لم تطأ أقدام يوسف بلايلي عتبة المنتخـب الوطني الجزائري منذ مباراه موريتانيا التي خسرها “الخضر” بهدف نظيف ليودعوا كـأس امم أفريقيا 2024 من الدور الاول لثاني مرة على التوالي.
وكانت تلك المواجهة هي الاخيرة للمدرب جمال بلماضي، حيث تمت إقالته قبل الاتفاق مع المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش الذي لم يوجه إلى غاية اليـوم دعوة لبلايلي رغم إشرافه على 10 ماتشات كاملة، منها مواجهتان وديتان ومباراتان ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم وست ماتشات ضمن تصفيات كـأس امم أفريقيا.
بيتكوفيتش لديه لاعبين افضل من بلايلي
وكان بيتكوفيتش قد أثار ضجة كبيرة فى مؤتمره الصحفى الذي عقده فى نهاية شهر أيار/مايو الفارط للإعلان عن تشكيلة تربص حزيران/يونيو، حيث أعلن أنه لم يوجه الدعوة لبلايلي لانه يملك لاعبين آخرين افضل منه فى المجموعة قبل ان يشير إلى “قضايا انضباطية”.
وقال بيتكوفيتش فى تصريحه المعروف: “بلايلي لاعــب مثير للاهتمام ويملك موهبة كبيرة، لكنني فضّلت عدم الاتصال به لأن اللاعبــين الآخرين فى المجموعة هم افضل منه، بلايلي كان يعاني من قضايا انضباطية لكن الباب لا يزال مفتوحًا”.
وبحلول شهر أكتوبر، عاد بيتكوفيتش للحديث عن النجم الجزائري الذي غادر وقتها مولودية الجزائر نحو الترجي الرياضي التونسي، فأوضح أنه يريد منحه وقتًا أكبر للاستقرار وقال: “لقد قررت عدم الاتصال ببلايلي فى الوقت الحالي لأنني أريد ان أمنحه الوقت، لكنه يقوم بأشياء جيدة للغاية فى تونس وسيظل لاعــبًا مثله دائمًا على رادار المنتخـب الوطني”.
وبمرور الأسابيع والأشهر، أعلن بلايلي تفوقه على جميع منافسيه فى منصبه كجناح أيسر وواصل تقديم مستويات كبيرة رفقة الترجي، حيث سجّل اليـوم هدفه الثامن فى الدورى التونسي مقابل فريق “العمران” بمقصية جميلة إثر كرة ارتدت إليه من الحارس الذي صد ركـله جـزاء، لكنه تفاجأ بعدها بمتابعة غير مألوفة من نجم الكره الجزائرية.
ورفع يوسف رصيده إلى 16 مساهمة فى الدورى ودوري الأبطال، ناهيك عن هـدف فى كـأس السوبر مقابل “ارضية الملعب التونسي” و9 مساهمات كاملة (5 اهداف وأربع تمريرات حاسمة) فى الدورى التمهيدى لدوري أبطال أفريقيا مقابل ديكاداها الصومالي، وهي الأرقام التي جعلته فى موقف قوي جدًا مقابل مدير فني “الخضر” الذي بات فى موقف محرج جدا، ولم يجد من خيار سوى توجيه دعوة أكثر من مستحقة لأحد أبرز نجوم المنتخـب الجزائري عبر تاريخه.
وأمام هذا التألق، سيكون يوسف بلايلي واحدًا من اللاعبــين الذين يعول عليهم الجزائريون فى قيادة المنتخـب نحو فوز مهم خارج الديار مقابل بوتسوانا، لا سيما أنه يملك ذكريات ممتازة بمدينة “فرانسيس تاون” التي قاد فيها “الخضر” للفوز بهدف نظيف سجله من ركنية مباشرة فى التصفيات المؤهلة لكأس امم أفريقيا 2021.
ويملك بلايلي مع المنتخـب الجزائري، 25 مساهمة فى 48 مباراه، إذ سجّل 7 اهداف وقدم 18 تمريرة حاسمة كلها مع المدرب السابق جمال بلماضي، ذلك أنه لعب مباراتين تحت قيادة المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف سنة 2015 دون ان يتمكن من المساهمة بأي هـدف.
ووسط تأكيدات كثيرة حول وجود اسمه فى القائمة النهائيـه، يتساءل متابعون حول ما إذا كان اللاعب سيسجل عودته إلى صـفوف المنتخـب ليكون عنصرًا أساسيًا، لا سيما فى ظل المستوى المتواضع الذي يقدمه فرحان بن رحمة لاعــب نيوم الناشط فى الدرجة السعوديه الثانية، أم ان الأمر يتعلق بعودة “مجاملة” تحت الضغوط الإعلامية والجماهيرية.
ووسط كل المعطيات المتعلقة ببلايلي حاليًا، فإن بيتكوفيتش لم يكن ليجد مبررات منطقية فى حال استبعاده هذه المرة، وذلك أثناء مؤتمره الصحفى المتوقع يـوم الإثنين المقبل للإعلان عن تشكيلة التربص، أما عن مشاركته كأساسي فى مواجهتي بوتسوانا وموزمبيق، فلن تكون مضمونة حتمًا، ولن تخضع لأي ضغوط خارجية قد تكون معاكسة لقناعات وخيارات المدرب، وهي القناعات التي ستؤكدها تشكيلتا المواجهتين المنتظرتين ولا شيء غير ذلك.