يحاول باريس سان جيرمان الفرنسي، لتحقيق ما عجز عنه فى مباراه الذهاب على أرضية ميدانه “حديقة الأمراء” مساءا اليـوم الثلاثاء، عندما يحل ضيفًا على ليفربول الانجليزي، فى مباراه إياب دور الـ16 من مـسابقـه دورى أبطال أوروبا.
وكان فريق العاصمة الفرنسية قد خسر مقابل الريدز بهدف وحيد سجله بديل صلاح (هيرفي اليوت) فى الـدقيقـه 87 من زمن المباراه التي شهدت سيطرة شبه مطلقة للفريق الباريسي الذي أهدر كمًا هائلًا من الفرص جعلت حارس ليفربول البرازيلي أليسون بيكر يسجل رقمًا فريدًا من نوعه بتسع تصديات وهي الحصيلة الأعلى له فى مباراه أوروبية.
خسارة مباراه الذهاب التي اختتمت سلسلة من 22 مباراه متتالية لم يعرف فيها سان جيرمان طعم الخسارة فى كل المسابقات، لم تحسم أمر تذكرة العبور إلى الدور ربع النهائى بشكل نهائي، إلا أنها أضعفت من حظوظ الباريسي كثيرًا بالنظر إلى نتائجه فى السنوات العشر الاخيرة فى الأدوار الإقصائية حيث خرج من دور الـ16 خمس مرات فيما بلغ الدور ربع النهائى فى مناسبتين والدور نصف النهائى مرة واحدة والمباراة النهائيـه مرة واحدة أيضًا.
ولا يزال النادى الباريسي يحلم برفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين لأول مرة فى تاريخه ليكون ثاني ناد فرنسي يتمكن من فعل ذلك بعد مارسيليا 1993، علمًا ان سجله القاري يتضمن لقبًا واحدًا تحقق فى مـسابقـه كـأس الكؤوس الأوروبية عام 1996.
باريس سان جيرمان.. قوة اقتصادية تضاهي كبار الانديه
عرف باريس سان جيرمان منعطفًا تاريخيًا منذ تأسيسه فى عام 1970 وذلك بعد ان قامت مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية بشراء أغلبية أسهم النادى وامتلاكه رسميا فى عام 2011، حيث أسهمت الأموال الكبيرة التي تم ضخها فى سيطرة النادى على مقاليد الحكــم الكروية داخل فرنسا، ليحقق منذ ذلك الحين 34 لقبًا من بينها 10 بطولات فى بطوله الدورى، ليتصدر تشكيلة السجل الذهبي للمتوجين بـ(12 لقبًا) بعد ان تجاوز سانت إتيان الذي تربع على العرش لفترة طويلة بعشرة بطولات.
وحسب منصة “ترانسفير ماركت” فإن النادى الباريسي أنفق ما 2.180 مليار يورو فى سوق انتقالات اللاعبــين منذ عام 2012، حيث نجح فى ضـم بعض من أبرز لاعــبي العالم فى العقد الأخير كالبرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كيليان مبابي والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش والإسباني سيرخيو راموس والإيطالي جيانلويجي دوناروما وغيرهم.
وبفضل هذه الأموال أصبح باريس سان جيرمان واحدًا من أقوى الفرق على المستوى الأوروبي أيضًا، لكن ذلك لم يتجسد فى المباريات الحاسمة والكبيرة، فالإنفاق الصافي الذي زاد عن مليار يورو لم يمنح النادى لقبًا أوروبيًا، بل إنه لم يسمح له بالاقتراب من المنافسة على البطولة (فعليًا) سوى مرة واحدة عندما بلغ المباراه النهائيـه عام 2020.
واللافت ان هذه الأرقام تضع سان جيرمان فى المـركـز الثانى على تشكيلة صافي الإنفاق (أي بعد حذف قيمة الورادات من قيمة المدفوعات فى الميركاتو) منذ عام 2012 بعد مانشستر يونايتد الذي بلغ صافي إنفاقه مليار ونصف المليار يورو، بينما يأتي مانشستر سيتي المـركـز الثالث (1.280 مليار يورو)، وتشيلسي المـركـز الرابع بـ(1.190 مليار يورو).. وللمفارقة فإن هذه الانديه الأربعة لم تحقق البطولة الأوروبي سوى ثلاث مرات (مجتمعة) أثناء هذه الفـترة، بينما بلغ ريال مدريد المباراه النهائيـه (ست مرات) حصل فى جميعها البطولة.
مدير فني باريس سان جيرمان لم يرم المنديل
رغم صعوبة الهامة المتعلقة بتحقيق الريمونتادا فى ستاد “أنفيلد رود” وانتزاع بطاقه التاهـل إلى الدور ربع النهائى إلا ان المدرب الإسباني لويس إنريكي رفض ان يرمي المنديل مشيرًا إلى ان النادى ليس لديه ما يخسره وأنه سيدخل مباراه الإياب بهدف الفــوز.
وأضاف: “كرة القــدم فيها المفاجآت، صحيح أننا خسرنا وكنا حزينين بعد مباراه الذهاب ولكن بعد تحليل المباراه والفوز على رين وهو فريق صعب فإنني أرى ان الأمل موجود، لا شيء لدينا لنخسره وهذا ما سيجعلنا فريقًا أكثر خطورة مما نحن عليه عادة”.
وتشير الأرقام إلى ان باريس سان جيرمان حصل انتصارين فقط فى آخر تسع ماتشات ضد الانديه الإنجليزية، كانا فى العام الحالي على حساب أرسنال ومانشستر سيتي، لكنه تاريخيًا لم ينجح فى العبور إلى الدور التالي بعد خسارته لمباراة الذهاب على أرضه سوى مرة واحدة فى تسع محاولات، وكانت على حساب برشلونه فى ربع نهائي العام الفائت، عندما خسر (2-3) فى حديقة الأمراء وانتصر إيابًا فى كاتالونيا (4-1).
بالمقابل فإن ليفربول استطاع من الفــوز فى كل المواجهات الأوروبية الـ37 التي انتصر فيها ذهابًا خارج ميدانه، ومن بينها 13 مرة حصل فيها الفــوز ذهابًا بهدف وحيد.