لم يكن يزن النعيمات مهاجـم منتخـب الأردن لكرة القــدم حاضرًا كعادته فى مباراه منتخـب بلاده مقابل فلسطين، التي جرت أمس الخميس على ستاد عمان الدولى فى تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.
وانتظرت جماهير كرة القــدم الأردنية مصدر فرحها يزن النعيمات ليضع بصمته المعهودة فى المباراه، كما فعل فى مقابلة الذهاب عندما سجل هدفين من أصل ثلاثة، بيد أنه لم يقدم المأمول منه، ما دفعها للتساؤل والاستفسار عن الأسباب.
وانتصر منتخـب الأردن ذهابًا وإيابًا على فلسطين بالنتيجة ذاتها 3-1، وكانت الأمنيات ان يعزز النعيمات رصيده التهديفي فى تصفيات الدور الحاسم، وهو الذي يتبوأ صـداره هدافي منتخـب بلاده حتى الآن برصيـد 5 اهداف.
ولأن مهاجـم النشامى نادرًا ما يغيـب عن مشهد التهديد وتسجيل الأهداف، فإن أسبابًا عدة حالت دون ظهوره بالشكل المأمول فى مقابلة فلسطين، يوضحها موقع العمدة سبورت فى السطور التالية.
جاهزية لم تكتمل ليزن النعيمات
المتتبع لما قدمه يزن النعيمات أثناء مباراه فلسطين، شعر بأن هناك ثقلًا واضحًا فى تحركاته داخل أرضية ارضية الملعب، ولا يستبعد ان يكون اللاعب يعاني قليلاً من زيادة فى الوزن، وبخاصة ان الشهور الثلاثة الماضية شهدت تعرضه للإصابة أكثر من مرة.
وعلى الأرجح كذلك ان هدّاف النشامى يعاني من عدم اكتمال جاهزيته البدنية، فهو منذ فترة لم يشترك إلا فى مباراه واحدة مع فريقه العربي القطري كأساسي منذ بداية المباراه حتى نهايتها، وذلك مرتبط بإصابته السابقة وعودته إلى الملاعب تتم بالتدرج.
غياب علي علوان عن المباراه
يشكل النعيمات مع زميله علي علوان ثنائيًّا مرعبًا، فالتفاهم والانسجام فيما بينهما داخل أرضية ارضية الملعب كان واضحًا للجميع فى ماتشات منتخـب النشامى السابقة.
وغياب رفيق دربه علي علوان الذي عادة ما يمده بكرات نموذجية لتسجيل الأهداف، ويفهم تحركاته عن ظهر قلب، كان له تأثير سلبي فى حضور النعيمات على امتداد شوطي المباراه.
وظهر اللاعب وحيدًا بلا علوان الذي غاب عن مقابلة أمس نتيجه تعرضه للإصابة مع فريقه سيلانغور الماليزي، وتتمثل بقطع فى الرباط الأنسي، وهذا الغياب قاد لفقدان التألق عن النعيمات فى مباراه الأمس مقابل فلسطين.
يزن النعيمات والتخوف من تكرار الإصابة
يدرك النعيمات فى قرارة نفسه اهمية وجوده فى المباراه المقبلة والمنتظرة مقابل كوريا الجنوبية والمقررة الثلاثاء المقبل، حيث حاول قدر المستطاع ان ينأى بنفسه عن التعرض لأي اصابة، ما اضطره فى كثير من الأحيان لتجنب أي التحامات هوائية أو أرضية.
وفي بداية المباراه تسلم يزن النعيمات كرة على مشارف منطقه الجـزاء وحاول التلاعب بمدافعي المنافس، لكنه شعر بتعامل خشن من مدافعي فلسطين فى تخليص الكره منه، ما جعله متخوفًا من التعرض مجددًا لإصابة جديدة، فانعكس هذا الهاجس سلبًا على حضوره الذهني والهجومي والتهديفي على حد سواء.
أرضية ارضية الملعب لم تسعف النعيمات لتقديم المطلوب منه
مشاهدة المباراه على شاشة التلفاز كان مختلفًا تمامًا مع من شاهدها من أرضية ارضية الملعب، التي لم تكن بوضعية جيدة تسمح للاعبين بالتحرك بيسر، ذلك ان الأرضية كانت مغمورة بمياه الأمطار، ما أفقد يزن النعيمات ميزة التحكم بالكرة عندما يكون تحت الضغط، وهو ما أثر فى أكثر من لاعــب أثناء المباراه.
النعيمات بطبعه لاعــب يحظى بالمهارة العالية والسرعة والقدرة على إرسال التمريرات واستلامها بين الخطوط، ومن الطبيعي ان تحد أرضية ستاد بهذا الشكل من قدراته الهجومية.
واللعب على أرضية مغمورة بمياه الأمطار عادة ما يشكل عائقًا يهدد اللاعبــين بالإصابات، ويزن النعيمات قد لازمته الإصابات بكثرة فى الشهور الماضية، فحاول ان يحمي نفسه بعد ان تسرب إليه القلق والخوف من تكرارها.
رقابة صارمة على يزن النعيمات بعد تسجيله هدفين فى فلسطين
لا تخفى خطورة يزن النعيمات على مدير فني منتخـب فلسطين ولاعبيه، فهو يعد واحدًا من أبرز مهاجمي القارة الصفراء، والتعامل معه لا بد ان يكون مغايرًا عن أي مهاجـم آخر.
ويعرف لاعبو منتخـب فلسطين ان النعيمات كان قد سجل هدفين فى مباراه الذهاب، وكان العامل الأهم فى حصد النقاط الثلاث لمصلحة منتخـب النشامى، فكان لا بد من التعامل معه بطريقة مختلفة فى مقابلة أمس من حيث طريقة الرقابة، بما يؤدي إلى إلغاء خطورته.
ولم يكن النعيمات بعيدًا عن أنظار مدافعي فلسطين الذين اجتهدوا فى قطع الكرات عنه، نظرًا لمعرفتهم بأنه مهاجـم قادر على التسجيل من أنصاف الفرص، فكان لذلك محاطًا بمدافعين اثنين لحظة استلامه لأي كرة.
وأكد مدير فني منتخـب فلسطين إيهاب أبو جزر أثناء المؤتمر الصحفى الذي عقد بعد نهاية المباراه، أنه درس جيدًا قدرات النشامى الهجومية، وعمل جاهدًا للحد من خطورتهم عبر الرقابة الصارمة وإغلاق المساحات مقابل لاعبيه.