حصل منتخـب الجزائر فوزًا ثمينًا جدًا على حساب نظيره البوتسواني بملعب الأخير فى مدينة “فرانسيس تاون”، ليصل رصيده إلى 12 نقطة فى صـداره المجموعة السابعه وبفارق الأهداف عن منتخـب موزمبيق الذي يحل ضيفا على الجزائر يـوم الـ25 من شهر آذار / مارس الحالي.
وأكد “الخضر” أنهم أصبحوا يتعاملون بشكل جيد للغاية مع ماتشات التصفيات التي تأتي خارج ملعبهم، حيث وصلوا إلى المباراه السابعه عشرة تواليا فى تصفيات أفريقيا دون خسارة، منها 13 انتصارا وأربعة تعادلات، ذلك ان آخر خسارة للمنتخب الوطني خارج الديار كان مقابل منتخـب “بنين” شهر أكتوبر / تشرين الاول 2018.
مدير فني الجزائر يكشف عن الأسلوب الذي سهل الهامة
وفي تصريحاته بعد المواجهة، أوضح بيتكوفيتش ان الأمور أصبحت أكثر يسر مقابل منتخـب الجزائر فى الشوط الثانى، حيث قــال: “مع مرور الدقائق أصبح الأمر أكثر يسر بالنسبة لنا وتمكنا من الفــوز فى النهاية، فى الشوط الثانى كانت المباراه مختلفة فى الجانب التكتيكي عما كانت عليه فى الشوط الاول، لقد كان أسهل بالنسبة لنا ان نلعب المباراه ونصنع الفارق”.
وتشير بيانات بيتكوفيتش ومجريات اللقــاء إلى ان فكرة “الاستحواذ” كانت أساسية فى الشوط الاول، وذلك لتفادي الاعتماد من البداية على التحولات السريعة التي تتسبب حتما فى إرهاق المهاجمين نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة ناهيك عن سوء أرضية الميدان، غير ان ذلك تحدث مع ترصد الدقائق بالمرور إلى التحولات فى كل فرصة متاحة وخاصة فى الشوط الثانى بعد دخول بلايلي وبن رحمة.
وبدأ المنتخـب الوطني بثلاثي وسط ميدان مشكل من زرقان، بن زية وبوداوي، فكان لاعــب شارلوروا ينشط كلاعب ارتكاز تاركا عملية الربط لبن زية الذي كان يلعــب فى أوقات كثيرة كلاعب “رابط” أو صانع ألعاب متأخر، وبتمريرات قصيرة أو عرضية فى الغالب لأجل تجسيد فكرة الاستحواذ التي كانت أساسية بالنسبة للمدرب بيتكوفيتش فى المرحلة الأولى.
وبين أدوار زرقان وبن زية، كان هشام بوداوي لاعــب الوسـط الثالث عنصرا أساسيا فى التحولات السريعة وأيضا فى الاختراق داخل منطقه المنافس مستغلا بعض الفراغات و”أنصاف المساحات” التي تنتج عن الأدوار اللا مركزية” لمهاجمي الجزائر وتحديدا غويري وعمورة، وهو ما تسبب فى الهدف الاول لـ”الخضر” قبل نهاية الشوط الاول.
وفي الدفـاع، وجد بيتكوفيتش نفسه مضطرا للاعتماد على قلب دفاع يساري بالكامل، اثناء استعان بأحمد توبة لتعويض المصاب عطال، مع تحول ماندي إلى الجهة اليمنى، الأمر الذي كانت له فائدة تكتيكية واضحة بإتاحة الفرصة مقابل الظهير الأيسر ريان آيت نوري للتقدم دون أي مخاوف فى التغطية بحضور بن سبعيني وتوبة، وهو ما تجسد فى لقطة الهدف الثانى الذي جاء من تمريرة لآيت نوري نحو غويري، ليحولها الأخير بطريقة ممتازة إلى مسجل الهدف عمورة.
ووسط قدرة المنتخـب الجزائري على بناء اللعب من الخلف قبل ممارسة الضغط العالي بحثا عن “قنوات التمرير” للاستفادة من ثغرات دفاع بوتسوانا، كان الدور اللا مركزي للثنائي غويري وعمورة فى غاية الأهمية، بل مفتاح الفــوز قبل أي شيء آخر، فلاعب أولمبيك مارسيليا لم يلتزم بدوره كرأس حربة طيلة المباراه، بل كان يتعمد السقوط إلى وسط الميدان أو محاولة توسيع ارضية الملعب عن طريق لعب دور الجناح، ليقوم عمورة فى نفس الوقت بأدوار معاكسة بلعب دور المهاجم فى التحولات السريعة والمفاجئة مستغلا قوته البدنية وسرعته الكبيرة، ما جعل غويري ينهي المباراه بهدف وتمريرة حاسمة، فيما سجّل لاعــب فولفسبورغ ثنائية.
ومثلما أعلن بيتكوفيتش، فإن التغييرات كان ذات اهمية كبيرة فى المرحلة الثانية، كونها قدمت انتعاشا بدنيا وسهلت من عملية التحولات السريعة، ورغم ان هـدف بوتسوانا جاء بعد دقيقة واحدة من دخول الثلاثي بلايلي وبن رحمة وشايبي، إلا ان نجم الترجي الرياضي التونسي نجح فى صنع الفارق وإعادة التفوق بهدفين بعد استقباله كرة أرضية من بن زية، ليحولها بشكل عاجل ومتقن نحو عمورة الذي استغل هدية زميله بأفضل طريقة ممكنة.
ورغم التفوق التكتيكي والمرونة الكبيرة التي أظهرها بيتكوفيتش فى الشوط الثانى وهو ما تعكسه نتيجه المباراه، إلا ان الإصرار على بعض الخيارات فى مقابل تجاهل أسماء شابة قادرة على تقديم الإضافة هو أكثر نقطة سلبية خرج بها منتخـب الجزائر من “فرانسيس تاون”.
ففي الوقت الذي كان ينتظر الجميع دخول مازا لضبط إيقاع الوسـط والقيام بتمريرات بينية تساعد على تحطيم توازن دفاع بوتسوانا، فضّل بيتكوفيتش منح فرصة أخرى لشايبي، لكنه لم يقدم شيئا وأكد ان عدم حصوله على مشاركات كافية رفقة ناديه ليس من فراغ.
وفي هذا الشأن، يرى المزيد من النقاد ان مشاركة مازا أساسيًا كانت ضرورية بدلا من بن زية للقيام بالدور الحقيقي لصانع الألعاب عوضًا عن التركيز بشكل مبالغ فيه على الكرات العرضية التي تتسبب فى ضياع العديد من فرص التوغل والتسجيل، وهو ما يكون بيتكوفيتش قد لمح إليه فى مؤتمره الصحفى اثناء أعلن ان منتخـب الجزائر كان قادرا على تسجيـل أكثر من ثلاثية.