“أبطال أوروبا.. لن يتغنوا ذلك أبدًا”، هكذا هتف محبي نوتنغهام فورست ساخرين من أنصار مانشستر سيتي فى مقابلة بينهما شهر فبراير/ شباط لسنة 2023، وهي الهتافات التي كانت فأل خير على “السيتيزنس”، كونهم نجحوا فى نيل دورى أبطال أوروبا لأول مرة فى تاريخهم بذات العام، عندما فازوا بهدف نظيف على حساب إنتر ميلان.
وكانت تلك الهتافات لتتكرر اليـوم حتما لو لم يتوج السيتي بلقبه الأوروبي، وذلك عندما استقبل نوتنغهام فورست نظيره “مان سيتي” لحساب الجولة الـ28 من “البريميرليغ” ونجح فى الفــوز عليه بهدف نظيف، ليصل رصيده إلى 51 نقطة ويعزز آماله بشكل عظيم فى التاهـل إلى دورى الأبطال بعد غياب طويل جدًا.
نوتنغهام فورست بطل لاحق لأوروبا
ويعتبر نوتنغهام فورست ثالث فريق إنجليزي ينجح فى نيل دورى أبطال أوروبا، وذلك بعد مانشستر يونايتد سنة 1968 وليفربول سنتي 1977 و1978، حيث توج فورست بالالقاب سنتي 1979 و1980 مع مدربه التاريخي بريان كلوف الذي طالما اعتبره الإنجليز “سبيشل وان” الحقيقي.
المثير فى الأمر، ان النادى الانجليزي ســاهم فى دورى أبطال أوروبا ثلاث مرات فقط طيلة تاريخه، فنجح فى التتويج بالالقاب مرتين وخرج من الدور الـ32 فى الثالثة بموسم 1980-1981، ومن وقتها لم ينجح فى تسجيـل أي مشاركة، مع الاكتفاء بالظهور فى ثلاثة مواسم أخرى بمنافسة الدورى الأوروبي، قبل الغياب كليًا عن المسابقات القارية.
ويُشير هذا الواقع إلى ان عودة نوتنغهام فورست إلى دورى الأبطال للموسم المقبل سيكون حدثًا تاريخيًا بأتم ما تحمله الكلمة من معنى، لا سيما ان الأمر يتعلق بفريق يتشارك فى عدد الالقاب مع أندية كبيرة وتملك مشاركات منتظمة، ويتعلق الأمر بيوفنتوس الإيطالي وبنفيكا وبورتو البرتغاليين وتشيلسي الانجليزي.
وبدأت قصة نوتنغهام التاريخية مع مدير فني أسطوري اسمه بريان كلوف، والذي أهدى فريق ديربي كاونتي المتواضع أول لقب فى تاريخه ضمن الدورى الانجليزي موسم 1971-1972، وذلك على حساب ليدز يونايتد وليفربول، قبل ان ينجح فى إيصاله إلى نصف نهائي دورى أبطال أوروبا فى العام الموالي ويخرج على يد العملاق يوفنتوس.
وبحلول العام 1975، بدأت تجربة كلوف رفقة نوتنغهام فى الدرجة الإنجليزية الثانية (تحولت إلى تسمية الدرجة الأولى بداية من 1992 ثم التشامبيونشيب منذ 2004)، ليحتل المرتبة الثامنة ثم يحقق التأهل فى العام الموالي (1976-1977) بعد حلوله ثالثًا خلف وولفرهامبتون وتشيلسي.
وفي أول موسم له بالدرجة الإنجليزية الأولى (البريميرليغ حاليًا) موسم 1977-1978، أعلن بريان كلوف ان ما حققه سابقا رفقة ديربي كاونتي لم يكن مجرد صدفة، بل إن الأمر يتعلق بمدرب أسطوري سيصنع مجدًا أبديًا فى عالم كرة القــدم، ذلك أنه نجح فى التتويج بالالقاب على حساب العملاق ليفربول فى واحدة من كبرى المفاجآت بعالم المستديرة.
ولم يتوقف نوتنغهام رفقة مدير فني كلوف عند هذا الحد، حيث توج بدوري أبطال أوروبا لموسم 1978-1979 فى أول مشاركة على الإطلاق، وذلك بعد الإطاحة بليفربول المتوج مرتين متتاليتين فى دور الستة عشر، كما احتل المرتبة الثانية فى الدورى الانجليزي خلف “الريدز”، فى إنجاز أقل ما يقال عنه إنه إعجازي.
ولأن “البقاء فى القمة أصعب من الوصول إليها”، فإن بريان كلوف ونوتنغهام فورست قررا التأكيد بأنهم هم القمة والمعيار، فنجح هذا النادى فى نيل دورى أبطال أوروبا للموسم الثانى تواليا بعد إقصاء العملاق أياكس أمستردام فى نصف النهائى والتتويج على حساب هامبورغ الذي أطاح بدوره بريال مدريد فى نصف النهائى.
المثير فى كل هذا، ان نوتنغهام فورست صنع تاريخًا كرويًا مجيدًا دون امتلاكه نجومًا من الطراز الاول، بل إن أحسن مركز احتله لاعــب من هذا النادى فى صراع الكره الذهبية لسنة 1979 كان من نصيب تريفور فرانسيس الذي حل سابعًا.
وصمد نوتنغهام فورست لسنوات فى دورى الأضواء، حيث كان بالإمكان تكرار المجد الأوروبي، لولا العقوبة التي طالت الانديه الإنجليزية بمنعهم من المشاركة قاريًا بعد حادثة هيسل الشهيرة، ذلك ان نوتنغهام احتل المرتبة الثالثة مرتين بعد الحادثة، وذلك فى موسمي 1987-1988 و1988-1989، ليسقط فى موسم 1992-1993 ويرحل كلوف لتنتهي واحدة من أكثر القصص إثارة فى تاريخ الكره الإنجليزية والعالمية.