لم تسلم معظم الفرق فى الدورى الأردني للمحترفين بكرة القــدم، من عاصفة تغيير المدربين التي أصبحت بمثابة “الشماعة” التي تعلق عليها مجالس إدارات الانديه أخطائها لتنجو من انتقادات جماهيرها.
ورغم المعاناة المالية التي تعصف بالأندية الأردنية منذ دخولها عصر الاحتراف، أضحت مجالس الإدارات المتعاقبة تزيد المُر مرارة فى ظل سياساتها الخاطئة التي تفتقد للموضوعية والشفافية والحكمة فى اداره شؤون فرقها، وبالتالي عجزها عن تشخيص الخلل بدقة متناهية.
وما أدل على حقيقة التخبط الإداري المرير التي تعيشه معظم الانديه الأردنية المحترفة، إلا ما نراه بين الفينة والأخرى من تسريح متواصل لمدربي الفرق، ودفع الشروط الجزائية التي جعلت من صناديق هذه الانديه تزداد ارتجافاً.
وتبق من عمر بطوله الدورى الأردني للمحترفين 6 جولات ومضت منها 16 جوله وخلالها قامت 10 أندية من أصل 12 بتغيير أجهزتها الفنية، ومنها من أحدث التغيير أكثر من مرة فى موسم واحد.
ويستعرض موقع العمدة سبورت فى هذا المقال، الفرق العشرة التي قامت بتغيير مديريها الفنيين، باستثناء فريقين فقط حافظا على أجهزتهما التدريبية وهما شباب العقبة ومغير السرحان وكلاهما مهدد بالهبوط.
عاصفة التغيير تشمل المتصدر ومتذيل ترتيب الدورى الأردني
رغم تصدره للترتيب واقترابه للمحافظة على لقبه للموسم الثانى على التوالي، لم ينجُ الحسين إربد من عاصفة تغيير المدربين التي أصبحت عادة ملازمة للفرق فى الدورى الأردني.
يتصدر فريق الحسين إربد تشكيلة ترتيب الدورى الأردني برصيـد 40 نقطة ولديه لقاءان مؤجلان، ومع ذلك لم يستثنِ نفسه من عاصفة تغيير المدربين، حيث تعاقد قبل بداية العام مع البرتغالي تياغو موتينو الذي لم يستمر طويلاً، ففي سبتمبر/ أيلول الماضي كان مجلس الإدارة يقرر فسخ عقده والتعاقد مع مواطنه جواو موتا.
وعلى ذات النهج، مضى الوحدات، فعلى الرغم من تجديد عقد مديره الفنى رأفت علي الذي قاد النادى فى العام الماضي لأحراز لقب كـأس الأردن وفيه أنقذ موسم “المارد الأخضر” إلا ان مجلس الإدارة اتخذ أمس قراراً بفسخ عقده نتيجه تصريحاته بعد خسارة كلاسيكو الدورى الأردني مقابل الفيصلي 0-1.
وجدد الفيصلي الذي يستقر حالياً فى المـركـز الثالث، الثقة بداية العام بالمدرب احمد هايل الذي قاد النادى فى مرحلة إياب الدورى فى العام الماضي لتحقيق الفــوز فى جميع المباريات، لكنه المدرب لم يستمر وسرعان ما تم الاستغناء عنه حيث تم الاتفاق مع السوري رأفت محمد والذي لقي ذات مصير هايل، فتم الاتفاق مع جمال أبو عابد خلفاً له.
ووضعت اداره الرمثا كذلك قبل بداية العام الحالي من الدورى الأردني ثقتها بالمدرب وسيم البزور بعد ان حصل نتائج مميزة مع النادى فى العام الماضي، لكنها لم تلبث ان قامت بفسخ عقده مع نهاية العام الماضي، وتعيين المدرب المونتينيغري ميليان رادوفيتش.
وتواصلت عاصفة التغيير للأجهزة الفنية وطالت فريق الجزيرة الذي غاب عنه الاستقرار فى أكثر من مشهد، فبعد الاتفاق مع عثمان الحسنات تم فسخ عقد الأخير بصورة مفاجئة، ليتم الاتفاق مع محمود شلباية الذي لقي ذات مصير سابقه.
وقررت اداره فريق الجزيرة بعد ذلك الاتفاق مع عبد الله القططي، لكن الأخير لم يصمد سوى شهر واحد ليتم فسخ عقده قبل الاتفاق مع المدير الفنى الحالي إسلام جلال.
وتعاقد فريق السلط بداية العام مع المدرب ديان صالح قبل ان يقوم الأخير بتقديم استقالته ليتم الاتفاق مع المدرب الحالي هيثم الشبول.
وعاش شباب الأردن ذات الأزمة، حيث تعاقد بداية العام مع محمود شلباية، لكن الأخير تمت إقالته بصورة مفاجئة ليتم الاتفاق مباشرة مع المدرب السابق رائد عساف، وبعدها بعدة شهور تم فسخ عقد الأخير والتعاقد مع وسيم البزور بعد ان قام بفسخ عقده مع الرمثا.
ورغم الانطلاقة القوية للأهلي بقيادة مدربه بيبرت كغدو، حيث تصدر النادى لفترة جيدة تشكيلة الترتيب إلا ان النتائج سرعان ما تراجعت بصورة متسارعة ليقوم مجلس الإدارة مؤخراً بفسخ عقده والتعاقد مع المدرب بشار بني ياسين.
وقاد العراقي أمين فيليب فى بداية العام فريق معان، وحقق معه نتائج مقبولة، لكن مجلس الإدارة سرعان ما فسخ عقده ليتم الاتفاق مع المدرب الحالي عامر عقل.
ولم يكن الصريح الذي يتذيل الترتيب افضل حالاً، فقد بدأ العام بالمدرب ماهر العجلوني لكنه لم يحقق المطلوب فتم الاتفاق مع أسامة قاسم والأخير لم ينجح فى قيادة النادى لأي فوز ليتم فسخ عقده والعودة من حديث للتعاقد مع العجلوني نفسه.
فريقان مهددان بالهبوط يستقران فنياً
ويعتبر فريقا شباب العقبة ومغير السرحان الوحيدين اللذين حافظا على أجهزتهما الفنية رغم أنهما مهددان بالهبوط لمصاف أندية الدرجة الأولى.
ويحتل فريق شباب العقبة المـركـز العاشر برصيـد 14 نقطة وهو من أكثر الانديه ربما على مستوى العالم تمسكاً بمدربه رائد الداوود الذي يقود النادى للموسم الحادي عشرة على التوالي، سبع منها فى دورى المحترفين.
ولم يغير فريق مغير السرحان مدربه خالد الدبوبي الذي صعد بالفريق قبل ثلاثة مواسم، وها هو يواصل مسيرته التدريبية رغم ان النادى يقبع بالمركز قبل الأخير برصيـد 10 نقاط.