Web Analytics
أخبار عاجلة

الرقم 10.. أسطورة صنعها بيليه وقتلتها كرة القــدم الجديدة

“لقد شاهدت المباراه بين البرازيل والأرجنتين وكنت مكتئبًا جدًّا لرؤية ما حدث للقميص رقم 10، لقد أعطوه لباكيتا ضد الأرجنتين، القميص الذي يحظى بالاحترام فى جميع أنحاء العالم ليس للبقاء على مقاعد البدلاء، أو لكي يخرج صاحبه بين الشوطين، هذا القميص ارتداه بيليه وريفيلينيو وزيكو وريفالدو وكاكا ورونالدينيو ونيمار..”.

كلام مثير وجريء وقد يكون جارحًا لباكيتا، لكنه واقعي وحقيقي فى نظر محبي كرة القــدم، ذلك الذي نشره ريفالدو فى نوفمبر/ تشرين الثانى 2019، بعد مباراه ودية بين الأرجنتين والبرازيل، والتي حسمها الأسطورة ليونيل ميسي لصالح “التانغو” بهدف نظيف، وعرفت مشاركة باكيتا بالرقم 10 من جانب “السيليساو” لشوط واحد قبل خروجه بين الشوطين.

ويشير ريفالدو فى كلامه إلى “أسطورية” هذا الرقم الذي حمله أبرز نجوم الساحرة المستديرة فى البرازيل، وطالما كان حامله هو اللاعب الأكثر قيمة فى المنتخـب، مع وجود استثناءات عديدة من دون شك، فى صورة الظاهرة رونالدو الذي اشتهر بالرقم 9 التاريخي.

فى ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، كان الترقيم يعتمد على مناصب اللاعبــين، فكان الرقم 1 لحارس المرمى، 2 و3 للمدافعين، 4 إلى 6 للاعبي الوسـط، ومن7 إلى 11 للمهاجمين، ومع ظهور النظام التكتيكي (WM) فى الخمسينات، ظهرت بعض التعديلات، فأصبح الجناحان يرتديان الرقمين 7و11، فيما يرتدي المهاجمان رقمي 8 و10 ويلعب الوسـط الهجومي بالرقم 9 الذي اشتهر لاحقًا لرأس الحربة.

ويؤكد التاريـخ الكروي ان الرقم 10 كان رقمًا عاديًّا ولا يملك أي ميزة قبل الأسطورة البرازيلية بيليه، خاصة وأن هذا اللاعب كان يرتدي الرقم 8 مع ناديه الاول باورو أتلتيكو، وأيضًا فى بداياته مع سانتوس، قبل ان يرتدي الرقم 10 بعد اصابة فالتر فاسكونسيلوس.

بيليه وقصة الرقم 10 التاريخي

بدأت قصة الرقم 10 مع بيليه فى المنتخـب البرازيلي بالصدفة، قبل ان يجعل منه رقمًا أسطوريًّا، بل ورقمًا يهابه الكثيرون، ففي يوليو/ تموز 1957، استدعي بيليه لأول مرة مع “السيليساو”، قبل ان يتم استدعاؤه إلى بطوله كـأس العالم بالسويد عام 1958، وهنا حدثت الصدفة التي صنعت كل شيء.

ففي مونديال السويد، أرسل المنتخـب البرازيلي تشكيلة اللاعبــين بمناصبهم ولكن من دون تحديد أرقامهم سهوًا، فما كان على مندوب “الفيفا” إلا ان يحدد الأرقام عشوائيًّا، وبالصدفة كان الرقم 10 من نصيب صاحب الـ17 عامًا حينها، وهو ما حدث من دون أي جدل، لأن هذا الرقم لم يكن وقتها شيئًا مميزًا على الإطلاق.

ويروي ماريو زاغالو الذي كان لاعــبًا وقتها قصة أخرى تشير إلى اعتماد الأرقام بالنظر إلى أرقام حقائب اللاعبــين التي سافروا بها، ذلك ان حقيبة زاغالو كانت تحمل الرقم 7 الذي ارتداه فيما بعد أثناء المونديال، أما بيليه نفسه فقال: “كنت اللاعب العاشر الذي تم تسجيله، ولهذا تحصلت على القميص رقم 10”.

لم يلعــب بيليه أول مباراتين فى ذلك المونديال مقابل النمسا وإنجلترا، وفي المباراه الثالثة أبدع مقابل الاتحاد السوفييتي وقدم تمريرة حاسمة، قبل ان يظهر للعالم معدنه النفيس بتسجيل الهدف الوحيد مقابل ويلز فى ربع النهائى، ثم الهاتريك مقابل فرنسا فى نصف النهائى، وبعدها ثنائية مقابل السويد فى النهائى، ومن وقتها لم يعد الرقم 10 مجرد رقم، بل أصبح مرتبطًا بكل من هو ساحر وعبقري فى كرة القــدم.

نيمار يعود إلى تمثيل المنتخـب البرازيلي

ولعب بيليه 87 مباراه من أصل 92 مواجهه رسمية مع البرازيل بالقميص رقم 10، ما يجعل نيمار أكثر من تقمص هذا الرقم رفقة “السيليساو”، حيث تقمصه فى 96 مواجهه من أصل 128 مباراه حتى الآن، وذلك منذ ارتدائه لأول مرة فى مواجهه إنجلترا الودية فى يونيو/ حزيران 2013. 

ومنذ اعتزال بيليه، أصبح الرقم 10 حكرًا على لاعبين طالما تميزوا بسحرهم على أرض ارضية الملعب، وخاصة فى منصب صانع الألعاب أو حتى الجناح، حيث تألق به ريفيلينو وزيكو وليوناردو وراي وريفالدو ورونالدينيو وكاكا، وأخيرًا نيمار الذي يعد آخر من يمثل (DNA) اللاعب البرازيلي الحقيقي فى الوقت الحالي.

وبعد شهرته الكبيرة، ارتبط الرقم 10 بمنصب صانع الألعاب، أو “التريكوارتيستا” كما يعرف فى إيطاليا، وخاصة فى ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، حيث أضحى علامة مسجلة باسم أساطير وأسماء ثقيلة، فى صورة مارادونا وبلاتيني ولاودروب وباجيو وزيدان وريكلمي وآخرين، ليكون ليونيل ميسي آخر من شرفه بشكل حقيقي فى السنوات الاخيرة، قبل ان يفقد بريقه وأيضًا ارتباطه بصانع الألعاب الكلاسيكي الذي اندثر مع الثورة التكتيكية فى كرة القــدم الجديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى