بينما تستحوذ لقاءات ريال مدريد وجاره أتلتيكو، أو ليفربول وباريس سان جيرمان على الأضواء فى الدور الثانى من دورى أبطال أوروبا، تأتي المواجهة الألمانية الخالصة بين باير ليفركوزن وبايرن ميونخ ضمن أهم ثلاث لقاءات حتما فى هذا الدور الإقصائي من البطولة.
وبخلاف ان النادى الخاسر سيودع المنافسة بوقت مبكر، فإن هذه المواجهة تحمل فى طياتها أكثر من مجرد انتزاع بطاقه التاهـل للدور ربع النهائى من البطولة الأهم فى عالم كرة القــدم.
ذلك ان العام الألماني الماضي شهد ما يشبه “الثورة” البيضاء التي أحدثها باير ليفركوزن ليس فى البوندسليغا فحسب بل فى الكأس والسوبر، حيث حصد كل الالقاب المحلية المتاحة مقابل ناظري العملاق البافاري، الذي اكتفى بمتابعة واحد من افضل الفرق الأوروبية العام الماضي بقيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو.
على مدى الأشهر الـ18 الماضية احتلت هذه المواجهة الصدارة فى البوندسليغا مكانة (الكلاسيكر) الذي يجمع بايرن ميونخ ونظيره بوروسيا دورتموند، ذلك ان النادى الأصفر صب تركيزه على مسـابقـات دورى الأبطال وكاد ان يحقق “المعجزة” قبل ان يسقط فى النهائى الكبير مقابل ريال مدريد 0-2 ويخسر كل شيء، فاسحا المجال مقابل ليفركوزن ليستحوذ على أضواء “الكلاسيكر” مقابل بايرن.
ورغم تفوقه التاريخي إلا ان بايرن ميونخ لم ينجح فى الحصول ولو على انتصار واحد مقابل باير ليفركوزن فى آخر 6 لقاءات جمعت الفريقين فى بطولتي الدورى والكأس، ثلاثة منها أثناء العام الحالي، حيث أقصى ليفركوزن عملاق بافاريا من دور الـ16 لكأس ألمانيا فى عقر داره، فى اثناء انتهت مباراتا الذهاب والإياب فى البوندسليغا بالتعادل.
وتأتي هذه المواجهة فى الوقت المناسب مقابل بايرن ميونخ الذي يحاول بكل تأكيد لضرب أكثر من “عصفور بحجر واحد”، إيقاف حالة الانخفاض فى النتائج بمواجهة ليفركوزن، والتأهل إلى ربع النهائى وملاحقة حلم تحقيق البطولة الأوروبي السابع، ومواصلة بسط الهيمنة على الفرق الألمانية كلما التقى بها فى المنافسات الأوروبية.
بايرن ميونخ ضد باير ليفركوزن.. كم عدد المواجهات الألمانية فى الالقاب الأوروبية؟
على عكس البلدان الأوروبية الاخرى مثل إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، فإن المواجهات الألمانية – الألمانية قد اقتصرت على مناسبات فقط كان أحد طرفيها على الدوام فريق بايرن ميونخ.
وشهد الدور ربع النهائى لنسخة عام 1998 حدثاً تاريخياً بعد ان أوقعت القرعة فريقى بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند وجهاً لوجه، وحينها دخل النادى الأصفر والأسود المواجهة بصفته حاملاً للقب النسخـه السابقة على حساب يوفنتوس الإيطالي، فى اثناء ان البايرن كان بطل الدورى فى العام السابق.
انتهت المباراه الأولى فى ارضية الملعب الأولمبي بميونخ بالتعادل السلبى وتكررت النتيجة فى مباراه الإياب على ستاد فيستفالن لتمتد المواجهة إلى شوطين إضافيين تجح فيهما السويسري ستيفان شاوبويسات فى تسجيـل هـدف أقصى به عملاق بافاريا من المسابقه، لكن دورتموند فقد لقبه الأوروبي فى نصف النهائى على يد ريال مدريد.
وفي العام التالي التقى البايرن مع كايزر سلاوترن الذي توج بعد ان حصل مفاجأة من العيار الثقيل بتتويجه بطلاً للبوندسليغا فى العام الفائت ليكون النادى الوحيد الصاعد من الدرجة الثانية الذي ينجح فى التتويج مباشرة فى موسم التأهل بالالقاب.
لكن المواجهة التي جمعت الفريقين (أوروبياً) فى الدور ربع النهائى لنسخة عام 1999 انتهت بانتصار كاسح (6-0) لمصلحة البايرن بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، ليواصل عملاق بافاريا مشواره إلى المباراه النهائيـه الشهيرة التي خسرها فى ستاد كامب نو مقابل مانشستر يونايتد.
أما المناسبة الثالثة التي جمعت فريقين ألمانيين فى دورى الأبطال فكانت نهائي المسابقه لعام 2013، وفيها انتصر البايرن على بوروسيا دورتموند (الذي كان يدربه يورغن كلوب) بهدفين لهدف، التعادل السلبى استمر حتى الـدقيقـه 60 قبل ان يفتتح الكرواتي ماريو ماندزوكيتش سجّل اهداف المباراه لصالح البايرن، لكن إلكاي غوندوغان أدرك التعادل من ركـله جـزاء بعد ثماني دقائق، قبل ان يحرز الهولندي آرين روبن هـدف الفــوز للبايرن فى الـدقيقـه 88.
لقاءات ما قبل الوحدة الألمانية
شهدت المسابقات الأوروبية قبل عام 1990 الذي عرف سقوط جدار برلين وإقامة الوحدة بين شطري ألمانيا، لقاءات عدة بين أندية ألمانيا الغربية والشرقية.
ففي عام 1973 تفوق بايرن ميونيخ على دينامو دريسدن فى مـسابقـه دورى الأبطال بنتيجة (7-6) فى مجموع مباراتي الذهاب والإياب من دور الـ16 لتلك النسخـه.
وفي السنة التالية حصل البايرن الفــوز على ماغديبرغ بنتيجة (5-3) فى الحصيلة الإجمالية، ليواصل مشواره فى كلتا المناسبتين لإحراز لقب دورى الأبطال.
كما شهدت البطولة مواجهتين أخريين كان طرفهما فريق دينامو برلين (الألماني الشرقي) الذي اعلن إفلاسه مع مطلع الألفية الجديدة واضطر لتغيير اسمه، حيث التقى مع هامبورغ وفيردر بريمن عامي 1982 و1988 لكنه خسر فى المناسبتين.
