صنع ديدييه ديشامب مدير فني المنتخـب الفرنسي الحدث يـوم 8 يناير/ كانون الثانى، عندما أعلن فى بيانات خص بها القناة الفرنسية الأولى أنه سيضع حدًا لمسيرته التدريبية مع “الديكة” بعد نهاية مونديال 2026، ليفتح الباب مقابل اخبار كثيرة وتحليلات واسعة تتحدث عن خليفته المتوقع، والذي سيكون حسب جُل المتابعون والنقاد أسطورة فرنسا الاول كلاعب، زين الدين زيدان.
ومنذ أيامهما كلاعبين، كان يُنظر دومًا إلى العلاقة بين زين الدين زيدان وديدييه ديشامب على أنها باردة وفاترة، رغم أنهما تشاركا معًا غرف ملابس الديكة لسنوات عديدة، وتحديدًا منذ مقابلة سلوفاكيا شهر أبريل / نيسان لسنة 1995 وإلى غاية العام 2000 الذي اعتزل فيه ديشامب دوليًا.
ورغم ان ديشامب كان قائدًا للديكة، غير ان زيدان خطف النجومية من الجميع وكان ينظر إليه على أنه القائد الفعلي فى ارضية الملعب والمحرك الاول للعب، الأمر الذي ولّد حساسية تحدث عنها الإعلام فى فرنسا لسنوات أيامهما كلاعبين، ورغم ان زيزو لم يكن يأبه بتاتًا بدور القيادة، كان دومًا مركزًا على نفسه بعيدًا عن أحاديث المجموعة بين الشوطين، وهو ما أظهره وثائقي فرنسي حول كواليس تتويج “الديكة” بكأس العالم لسنة 1998.
علاقة باردة بين ديشامب وزيدان
وإلى جانب المنتخـب الفرنسي، تشارك زيدان وديشامب غرف الملابس فى فريق يوفنتوس الإيطالي لثلاثة مواسم كاملة، ورغم ذلك لم ينجح اللاعبان فى تكوين علاقة صداقة قوية بما أنهما ينحدران من بلد واحد ويلعبان لنادٍ أجنبي واحد، الأمر الذي فتح بابًا للكثير من الشائعات حول خلافات قوية بين الرجلين، تمامًا كالخلافات التي أثير حديث كثير عنها عامي 2003 و2004 بين تيري هنري وزيدان.
وفي حوار خص به صحيفة “لوفيغارو” اليـوم السبت 22 أذار / مارس، وضع مدير فني المنتخـب الفرنسي حدًا لفكرة أنه “لاعــب غير محبوب” من طرف زملائه السابقين والتي قــال بشأنها: “لا أعرف من أين جاءت هذه الفكرة، فى صيف 2023 كنت مع زيزو فى المجمع الرياضي الخاص به (Z5)”.
وأضاف: “لقد أمضينا سنـوات طويلة معًا ولا يزال الاحترام قائمًا بيننا، علاوة على ذلك، فى آخر مرة التقينا فيها تبادلنا الحديث وناقشنا الأمور جيدًا”، وتحدث مدير فني وصيف بطل العالم عن زيزو المدرب وقال: “نحن نتبادل التقدير لنجاحات كل منا”.
واعترف ديشامب أنه لا يملك علاقة صداقة مع زيدان، غير ان ذلك لا يمنع من وجود احترام عظيم ومتبادل بينهما، حيث قــال: “لست من أصدقائه المقربين، لكل منا حياته الخاصة، لكن مهما حدث؛ يظل الاحترام قائمًا بيننا”.
وتطرق إلى “تباعد مفترض” مع جيل 1998 التاريخي لمنتخب فرنسا والذي كان قائدًا له لسنوات قبل اعتزاله بعد مباراتين فقط بعد مسـابقـات يورو 2000، حيث أعلن أنه “أجّل مشاركته مؤقتاًًا فى لقاءاتهم الدورية من أجل مصلحة المجموعة”، ذلك أنه يملك خلافًا مع بعض الأسماء وخاصة كريستوف دوغاري صديق زيدان المقرب.
وبعيدًا عن ماتشات “جيل 1998” الخيرية التي ينظمونها فى كل مرة، أعلن مدير فني الديوك أنه كان حاضرًا فى آخر اجتماع جرى بالمجمع الرياضي لزيدان صيف 2003، أنه يوجد “لاعبون آخرون من نفس الجيل لم يحضروا الاجتماعات إطلاقا”، فى إشارة إلى وجود بعض الخلافات، أو على الأقل العلاقات الباردة بين زيزو وبعض الأسماء فى صورة هنري وبيريز.
وتطرق إلى فكرة تـدريــب زيدان لمنتخب فرنسا بعد رحيله إثر نهائيات كـأس العالم 2026، فأكد ان ذلك “يبدو جيدًا بالنسبة إليه”، غير أنه لا يعرف إن كان زيدان سيقبل الاقتراح وأن الأمر فى النهاية هو “قراره”. وعن تجربته كمدرب قــال ديشامب: “إنها تجربة أحتفظ بها دائمًا فى رأسي، لقد كنت لاعــبًا ثم مدير فنيًا وكنت دائمًا متفوقًا”.