أعاد النجم الدولى القطري أكرم عفيف إلى الأذهان ذكريات التوهج الكبير أثناء كـأس آسيا 2023 عندما كان عراب البطولة الثانى للعنابي فى البطولة القارية، ونثر مقابل الوصل الإماراتي بعضًا من فنونه الراقية ليقود فريقه السد إلى الدور ربع النهائى من دورى أبطال آسيا للنخبة لكرة القــدم.
الحقيقة الدامغة التي لا لبس فيها ان أكرم عفيف كان السب الرئيس والأبرز فى الفــوز الذي حققه الزعيم على النادى الإماراتي 3-1 على ستاد جاسم بن حمد، الإثنين فى إياب ثمن النهائى، بعدما أخذ على عاتقه تمهيد دروب العودة بعد التأخر، ليرسم بحنكته ومهارته خطة الـ”الريمونتادا” وينفذها بنفسه بعدما صنع هـدف التعديل بفاصل مهاري خرافي قبل التمرير، ثم صاغ هجمة هـدف التوفق بتمريرة مفتاحية نقلت السد من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، قبل ان يسجل الهدف الثالث الذي يعد الأجمل والأمثل والأكمل فى البطولة القارية حتى الآن.
بداية متواضعة كما فى مواجهه الذهاب
ثمة إشارة تؤكد بأن الإسباني فيليكس سانشيز لم يتعظ مما جرى مطلع مباراه الذهاب هناك على ستاد زعبيل، ذلك ان السد كرر ذات الأخطاء فى الدقائق العشر الأولى بعدما انخفاض بشكل غير مبرر إلى المواقع الخلفية، تاركاً الخيط والمخيط للفريق الإماراتي الذي أهدر هدفاً أو بالأحرى أنقذ الحارس مشعل برشم مرماه من أسبقية للوصل بعد ثلاث دقائق، دون ان يحرك سانشيز ساكناً، ليأتي التأخر بعد عشر دقائق عبر فابيو ليما صاحب هـدف الوصل الوحيد.
ردة الفعل أظهرها عفيف وتلك حقيقة، حيث أخذ النجم على عاتقه طرح حل فردي، فتوغل ليشق صـفوف الدفـاع الإماراتي بفاصل مهاري، منتظراً ان يجمع حوله أكثر من مدافـع قبل ان يرسل كرة صوب مصطفى مشعل التالي من الخلف ليضع هذا الأخير الكره فى الشباك معدلاً الكفة بعد 27 دقيقة.
دقائق فقط حتى عاد عفيف ليخطف كرة قاد بها هجمة مرتدة بتحول عاجل قبل ان يمرر كرة مفتاحية انتهت بهدف حسن ليوسف عطال الذي خدع المدافعين وأرسل كرة نحو المرمى غالطت الحارس السناني وسكنت الشباك، ليقلب (أحد عيال الذيب) الطاولة على الوصل أثناء أربع دقائق فقط.
بصمة فنان بهدف هو الأجمل
لم يكتفِ أكرم عفيف بدور الصانع، بل أراد ان يؤكد أنه النجم الأبرز والأهم فى منظومة السد رغم كومة اللاعبــين المحترفين فى النادى، فانبرى لتنفيذ ركلة حرة طارحاً فكرة لم تخطر على بال أحد، فبدلاً من تسديد الكره إلى المرمى مباشرة أو أرسالها عرضية داخل المنطقة.. مررها إلى كلاودينيو ثم طلبها مجدداً، فبدى وكأنه استند على اللاعب البرازيلي، قبل ان يرسل الكره نحو المقص اليسر لمرمى الحارس الذي صفق لجمال الهدف، فى إقرار بأنه الأفضل حتى الآن فى البطولة القارية.
ما جاء به أكرم عفيف منح الطمأنينة لفريق لسد الذي اكتفى بالدفاع فى الشوط الثانى، فى ظل عدم قدرة أكرم على مواصلة العزف المنفرد، بعد الرقابة اللصيقة التي فرضت عليه، دون حلول أخرى من الدكة الفنية، ما يؤكد بأن العمل الكبير قام به أكرم عفيف!
تفوق رقمي للوصل وفردي من أكرم عفيف
الأرقام الإحصائية للمباراة تؤكد أفضلية الوصل الذي استحوذ على الكره بنسبة وصلت إلى 56% مقابل 44% للسد، فيما خلق النادى 4 فرص محققة أغلبها فى الشوط الثانى فى ظل استبسال مشعل برشم، فيما سدد النادى الإماراتي على المرمى 16 مرة مقابل 10 للسد، ومرر الوصل 435 تمريرة مقابل 361 للسد.
تلك الأرقام لم تحجب النجومية الفردية لعفيف الذي اختير افضل لاعــب فى المباراه عن جدارة، وحصل على تقييم عال جدا بلغ 8.9 من 10 بفارق عظيم عن أقرب اللاعبــين إليه وهو زميلة مصطفى مشعل 8.0 بعد تسجيله هـدف التعادل، أما الأعلى من الوصل فكان البديل كايو كانيدو بـ 7.2.