتموند، قائلا: “كنت على يقين بأن لديّ ما أقدمه وأردت ان أساعد النادى بكل ما أملك”، مضيفا: “فى بعض المباريات كنت أتحول إلى لاعــب وسط فى اثناء الهجمات ثم أعود بسرعة لمركزي فى الدفـاع عند المرتدات، وهذه المرونة التكتيكية جعلتني أتأقلم عاجلًا مع فلسفة المدرب”.
وتثبت الأرقام مدى فعالية رامي بن سبعيني فى الخط الخلفي، حيث يوضح: “فى العام الماضي فزت بـ62 بالمائة من الصراعات الثنائية. أحب الدفـاع بقوة ولكن دائمًا ضمن اطار اللعب النظيف”.
وعن أسلوبه المميز فى بناء الهجمات، أعلن: “أنا لست من المدافعين الذين يركضون على الجناح ويرسلون كرات عرضية بلا تفكير، بل افضل بناء الهجمة بذكاء وإيجاد الحلول المناسبة”.
رامي بن سبعيني وأكاديمية فريق بارادو.. تجربة فريدة صنعت الفارق
لم يكن طريق احتراف اللاعب لكرة القــدم تقليديا فقد نشأ فى أكاديمية بارادو، التي تعد واحدة من افضل المدارس الكروية فى الجزائر، والتي اعتمدت على أساليب غير تقليدية لصقل المهارات الفنية للاعبيها.
وقال مدافـع فريق مونبلييه الفرنسي السابق عن هذه المرحلة: “فى الأكاديمية كنا نلعب حفاة الأقدام لفترة طويلة من أجل تحسين تحكمنا بالكرة. استمررنا فى ذلك لثلاث سنـوات ونصف، حتى أثناء المباريات الرسمية. كان الأمر مؤلمًا فى البداية، لكنه منحنا مهارات فنية استثنائية”.
نجم “الخضر” وضح عن أحد الأساليب الفريدة التي اعتمدت عليها الأكاديمية فى تطوير اللاعبــين، مضيفًا: “فى بعض المباريات الودية كنا نلعب دون حارس، ما أجبرنا على الدفـاع بذكاء ومنع الخصم من الوصول إلى المرمى بسهولة”، وسمحت هذه التجربة بشكل عظيم فى تطوير شخصيته داخل ارضية الملعب وتحويله لمدافع يجمع بين القوة البدنية والذكاء التكتيكي.
التتويج بكأس امم أفريقيا 2019 لحظة فارقة
من اللحظات التي يعتز بها رامي بن سبعيني فى مسيرته الكروية، فوزه بكأس الأمم الأفريقية 2019 مع منتخـب الجزائر، وهو إنجاز يصفه بأنه نقطة تحول فى مسيرته، حيث يقول عن ذلك: “منذ لحظة وصولنا إلى مصر، كنا نشعر أننا سنفوز”، وأوضح: “كنا فريقًا متحدًا ولم يكن هناك أي مجال للشك فى قدرتنا على تحقيق البطولة”.
وأضاف بحماس واضح: “الجزائر ليست مجرد بلد بالنسبة لي، إنها هويتي وفخر وبيتي. ارتداء قميص المنتخـب حلم تحقق، ومسؤولية أحملها بكل حب”، مشيرا إلى ان ميدالية التتويج بالكأس الأفريقية لا تزال محفوظة فى منزله، كتذكار لإنجاز لا يُنسى، رفقة جيل ذهبي تحت قيادة المدرب جمال بلماضي.
ورغم انشغاله بالمباريات والمسيرة الاحترافية، لم ينس بن سبعيني اهمية العائلة، خاصة علاقته القوية بشقيقته ميسان، التي تدرس الطب فى ألمانيا، إذ يعتبرها مصدر فخر له، حيث صرح: “لقد غادرتُ المنزل فى سن مبكرة لأحقق حلمي، لكنها واصلت مسيرتها التعليمية بنجاح. أنا فخور بها تمامًا كما هي فخورة بي”.
فى الأخير تحدث رامي بن سبعيني عن تطلعاته مع دورتموند بعد استعادته لمكانته الأساسية، قائلا: “المشوار لا يزال طويلًا والطموح لم يتوقف بعد. أطمح لتحقيق المزيد من الالقاب مع فريقى، والاستمرار فى الدفـاع عن ألوان الجزائر بكل فخر”.