يُقام يـوم الأحد المقبل أول نهائي محلي إنجليزي، وهو نهائي كـأس الرابطه للأندية الإنجليزية المحترفة لموسم 2024-2025 على ستاد ويمبلي، حيث يواجه ليفربول، حامل البطولة القياسي، فريقًا لم يسبق له ان حصل البطولة وهو نيوكاسل يونايتد الذي أصبح رقمًا صعبًا مؤخرًا.
وأظهرت إحصائية عن امتلاك نيوكاسل نقطة قوة عملية تتعلق بقدراته الفائقة على تعطيل اللعب عند التقدم فى النتيجة، وهو ما يمثل مصدر خطر يهدد النجم المصرى فى النهائى المتوقع.
وقبل نهائي كـأس الرابطه 2025، حصل ليفربول 18 لقبًا فى الكؤوس المحلية الإنجليزية (10 بطولات فى كـأس الرابطه، 8 بطولات فى كـأس إنجلترا)، وقد يعادل رصيد مانشستر يونايتد البالغ 19 لقبًا (انتصر بـ 13 لقبًا فى كـأس إنجلترا و6 بطولات فى كـأس الرابطه) إذا انتصر فى النهائى التالي مقابل “الماكبايس”.
فى المقابل كان آخر لقب محلي عظيم حققه نيوكاسل هو كـأس الاتحاد الانجليزي عام 1955، بفوزه على مانشستر سيتي بنتيجة 3-1 فى ويمبلي. منذ ذلك الحين، خسروا خمس نهائيات فى الكؤوس المحلية (نهائي كـأس الرابطه مرتين، نهائي كـأس الاتحاد الانجليزي 3 مرات).
وواجه ليفربول ونيوكاسل بعضهما بعضًا فى نهائي كـأس محلي مرة واحدة من قبل، حيث انتصر الريدز 3-0 فى نهائي كـأس الاتحاد الانجليزي عام 1974.
ولم يحقق نيوكاسل أي فوز فى آخر 17 مباراه له مع ليفربول فى جميع المسابقات (تعــادل 5 مرات، خسر 12 مرة – جميعها فى الدورى الانجليزي الممتاز) وذلك منذ فوزه 2-0 على أرضه بقيادة ستيف مكلارين فى ديسمبر 2015.
ثغرة مقابل صلاح لاستغلالها فى نهائي كـأس الرابطه
يعاني الناديان من غياب عناصر أساسية على نفس الجبهة فى نهائي كـأس الرابطه التالي، بغياب الظهير الأيمن ألكسندر أرنولد وبديله كونور برادلي بسـبـب الإصابة، حيث من المتوقع ان يلعــب جاريل كوانساه فى هذا المـركـز، لكن فى الجانب المقابل يعاني نيوكاسل من قضايا أكبر فى الجانب الأيسر كله.
سيفتقد مدير فني نيوكاسل إيدي هاو لاعبيه الأساسيين فى هذا الجانب، فالجناح الأيسر أنتوني غوردون موقوف بعد طرده ضد برايتون فى كـأس إنجلترا، بينما سيغيب الظهير الأيسر لويس هول عن بقية العام بعد خضوعه لعملية جراحية فى القــدم.
غوردون ومن خلفه هول هما من أهم عناصر نيوكاسل هذا العام. وللدلالة على ذلك، فقط دان بيرن (2430 دقيقة) وبرونو غيماريش (2423 دقيقة) لعبا دقائق أكثر من هول (2189 دقيقة) وغوردون (2108 دقيقة)، حيث غاب الثنائي عن ثلاث ماتشات فقط فى الدورى بينهما.
دفاعيًا فى غياب هول، يُعدّ الجانب الأيسر لنيوكاسل ثغرة واضحة يمكن لصلاح استغلالها فى نهائي كـأس الرابطه 2025، حيث تعمدت الفرق المنافسة مهاجتمهم من هذا الجانب، على سبيل المثال مقابل وست هام فى المباراه الاخيرة تركزت هجمات وست هام بنسبة 38% من أثناء الجانب الأيسر لنيوكاسل.
كان من المتوقع ان يتولى هول مراقبة صلاح فى نهائي ويمبلي، وإصابته تعني ان تينو ليفرامينتو هو من سيواجه النجم المصرى، والمعروف ان ليفرامينتو يلعــب كمدافع على الجانب الأيمن، لكن وجوده على اليسار مقابل صلاح يعني مواجهه محفوفة بالمخاطر بالنظر لسجل صلاح المميز مقابل نيوكاسل.
أسهم صلاح بشكل مباشر فى 18 هـدفًا فى 16 مباراه مقابل نيوكاسل فى جميع المسابقات (10 اهداف، 8 تمريرات حاسمة). فقط ضد مانشستر يونايتد (22) ومانشستر سيتي (21) أسهم فى المزيد من الأهداف مع الريدز.
يُعدّ غياب هول خسارة كبيرة مقابل صلاح، بفضل تألقه فى التدخلات، بنسبة نجاح بلغت (71%) وهي النسبة الأفضل مقارنةً بأي لاعــب آخر فى نيوكاسل يونايتد هذا العام، وهو مميز أيضًا عند الاستحواذ على الكره والخروج بالكرة، مما ساعد على تطوير اللعب على الجهة اليسرى.
لكن هجوميًا ومع غياب ظهيري ليفربول الأيمنين الأساسيين -ألكسندر أرنولد وكونور برادلي- سيشعر نيوكاسل بالإحباط لعدم وجود غوردون فى نهائي كـأس الرابطه لاستغلال هذه الثغرة، خاصة فى تألقه فى المواقف الفردية والمراوغات.
حاول الجناح الانجليزي المميز المراوغة فى 82 مناسبة، أكثر من أي لاعــب آخر فى نيوكاسل فى الدورى الانجليزي الممتاز هذا العام، كما أنه يتصدر لاعــبي النادى من حيث الفرص التي خلقها بعد حمل الكره (32). وبالتالي سرعته وركضه المباشر كانا سيشكلان تهديدًا عظيمًا لجاريل كوانساه، البديل المحتمل فى مركز الظهير الأيمن لليفربول.
لماذا لا يستلزم ان يتأخر ليفربول فى النتيجة؟
تمثل إحدى أهم نقاط قوة نيوكاسل تحت قيادة هاو فى قدرته على تعطيل إيقاع اللعب فى المباريات الحاسمة، سواء من أثناء تأخير استئناف اللعب، أو ارتكاب الأخطاء التكتيكية، أو جعل المباراه أشبه بمواجهات ثنائية متقطعة فى الوسـط.
بشكل عام، كانت الكره فى اللعب بنسبة 56% من الوقت فى ماتشات نيوكاسل هذا العام، وهو رقم ضعيف للغاية. من ناحية أخرى، يلعــب ليفربول ماتشات تكون فيها الكره فى اللعب بنسبة 58% تقريبًا، مما يضع الناديين على طرفي نقيض من المعادلة، فليفربول يحب الوتيرة السريعة والكرة فى اللعب، لكن نيوكاسل هو “أستاذ” فى تعطيل اللعب.
يتميز نيوكاسل بفعالية خاصة فى تعطيل إيقاع اللعب عندما يكون متقدمًا، حيث يحول المباريات إلى سلسلة من المواجهات البدنية ومقاطع متقطعة من اللعب، وهو ما يعني ان على ليفربول ان يتفادى التأخر فى النتيجة.
إنجاز تاريخي ينتظر هاو أو سلوت فى نهائي كـأس الرابطه
يريد آرني سلوت فى تحقيق أول لقب له مع ليفربول فى موسمه التدريبي الاول، ستكون هذه المباراه النهائيـه الرابعة للمدرب الهولندي، حيث انتهت جميع المباريات الثلاثة السابقة بنتيجة 1-0 عندما كان مدير فنيًا لفينورد. خسر مقابل روما فى نهائي دورى المؤتمر الأوروبي 2022، وسقط مقابل آيندهوفن فى درع يوهان كرويف 2023-24، لكنه انتصر 1-0 على نيميخين فى نهائي كـأس هولندا العام الماضي.
فى المقابل قد يصبح إيدي هاو، مدير فني نيوكاسل يونايتد، أول مدير فني إنجليزي يفوز بلقب عظيم مع فريق فى الدورى الانجليزي الممتاز منذ فوز هاري ريدناب بكأس الاتحاد الانجليزي عام 2008 مع بورتسموث. كان ستيف مكلارين آخر مدير فني إنجليزي يفوز بكأس الرابطه مع ميدلسبره عام 2004.