أثار غياب ريان شرقي صاحب الأصول الجزائرية عن تشكيلة منتخـب فرنسا فى التوقف الدولى لشهر مارس تساؤلات عديدة حول مستقبله الدولى، لا سيما بعد الأداء المبهر الذي يقدمه هذا العام مع فريق أولمبيك ليون.
وكان من المتوقع ان يتحصل اللاعب الشاب على فرصته الأولى مع “الديوك”، إلا ان مدير فني المنتخـب الفرنسي ديدييه ديشامب فضل خيارات أخرى، ما قد يدفع اللاعب إلى إعادة التفكير فى مستقبله الدولى وحسم قراره فى أقرب وقت. فهل يتجه النجم الواعد لاختيار منتخـب الجزائر أم ينتظر تولي زين الدين زيدان قيادة فرنسا؟
ريان شرقي يثبت علو كعبه رغم الصعوبات
يعد ريان شرقي أحد أبرز المواهب الصاعدة فى كرة القــدم الأوروبية، حيث ظهر لأول مرة مع النادى الاول لليون، وهو فى سن 16 عامًا فقط، ليتحول عاجلًا إلى أحد اللاعبــين المثيرين للاهتمام بفضل موهبته الفريدة.
وعلى الرغم من بعض العثرات فى المواسم الماضية، بسـبـب عدم استغلال المدربين السابقين لإمكاناته بالشكل الأمثل، إلا أنه وجد هذا العام الدعـم الفنى المناسب، ليقدم عروضًا ممتازة، ويصبح واحدًا من أبرز اللاعبــين فى الدورى الفرنسي والدوري الأوروبي.
بفضل رؤيته الممتازة للملعب ومهاراته الاستثنائية فى المراوغة وصناعة اللعب، تصدر موهبة ليون تشكيلة افضل الممررين الحاسمين فى الليغ 1 والدوري الأوروبي هذا العام، وهو ما جعله يستحق ان يكون فى المنتخـب الاول.
لكن ديشامب فضل استدعاء مواهب أخرى مثل ديزيريه دوه وماتيو غندوزي ووارن زائير-إيمري، الأمر الذي قد يدفع صاحب الأصول الجزائرية إلى إعادة تقييم خياراته الدولية.
هل ينضم ريان شرقي إلى منتخـب الجزائر قريبًا؟
بالنسبة للعديد من اللاعبــين مزدوجي الجنسية، يكون الاختيار بين فرنسا والجزائر محسومًا بشكل واضح، إذ غالبًا ما يشعر اللاعبون من أصول جزائرية برابطة قوية مع بلد الأجداد.
لكن وضع ريان شرقي قد يكون مختلفًا، فهو مولود لأب إيطالي وأم جزائرية، ما يمنحه إمكانية تمثيل كل من إيطاليا وفرنسا والجزائر، لكن وفقًا للمصادر المقربة منه، فإنه يفكر فقط فى خيارين: الجزائر أو فرنسا.
وأشار موقع “فوت ميركاتو” الفرنسي فى تقرير مطول له اليـوم السبت، إلى ان منتخـب الجزائر يراقب تطورات وضع شرقي منذ فترة طويلة، حيث تهدف الاتحاد الجزائري لكرة القــدم إلى إقناعه بتمثيل “الخضر”.
وأوضح أنه ورغم ان اللاعب لم يحسم قراره بعد، إلا ان هناك عوامل قد تدفعه لاختيار الجزائر، أبرزها الاحترام والتقدير الكبير الذي يحظى به من قبل الاتحاد الجزائري، على عكس الاتحاد الفرنسي الذي لم يمنحه حتى الآن الفرصة المناسبة، رغم تألقه الكبير مع منتخـب فرنسا تحت 21 عامًا.
إضافة إلى ذلك، فإن الانتظار لأجل غير مسمى فى فرنسا قد يكون مخاطرة كبيرة بالنسبة له، خاصة أنه يقترب من عامه الـ22، وهو سن لا ينبغي ان يبقى عنده لاعــب بمستواه فى الفئات السنية، بل يستلزم ان يحجز مكانه فى المنتخـب الاول.
كما ان استبعاده من القائمة الاخيرة لفرنسا قد يكون مؤشرًا على أنه لن يكون ضمن حسابات ديشامب فى المستقبل القريب، ما يجعله يفكر بجدية فى الانضمام إلى منتخـب الجزائر وخوض كـأس العالم 2026 مع “محاربي الصحراء”.
الانتظار من أجل زيدان.. رهان محفوف بالمخاطر
رغم كل ما سبق، ما يزال خيار انتظار المنتخـب الفرنسي مطروحًا بقوة بحسب ذات المصدر، خاصة إذا كان زين الدين زيدان هو المدرب التالي لـ”الديوك” بعد ديدييه ديشامب.. “زيزو” معروف بحبه للاعبين المهاريين، وقد يرى فى ريان شرقي مشروع قائد مستقبلي للمنتخب الفرنسي، تمامًا كما كان الحال مع أنطوان غريزمان.
فى حال تولى زيدان تـدريــب المنتخـب، فقد يكون لشرقي دور عظيم فى وسط الميدان، خاصة ان فرنسا ستبحث عن صانع ألعاب مبدع ليحل محل غريزمان فى المستقبل.
لكن الانتظار حتى 2026 على أمل ان يتولى زيدان قيادة المنتخـب قد يكون خيارًا محفوفًا بالمخاطر، حيث لا يوجد أي ضمانات بأن المدرب الفرنسي الأسطوري سيتولى المنصب أو أنه سيعتمد على اللاعب.
الخيار الأفضل.. الكره فى ستاد ريان شرقي
فى النهاية، يملك نجم ليون فرصة استثنائية ليقرر مستقبله الدولى، سواء باختيار “الخضر”، أو انتظار فرنسا على أمل ان يتحصل على فرصة تحت قيادة زيدان مستقبلًا.. لكل خيار إيجابياته وسلبياته، لكن الأكيد ان عليه اعلن قراره قريبًا حتى لا يفوّت فرصة اللعب فى كـأس العالم 2026.
كما كان الحال مع العديد من اللاعبــين مزدوجي الجنسية، فإن قرار ريان شرقي سيظل محط اهتمام الجماهير والإعلام، فهل نراه قريبًا بقميص منتخـب الجزائر أم يظل حلم اللعب مع فرنسا يراوده حتى إشعار آخر؟