نيوكاسل.. شغف من دون بطولات منذ زمن “الأبيض والأسود”

فتح فريق نيوكاسل الانجليزي خزانته لينفض عنها الغبار ويزينها بلقب حديث هو الاول من نوعه منذ 70 عامًا، حيث إن آخر لقب رسمي ناله النادى الأسود والأبيض قبل كـأس الرابطه الإنجليزية يـوم أمس، تمثل فى كـأس الاتحاد الانجليزي سنة 1955، وبين اللقبين سبق للـ”ماغبايز” وأن توجوا بكأس المعارض سنة 1969، وهو لقب غير رسمي لا يصنفه الاتحاد الأوروبي ضمن سجلاته.

ويقترب العريق الانجليزي من الوصول إلى قرن من الزمن من دون تحقيق لقب البريميرليغ، حيث إن آخر تتويج كان سنة 1927 عندما تفوقوا على فريق هدرسفيلد والغريم التقليدي سندرلاند، فيما كان آخر لقب فى كـأس الاتحاد قبل 70 عامًا، الأمر الذي يجعل أغلب جماهير هذا النادى فى الوقت الحالي تعيش أول لقب محلي لها مع النادى، وهو ما يعتبر حصريًّا وتاريخيًّا للغاية.

نيوكاسل.. قصة فريدة من التأسيس إلى الحاضر

تعود الجذور الأولى للنادي إلى سنة 1881، عندما تأسس فى المدينة ناد باسم “فريق ستانلي لكرة القــدم”، قبل ان يتغير اسمه فى العام اللاحق إلى “نيوكاستل إيست إند”، وفي نفس السنة (1882) تأسس ناد آخر فى المدينة بتسمية “نيوكاستل وست إند” واتخذ له “سانت جيمس بارك” كملعب رئيسي.

ورغم المنافسة القوية بين الجارين فى أول سنـوات التأسيس، إلا ان “وست إند” لم يستطع البقاء فى الساحة بسـبـب صعوبات مالية جسيمة، ما جعله ينهار كليًّا فى عام 1892، ليرحل بعض لاعبيه وإدارييه إلى الجار “إيست اند”، ويقوم الأخير بالاستحواذ على ستاد جاره “سانت جيمس بارك”، قبل ان يتقرر تغيير اسم النادى بالكامل ليشير إلى اتحاد الناديين.

بعدما أصبح لسكان المدينة فريق واحد، تم اقتراح العديد من الأسماء الجديدة على غرار نيوكاسل رينجرز أو سيتي، غير ان الأغلبية صوتوا لنيوكاسل يونايتد للدلالة على ان المدينة أصبحت بفريق واحد سيوحد مشجعي الشقين الشرقي والغربي، ليوافق اتحاد كرة القــدم على تغيير الاسم فى 22 ديسمبر/ كانون الاول 1892. 

وكانت ألوان فريق “نيوكاسل إيست إند” هي الأحمر والأبيض، وهي شبيهة للغاية بألوان الجار والغريم التقليدي إلى اليـوم فريق سندرلاند، قبل ان يتقرر تغييرها سنة 1894 إلى الأسود والأبيض، وذلك لأن العديد من الانديه المنافسة كانت تحمل ألوانًا مشابهة على غرار ليفربول وأرسنال، وأيضًا لأن مشجعي “نيوكاسل وست إند” لم يتقبلوا تشجيع النادى الجديد بألوان غريمهم التقليدي السابق، وكان لزامًا على الإداريين اختيار ألوان جديدة لا تشير أبدًا إلى حياة الفريقين القديمة.

ولأن ألوان النادى الأم هي الأحمر والأبيض، فإن الأمر ما يزال إلى اليـوم يشكل مادة للسخرية من “الماغبايز” من طرف أنصار عدوهم اللدود فريق سندرلاند، ذلك ان تلك الألوان هي ألوان “القطط السوداء” منذ سنة 1884 إلى اليـوم، فيما كان لونهم الاساسي فى سنـوات التأسيس أزرقَ بالكامل.

تشير بعض المصادر التاريخية، إلى ان اختيار الأبيض والأسود حدث بعد استعارة نيوكاسل لقمصان من منطقه نورثمبرلاند، والتي تملك إلى اليـوم زيًّا تقليديًّا شبيهًا بالزي الإسكتلندي، ويكون باللونين الأبيض والأسود حصرًا، فيما تشير نظرية أخرى إلى ان تبني ألوان فوج المشاة التابع للدوق ويليام كافنديش اثناء الحرب الأهلية، وهو الفوج الذي كان يرتدي معاطف بيضاء مع صبغها بدماء العدو لتصبح حمراء.

وتشير النظرية الثالثة إلى ان زوجًا من طيور العقعق “the Magpies” قد عششت فى ستاد “سانت جيمس بارك”، ليتم تبني ألوانها “أسود وأبيض” من طرف لاعــبي النادى، ويصبح اسم الطير إلى اليـوم مرتبطًا بفريق، فيما يفضل جمهور النادى تسميتهم بـ The Toon Army والتي تملك خلفية تشير إلى ولائهم الكبير كونهم يلتحقون بالملعب من طرف أنحاء المدينة فى شكل يشبه الجيش.