حظوظ فرسان الرهان الثلاثة فى الصراع على لقب الدورى الإسباني

يعيش الدورى الإسباني على وقع سباق شرس بين أقوى ثلاثة فرق وهم ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، حيث يتصدر البلوغرانا الجدول بفارق نقطة عن أتلتيكو الثانى و3 نقاط عن ريال مدريد الثالث بعد نهاية الجولة 26.

مع تبقي ثلث العام تقريبًا، يبدو ان سباق لقب 2024-25 سيكون تاريخيًا، فهذا هو أشرس تنافس على البطولة فى هذه المرحلة من العام فى الدورى الإسباني الممتاز منذ 2013-2014، عندما كان الفارق بين الاول ريال مدريد والثالث أتلتيكو مدريد 3 نقاط فقط بعد 26 مباراه.

برشلونه | الزخم الهجومي الساحق فى الدورى الإسباني

يحظى فريق برشلونه تحت قيادة هانز فليك بموسم 2024-25 مذهل بكل معنى الكلمة. فبأسلوب لعب جذاب ومباشر وفعال، يتصدر البلوغرانا تقريبًا جميع الأرقام القياسية الفردية والجماعية فى الدورى الإسباني ويبدو الأوفر حظًا للفوز بالالقاب.

بدأ برشلونه العام بقوة بـ11 فوزًا فى أول 12 مباراه، من بينها عرض مذهل فى سانتياغو برنابيو، عندما سحقوا ريال مدريد 4-0 فى الكلاسيكو، وأنهوا مسيرة مدريد الخالية من الهزائم فى الدورى عند 42 مباراه، مما ضمن عدم معادلة الرقم القياسي لبرشلونة فى المسابقه عام 2018.

لكن برشلونه تراجعت نتائجه بشدة، قبل ان يستعيد بريقه فى المباريات الاخيرة، مستفيدًا من زخمه الهجومي الأفضل فى أوروبا، حيث يمتلك الهجوم الأفضل من جميع النواحي، سواء من التسديد أو التسجيل فى كل مباراه تقريبًا، فشل فى التسجيل فى مباراه واحدة (برشلونه 0-1 ليغانيس، الجولة 17).

برشلونه يمتلك افضل تنوع هجومي بكثرة عدد من يمتلكون القدرة على التسجيل أو الصناعة، فهو لديه افضل ثاني وثالث صانع للأهداف فى أوروبا (يامال ورافينيا)، كما امتلك سلاحًا حديثًا مؤخرًا وهو التسجيل من الكرات الثابتة بعد هدفيه فى ريال سوسيداد، ليصبح أكثر مَن سجّل من كرات ثابتة فى الدورى الإسباني رفقة ريال مدريد (16 هـدفًا).

تظل النقاط المقلقة لبرشلونة تحت قيادة هانز فليك هي الأهداف التي استقبلها (25)، فقد حافظوا على نظافة شباكهم فى 8 ماتشات فقط من أصل 26 مباراه فى الدورى الإسباني 2024-25. وهم فى المـركـز الرابع فى ترتيب الفرق التي تلقت أقل عدد من الأهداف ولم يتمكنوا سوى من تحقيق ثلاث ماتشات متتالية دون إستقبال أي هـدف (السلسلة الحالية).

الأمر الآخر هو ان بعض الفرق المنافسة كشفت بعض الشيء كيف تضرب خط دفاع برشلونه العالي، وتعرض البارسا للإحراج كثيرًا بهذه الطريقة، لكنه مقابل ريال سوسيداد أصبح أكثر واقعية، فحرم منافسه من أي محاولة حتى على المرمى، واكتفى خصمه الباسكي من لمس الكره مرة واحدة فقط داخل منطقه جـزاء الكتلان.

أتلتيكو مدريد | العمق والخبرة والصلابة الدفاعية

يمتلك أتلتيكو مدريد أكثر من ميزة فى منافسته على البطولة، أولها أنه يحظى بعمق عظيم فى دكة البدلاء، ولديه اللاعبون القادرون دائمًا على الدخول للمباراة وصناعة الفارق، وهذا العمق لا يمتلكه برشلونه ولا ريال مدريد.

كما يمتلك أتلتيكو مدريد ميزة الخبرة من أثناء المدرب دييغو سيميوني ولاعبيه. رايو فاييكانو (29 سنة و75 يـومًا) ومايوركا (28 سنة و328 يـومًا) فقط لديهما متوسط ​​عمر أساسي أكبر من أتلتيكو ​​(28 سنة و246 يـومًا) هذا العام.

متوسط أعمار تشكيلة أتلتيكو مدريد أكبر بعام ونصف من فريق ريال مدريد (27 سنة و52 يـومًا) وأكبر من فريق برشلونه (24 سنة و323 يـومًا) بأربع سنـوات تقريبًا، وهذا الشيء يلعــب دورًا فى المراحل الحاسمة.

لكن الميزة الأهم تكمن فى صلابته الدفاعية، فأتلتيكو مدريد هو صاحب افضل خط دفاع فى كل دوريات أوروبا الخمس الكبرى، وليس فقط الدورى الإسباني، حيث لم تهتز شباكه سوى 16 مرة فقط، وحافظ على نظافة شباكه فى 13 مباراه أكثر من أي فريق إسباني آخر أي ما يعني نصف عدد مبارياته هذا العام.

حافظ سيميوني على تشكيلته متماسكة هذا العام، حيث استخدم 24 لاعــبًا فى الدورى الإسباني حتى الآن – فقط أوساسونا ورايو فاييكانو (23) استخدموا عددًا أقل. ومع ذلك، فقد أجرى رابع أكبر عدد من التغييرات على تشكيلته الأساسية (76) عبر 23 مباراه، مما يضمن الحفاظ على لياقة لاعبيه.

كما ساعدهم إنهاء العام ضمن المراكز الثمانية الأولى فى مرحلة دورى أبطال أوروبا على تجنب مباراتين إضافيتين فى أوروبا – على عكس ريال مدريد على سبيل المثال.

لا شك ان أصعب مباراه متبقية لهم فى 2024-25 هي زيارة برشلونه إلى ستاد ميتروبوليتانو فى مارس الحالي قبل فترة التوقف الدولى. لكن هذا ارضية الملعب بمثابة الحصن بالنسبة أتلتيكو مدريد، فهو الوحيد الذي لم يهزم على أرضه فى الدورى الإسباني هذا العام وقد جمعوا أكبر عدد من النقاط فى المباريات التي خاضوها على أرضهم حتى الآن (34).

ريال مدريد | الاعتماد على حالة تشكيلته الأساسية

بعد فوزه بالفعل بإجمالي قياسي من بطولات الدورى الإسباني (36)، يطمح ريال مدريد إلى إضافة لقب آخر فى 2024-25، لكنه على العكس من المواسم الماضية لا يعرف كيف يستغل سقوط خصومه، فكانت أمامه الفرصة للابتعاد بصدارة الليغا عندما انهارت نتائج برشلونه لكنه لم يفعل.

هناك سلبية كبيرة فى ريال مدريد قد تقوض قدرته على الفــوز بالالقاب، كونه لا يستطيع التمسك بتقدمه، فقد خسر 11 نقطة بعدما كان متقدمًا فى النتيجة، ولوضع هذا الرقم فى سياقه فهو تاسع أسوأ سجّل هذا العام بين أندية الليغا، علمًا ان جاره اللدود أتلتيكو مدريد لم يخسر سوى 4 نقاط فقط بعد تقدمه فى النتيجة. وبالتالي يحتاج ريال مدريد إلى ان يكون حاسمًا فى المباريات المتبقية.

فى العام الماضي، انتصر ريال مدريد بالالقاب بعد تسجيله أكبر عدد من الأهداف واستقباله أقل عدد من الأهداف – وهي الفئات التي لا يبدو أنه يتصدرها هذه المرة هذا العام والتي تأتي لصالح برشلونه وأتلتيكو مدريد.

مشكلة ريال مدريد الكبيرة كانت فى الإصابات الكثيرة التي ألمت بخطوطه، خاصة بخط الدفـاع، لكنه بدأ يستعيد بعض مدافعيه فى المراحل الحاسمة، كما عانى لاستبدال توني كروس فى الوسـط بعد اعتزاله فى نهاية العام الماضي، حيث بدأ داني سيبايوس فى السيطرة على المباريات بشكل أكبر، لكن أوريلين تشواميني عانى لملء مكان الألماني فى وقت لاحق من هذا العام.

أحد الإيجابيات هو ان كيليان مبابي بدأ يجد قدميه فى إسبانيا بعد بداية بطيئة فشل خلالها المهاجم الفرنسي فى التسجيل فى أول ثلاث ماتشات له فى الدورى الإسباني، لكنه فى الآونة الاخيرة وقبل السقوط مقابل ريال بيتيس كان فى حالة ممتازة.

قوة ريال مدريد تعتمد على حالة تشكيلته الأساسية بالدرجة الأولى وخاصة مبابي وفينيسيوس جونيور، لكنه يمتلك سلاحًا مهمًا وهو التسديد من خارج المنطقة، فهو أكثر نادٍ فى الدورى الإسباني سجّل من خارج منطقه الجـزاء (11)، ويمتلك ميزة أخرى وهي التحولات السريعة من أثناء سرعات مبابي وفينيسيوس جونيور وردريغو.