عبر الوافد الجديد على منتخـب الجزائر صهيب ناير مدافـع فريق غانغون الفرنسي الناشط فى دورى الدرجة الثانية (ليغ 2)، عن سعادته الكبيرة بأول دعوة له واستعداده للمشاركة فى مباراتي بوتسوانا وموزمبيق فى تصفيات كـأس العالم 2026، مشيرًا إلى أنه حصل حلم الطفولة بحمل قميص منتخـب بلاده.
وعرف اللاعب صاحب الـ22 عامًا قصة كفاح تدرس بوصوله إلى منتخـب الجزائر بعد ان كان قريبًا جدًّا قبل ثلاث سنـوات من اعتزال كرة القــدم فى سن مبكرة، بسـبـب كابوس الإصابة المزمن الذي ضربه فى بداية مشواره الكروي، إلى درجة أنه عانى من البطالة الكروية لأشهر قبل ان يعود من بعيد.
قصة المدافع القوي عرفت محطات مخيبة جدًّا فى بداية مسيرته، قبل ان ينجح هذا العام فى إعادة بعثها من حديث، فبعد ان تم تسريحه من فريق تولوز الفرنسي صيف عام 2022 وبقائه لأشهر من دون فريق، أنقذه رديف فريق غانغون من خطر توقف مسيرته، قبل ان تتسارع الأحداث معه ويمضي عقدًا احترافيًّا مع النادى هذا العام، ويصبح لاعــبًا أساسيًّا ثم لاعــبًا دوليًّا فى زمن قصير جدًّا.
صهيب ناير ومنتخب الجزائر.. حلم تحقق
قــال صهيب ناير فى بيانات اعلامية على هامش سفرية “الخضر” إلى بوتسوانا، يـوم الثلاثاء، إنه فرحان جدًّا بحمل قميص منتخـب الجزائر لأول مرة، وصرح بخصوص شعوره حول أول استدعاء له: “إنه شعور لا يوصف. أشعر بالفخر والاعتزاز باللعب مع المنتخـب، لقد كان حلمًا بالنسبة إلي منذ ان كنت طفلًا”.
وحرص المدافع المرشح لخلافة عيسى ماندي على إبراز الأجواء الرائعة داخل منتخـب الجزائر، قائلًا: “لقد تم استقبالي جيدًا من طرف الجميع وتم الترحيب بي. الأجواء ممتازة داخل المجموعة، هناك مزيج جيد بين اللاعبــين الشباب وأصحاب الخبرة”، وأضاف: “الأجواء عائلية. اللاعبون متعودون على ان يكونوا معًا ويلعبوا معًا، الأمور ممتازة”.
وأضاف: “ينتابني شعور جيد، ومنتخب الجزائر يملك توليفة ممتازة من اللاعبــين”، وأضاف: “سأسعى لتقديم افضل ما لدي وأعمل على فرض نفسي داخل المنتخـب”، وعن مباراه بوتسوانا، صرح: “أظن بأن اللاعبــين متعودون على الأجواء الأفريقية وهذا لن يشكل عائقًا”، وبخصوص الغيابات، أعلن ناير: “صحيح هناك المزيد من الغيابات، لكننا نعتمد على المجموعة ونحن نتحلى بالثقة وإن شاء الله خير”.
ناير على طريق فارسي وحاج موسى
ولد ابن الجزائر صهيب ناير فى 23 أبريل/ نيسان من عام 2002 بضاحية سانت دنيس بباريس، والمعروفة بوجود جالية جزائرية كبيرة، وفي بداياته الرياضية كان ناير يمارس رياضة الجودو إلى جانب كرة القــدم، وظل على هذا الحال إلى غاية بلوغه سن الـ14 عامًا، عندما اختار التركيز على رياضة كرة القــدم.
وتشبه بدايات المدافع القوي فى الرياضة قصة مدافـع منتخـب الجزائر محمد فارسي، الذي ولد ونشأ فى كندا، ومارس رياضة قتالية أخرى هي التايكوندو لسنوات، قبل ان يحترف كرة القــدم فى قصة مثيرة هي الاخرى قادته من كندا إلى الجزائر ثم الولايات المتحدة الأمريكية حاليًّا، قبل ان يجري استدعاؤه للمنتخب الجزائري.
تحدث نجم فريق غانغون الذي ينافس على التأهل إلى دورى الدرجة الأولى فى فرنسا “ليغ 1″، عن مسيرته الكروية من عالم الهواة إلى المحترفين، وقال فى حوار لاحق لمنصة “ديزاد فوت” الجزائرية، إنّه لعب فى أندية صغيرة بالعاصمة باريس، ومنها فريق مونتفرماي فى فئاته السنية، وهو نفس النادى الذي لعب فيه نجم الجزائر أنيس حاج موسى قبل ان يدخل أكاديمية فريق لانس.
ونجح ناير فى خطف الأضواء مع ذات النادى وانتقل إلى أكاديمية فريق تولوز الفرنسي المعروف بدوره فى تكوين اللاعبــين، ولعب المدافع المتألق إلى جانب نجم جزائري آخر متألق حاليا، ويتعلق الأمر بفارس شايبي نجم فريق آينتراخت فرانكفورت الألماني.
واعترف خليفة عيسى ماندي بأن كابوس الإصابة حرمه من توقيع عقد احترافي مع فريق تولوز الذي برز معه فى فريق الشباب، وأرجع صهيب ناير كابوس إصابته مع تولوز إلى مشكلة فى النمو، فبعد ان كان يعد لاعــبًا هزيلًا وضعيف البنية فى بداياته، عرف نموًّا مفرطًا ببلوغه سن الـ18 عامًا، ما تسبب فى تعرضه لإصابات عضلية متكررة.
وتخلص صهيب ناير من مشكلة إصاباته منذ انتقاله إلى فريق غانغون صيف عام 2023، حيث قضى العام الاول 2023-24 مع النادى الرديف، وعمل كثيرًا لتصحيح حالته البدنية، قبل ان يتحول إلى لاعــب أساسي ومهم أثناء العام الحالي، حيث ســاهم فى 19 مباراه بمختلف المسابقات، صنع خلالها هـدفًا.