منتخـب اليابان.. هـدف تاكاغي بمرمى السعوديه الذي غيّر كل شيء

لم يكن قد مرّ من عمر اللقــاء سوى (6) دقائق حتى وصلت كرة عرضية من حدود يسار منطقه جـزاء المنتخـب السعودي إلى لاعــب منتخـب اليابان تاكويا تاكاغي الذي استلم الكره بأريحية داخل منطقه جـزاء “الأخضر” فى ظل عدم وجود رقابة دفاعية عليه ثم أسكن الكره الشباك لينفجر الحضور بملعب هيروشيما بيغ آرش.

المباراه كانت نهائي كـأس آسيا 1992 الذي أُقيم باليابان ونجح صاحب الأرض فى التتويج به لتبدأ رحلة “الساموراي” مع الكره العالمية والآسيوية؛ إذ لم يكن يمتلك منتخـب اليابان قبل تاريخ 8 نوفمبر/تشرين الثانى بعام 1992 -عندما توج بلقب كـأس آسيا للمرة الأولى- أي إنجازات تُذكر مع الساحرة المستديرة.

منتخـب اليابان كان قد حصل قبل ذلك على الميدالية البرونزية مرتين عامي 1966 و1951 بدورة الألعاب الآسيوية وبطولة شرق آسيا فى 29 أغسطس/آب عام 1992 بالفوز بركلات الجزاء مقابل منتخـب كوريا الجنوبية بنتيجة (6-4). 

ولكن بعد “إنجاز ستاد هيروشيما بيغ آرش” فى الثامن نوفمبر/تشرين الثانى 1992، تغيّر حال الكره اليابانية بداية من تأسيس دورى كرة القــدم حتى التوهج فى الالقاب القارية والمحلية.

عدد مرات تأهل منتخـب اليابان لكأس العالم 

واليوم الخميس 20 مارس/آذار 2025 حصد منتخـب اليابان أولى بطاقات التاهـل لكأس العالم 2026 أثناء التصفيات الآسيوية الجارية بعدما انتصر على ضيفه البحرين بهدفين نظيفين ليصل إلى النقطة (19) فى صـداره مجموعته بفارق (9) نقاط عن منتخـب أستراليا صاحب المـركـز الثانى قبل 3 جولات من النهاية ليكتب التاهـل الثامن على التوالي لنهائيات كـأس العالم بعد نسخ: 1998، 2002، 2006 ،2010، 2014، 2018، 2022.

وبين تاريخي الثامن من نوفمبر/تشرين الثانى 1992 و 20 مارس/آذار 2025، كانت هناك رحلة ثرية للساموراي الذي حصد فى العام التالي الكأس الأفروآسيوية للمنتخبات بالتحديد يـوم 4 أكتوبر/تشرين الاول 1993 اثناء انتصر على نظيره كوت ديفوار بهدف نظيف أثناء الأشواط الإضافية.

وعاد الساموراي ليتوّج مجددًا ببطولة شرق آسيا نسخة عام 1995 -التالية للنسخة التي انتصر بها عام 1992- ليكرر السيناريو ذاته بالفوز على منتخـب كوريا الجنوبية بركلات الجزاء بنتيجة (7-5).

وكأن بطوله شرق آسيا أصبحت ملكًا للاعبي منتخـب اليابان ليتوّج بها للمرة الثالثة على التوالي بالنسخة التي أُقيمت عام 1998 العام ذاته الذي شهد التاهـل للساموراي لكأس العالم التي استضافتها دولة فرنسا.

رحلة منتخـب اليابان مع نهائيات كـأس العالم والتتويج بكأس آسيا

منتخـب اليابان كان قد تأهل إلى مونديال 1998 بعدما تصدر مجموعته بالتصفيات الأولية برصيـد (16) نقطة بواقع (5) انتصارات وتعادل، بفارق (3) نقاط عن منتخـب عمان الذي حلّ ثانيًا و(12) نقطة عن منتخـب ماكاو الذي حلّ ثالثًا، فيما تذيّل منتخـب نيبال المجموعة برصيـد نقطة يتيمة.

ولكن لم يستطع منتخـب اليابان حصد بطاقه التاهـل مباشرة إلى كـأس العالم بعدما حلّ ثانياً فى مجموعته بالتصفيات النهائيـه بفارق (6) نقاط عن نظيره الكوري الجنوبي المتصدر ليخوض الملحق مقابل إيران وانتصر حينها بهدف قاتل بالدقيقة (118) بعدما انتهت المباراه بالتعادل بهدفين لكل منهما.

وكانت المشاركة الأولى للساموراي الياباني بكأس العالم مُخيبة للآمال؛ إذ تذيّل مجموعته بدون أي نقطة بعد ثلاثة خسائر مقابل: الأرجنتين الذي تصدرّ بـ 9 نقاط، كرواتيا الوصيف بـ 6 نقاط، وجامايكا الثالث بـ 3 نقاط.

وبعد مرور 8 أعوام على تتويجه بالنسخة الأولى من كـأس آسيا عاد “الكومبيوتر الياباني” لفك تشفير البطولة والتتويج بنسختها فى عام 2000 وللمفارقة كانت على حساب المنتخـب السعودي بالنتيجة ذاتها بهدف نظيف؛ ولكن سجله هذه المرة اللاعب شيغيوشي موتشيزوكي بالدقيقة (30) بعدما أهدر “الأخضر ” ركـله جـزاء بالدقيقة (9) عن طريق لاعبه حمزة إدريس بالنهائي الذي أُقيم على ستاد مدينة الرئيس شمعون الرياضية فى لبنان.

وبعد عامين على تتويج منتخـب بلادها بكأس آسيا نظمّت دولة اليابان مع كوريا الجنوبية نسخة كـأس العالم 2002 ليشارك منتخـب اليابان بصفته البلد المنظم؛ إذ تصدر مجموعته فى الدور الاول برصيـد (7) نقاط بفارق نقطتين عن بلجيكا الوصيف و(4) نقاط عن روسيا صاحبة المـركـز الثالث، فيما تذيّل المنتخـب التونسي المجموعة برصيـد نقطة، ولكن الساموراي غادر البطولة عاجلًا بالخسارة فى دور الـ (16) بهدف نظيف على يد نظيره التركي.

ولم يمر سوى عامين على مشاركة منتخـب اليابان بكأس العالم حتى توّج بالنسخة الثالثة من كـأس آسيا والثانية على التوالي (2000 ـ 2004) بعدما انتصر على نظيره الصيني بنتيجة (3ـ1) فى النهائى ليعوّض جماهيره عن الإخفاق المونديالي.

الحصول المنتخـب الياباني بطاقه التاهـل الثالثة على التوالي لكأس العالم 2006 -الذي استضافته ألمانيا- بعدما تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة دون أي خسارة بفارق (8) نقاط عن منتخـب عمان أقرب ملاحقيه، فيما حلّ منتخـب الهند بالمركز الثالث فى المجموعة برصيـد 4 نقاط بفارق نقطة عن سنغافورة المتذيل.

وتصدر الساموراي مجموعته فى التصفيات النهائيـه برصيـد (15) نقطة، بواقع (5) انتصارات وهزيمة واحدة؛ ليتأهل مباشرة هذه المرة رفقة منتخـب إيران الذي حلّ ثانيًا فى المجموعة برصيـد (13) نقطة، فيما خاض منتخـب البحرين صاحب المـركـز الثالث بـ (4) نقاط مباراه مقابل نظيره الأوزبكي ثالث المجموعة الأولى لتحديد من سيخوض مباراه الملحق.

ولم تختلف مشاركة منتخـب اليابان كثيراً فى كـأس العالم 2006؛ إذ غادر من الدور الاول بعدما تذيّل مجموعته برصيـد نقطة واحدة من تعــادل سلبي مع نظيره الكرواتي الذي أنهى مشاركته بالمركز الثالث فى المجموعة برصيـد نقطتين خلف منتخـب أستراليا الوصيف بـ (4) نقاط والبرازيل الذي تأهل متصدرًا بـ (9) نقاط.

ورغم ظهوره الباهت فى النسخ الثلاثة الأولى نجح منتخـب اليابان فى التاهـل إلى نسخة 2010 -الرابعة على التوالي- من كـأس العالم التي استضافتها دولة جنوب أفريقيا، واستطاع عبور دور المجموعات وصيفًا لمجموعته برصيـد (6) نقاط خلفًا للمنتخب الهولندي الذي تأهل بالعلامة الكاملة ولكنه كرر سيناريو نسخة 2002 اثناء ودّع المسابقه من دور الـ 16؛ ولكن هذه المرة على يد منتخـب باراغواي بركلات الجزاء (4-3) بعدما انتهت المباراه بالتعادل السلبى.

وصالح الساموراي الياباني جماهيره بالتتويج بلقب كـأس آسيا (نسخة 2011) بعد الفــوز فى النهائى هذه المرة بالنتيجة ذاتها هـدف دون رد ولكن على منتخـب أستراليا على ستاد خليفة الدولى بدولة قطر بعد غياب (7) سنـوات، ثم التتويج بكأس شرق آسيا نسخة (2013) بعد غياب 15 عاماً عن آخر نسخة توّج بها.

وواصل منتخـب اليابان حجز بطاقه كـأس العالم للمرة الخامسه على التوالي بحضوره فى نسخة (البرازيل 2014) ولكنه ودّع عاجلًا بعدما تذيّل مجموعته بنقطة واحدة خلف منتخـب كوت ديفوار صاحب المـركـز الثالث برصيـد (3) نقاط، فيما تأهل منتخـب كولومبيا متصدرًا لمجموعته بالعلامة الكاملة وخلفه منتخـب اليونان بـ (4 نقاط).

واستمر حضور المنتخـب الياباني بكأس العالم للمرة السادسة على التوالي بنسخة (روسيا 2018) حيث تأهل وصيفًا لمجموعته بـ (4) نقاط خلف منتخـب كولومبيا المتصدر بـ (6) نقاط بينما لازمته عقدة دور الـ 16 بالخسارة مقابل نظيره البلجيكي بنتيجة (3-2) ليودع البطولة، ثم تكرر السيناريو بنسخة (قطر 2022) اثناء تأهل متصدرًا لمجموعته هذه المرة برصيـد (6) نقاط بفارق نقطتين عن نظيره الإسباني ولكن خسر بركلات الجزاء بنتيجة (1-3) على يد نظيره الكرواتي بعدما انتهت المباراه التي جمعتهما بدور الـ (16) بالتعادل بهدف لكل فريق.

وشهد عام 2022 تتويج الساموراي بآخر لقب له من بطوله كـأس شرق آسيا (الخامس فى مسيرته) لينتظر الجميع الظهور الثامن على التوالي للساموراي فى المونديال بعدما اعلن بطاقه التاهـل لكأس العالم 2026 قبل نهاية التصفيات بـ (3) جولات.