انتهت مباراه ذهاب الدور نصف النهائى بين برشلونه وأتلتيكو مدريد على ستاد مونتجويك بالتعادل (4-4)، بعد مباراه مجنونة وغير عادية.
الصحافة الكتالونية اعتبرت ما حصل فى الدقائق الاخيرة من المباراه، والتي شهدت عودة الأتلتي من التأخر بالنتيجة (2-4) إلى التعادل (4-4)، لم يكن مجرد هدية من قبل دفاعات النادى الكتالوني، بقدر ما كان جرس انذار يقرع للمرة الاخيرة، قبل الوصول إلى الأمتار الاخيرة من السباق نحو منصات التتويج فى العام الحالي.
وفي تحليلها لما جرى فى المباراه، والذي سبق ان تكرر فى ماتشات سابقة، توقفت الصحف الكتالونية عند خمسة أخطـاء رئيسية ارتكبها المدرب الألماني هانزي فليك ولاعبوه، أدت إلى فقدان أفضلية مميزة فى موقعة الذهاب من مباراه الكأس.
اداره المباراه فى انطلاقها وفي نهايتها
تلقى برشلونه هدفين فى الدقائق الخمس الأولى، وهو أمر لا يصدق ولا يمكن القبول به بالنسبة لفريق عظيم يطمح لإحراز لقب ما. غضب هانزي فليك الشديد كان مبررًا تجاه التعامل الدفاعي الهش مع الهجمة المرتدة التي قادها جوليان آلفاريز وأنطوان غريزمان، وجاء منه الهدف الثانى.
نجح برشلونه فى استيعاب الصدمة وأنهى الشوط الاول متقدمًا، لكن أتلتيكو نجح فى الضرب مجددًا مع نهاية المباراه وبطريقة مشابهة من أثناء بدلائه، وسط ضياع تام للتمركز الصحيح والارتداد السريع من قبل لاعــبي البارسا.
عدم استثمار الفرص الكثيرة
التاريـخ أعاد نفسه، مباراه الفريقين فى ذهاب الليغا والتي نجح فيها أتلتيكو مدريد فى الخروج فائزًا منها تكررت مجددًا، فالبارسا وبعد ان استعاد تقدمه فى المباراه، سنحت له المزيد من الفرص لقتل المباراه والخروج بانتصار (قياسي) بعدد الأهداف، لو أنه استثمر نصف الفرص التي اتيحت له.
لعب فيران توريس فى المـركـز رقم (9) بقرار تكتيكي من هانزي فليك، لكنه فشل فى استثمار الفرص السهلة التي أتيحت له على نحو غريب، لكن توريس لم يكن الوحيد الذي فعل ذلك، إذ إن بيدري فشل فى تسجيـل الثنائية من كرة سهلة أيضًا، ونفس الشيء بالنسبة للشاب لامين يامال بالرغم من مجهوده الخرافي فى المباراه، بينما نجح ليفاندوفسكي (البديل) فى تسجيـل هـدف من لمسته الأولى، وهو ما يظهر ان برشلونه يفتقد إلى بديل حقيقي للمهاجم البولندي.
معاناة قلبي دفاع برشلونه
قدم كوندي وبالدي مباراه جيدة على مستوى المساندة الهجومية، لكنهما كانا من دون تقديم فعلية فى الحالات الدفاعية.. فقد عانى اللاعبان من عدم قدرة كوبارسي واينغو مارتينيز فى التعامل مع مصيدة التسلل التي تم كسرها عدة مرات من قبل لاعــبي أتلتيكو مدريد، لأنهما كانا دومًا خارج التركيز والتنسيق مع الظهيرين.
تسبب كوندي بالهدف الثانى، وكان مسؤولًا أيضًا عن الهدف الرابع الذي نجح فيه سورولوث فى التسجيل بالمرمى الخالي من دون رقابة. لم يكن اللاعب الفرنسي قادرًا على التعامل مع سرعة وقوة فالينتي إنريك، فيما نجح بالدي فى تصحيح بعض الأخطاء بفض سرعته، ولكن تمركزه كان ضعيفًا فى عديد الحالات.
فريق المدرب دييغو سيميوني تسبب للبارسا بالكثير من الأذى عبر الهجمات عن طريق الأجنحة، وكان واضحًا من البداية ان هذا هو التكتيك الذي سيتم اتباعه، من دون ان يجد فليك حلولًا لذلك.
بيدري كان وحيدًا ومعزولًا
قدم بيدري واحدة من افضل مبارياته مقابل أتلتيكو مدريد، لكنه كان اللاعب الأفضل فى قراءة المباراه وتمويل زملائه بالكرات الخطرة، وبدا أنه مصدر الخطورة الاساسي على لاعــبي أتلتيكو مدريد، لكنه لم يجد فى كل الأوقات العون والمساعدة من قبل زملائه، فكان معزولاً ووحيدًا فى ظل تواضع مستوى داني أولمو وفرينكي دي يونغ فى كثير من دقائق المباراه.
افتقد برشلونه للاعب يمكنه ان يمنح توازنًا أكبر فى وسط الميدان، واعتماد فليك على إريك غارسيا فى الدقائق الخمس الاخيرة كان متأخرًا ولم يكن كافيًا.
بـدلاء أتلتيكو افضل من بـدلاء برشلونه
عانى فريق المدرب دييغو سيميوني كثيرًا فى التعامل مع هجمات برشلونه فى الشوط الاول، والتي بدت مثل أمواج متتالية بلا توقف، أسفرت عن تسجيـل ثلاثة اهداف، لكن المدرب الأرجنتيني امتلك أوراقًا رابحة على مقاعد البدلاء، زج بها فى شوط المباراه الثانى وصنع من خلالها الفارق.
دخول كوريا وسورولوث شكل كابوسًا لفريق برشلونه فى الشوط الثانى، وهو ما لم يتمكن فليك من التعامل معه بشكل صحيح، وكان أكبر خطأ ارتكبه استبدال بيدري قبل خمس دقائق من النهاية، عندما كانت النتيجة تشير إلى ترصد البارسا (4-3)، إذ افتقد النادى للاعب الذي يمكنه ان ينقل الضغط إلى النصف الآخر من ارضية الملعب.
باختصار عرف سيموني كيف يستثمر دكة بدلائه، بينما لم يجرؤ فليك على استخدام كل تبديلاته الخمسة فى المباراه لإصلاح الأخطاء التي كانت واضحة للجميع.