فى أول مشاركة له فى الأدوار النهائيـه من التصفيات التأهيلية لكأس العالم، قدّم منتخـب فلسطين مستوى مميزًا تفوق به على كل ظروفه الصعبة، وأدى الرسالة الإعلامية التي كان يطمح لها كسفير لكل الفلسطينيين فى جميع أنحاء العالم.
رياضىًّا نجح المنتخـب الفلسطيني فى تحقيق ما عجز عنه الآخرون، عندما أجبر منتخـب كوريا الجنوبية على قبول التعادل فى مباراتي الذهاب والإياب، ليكون المنتخـب الوحيد الذي لم يقبل الخسارة من الشمشون الكوري فى التصفيات الحالية.
وعلى الرغم من ان المنتخـب الفلسطيني اكتفى بثلاثة تعادلات وأربع هزائم (منها اثنتان مقابل شقيقه الأردني)، إلا أنه لم يفقد الأمل بعد فى وضع قدم فى الدور الرابع من التصفيات المونديالية، والذي سيتيح له التنافس من حديث على إحدى البطاقات المونديالية، بعد ان فقد فرصته فى الحصول على إحدى بطاقتي المجموعة الثانية.
منتخـب فلسطين تنتظره ثلاث نهائيات وتسع نقاط
سيكون مقابل المنتخـب الفلسطيني ثلاث ماتشات نهائية حتى نهاية التصفيات الحالية، يتوجب عليه الفــوز بها جميعها، مع انتظار بعض النتائج الاخرى.
ويستهل المنتخـب الفلسطيني رحلته مع النهائيات الثلاث من ستاد عمّان الدولى بمواجهة منتخـب العراق، فى مباراه لا تقبل القسمة على اثنين بالنسبة لكلا المنتخبين، علمًا ان المنتخـب الفلسطيني ينتظر ان يحظى بمؤازرة جماهيرية كبيرة من قبل الجماهير الفلسطينية، وكذلك الأردنية (بالنظر إلى ان العراق هو منافس منتخـب النشامى فى التصفيات الحالية على البطاقة الثانية فى المجموعة منطقيًّا).
وفي حال استطاع منتخـب فلسطين الذي خسر بصعوبة بالغة مقابل أسود الرفدين فى مباراه الذهاب التي جرت فى البصرة بهدف من دون رد، من تحقيق الانتصار (الاول له فى التصفيات)، فإنه سيرفع رصيده إلى ست نقاط، بانتظار تعثر منتخـب عمان (رابع الترتيب) ولو بنتيجة التعادل فى مباراته التي سيلعبها مقابل الكويت فى الكويت.
وفي يونيو/ حزيران المقبل، يواجه منتخـب الفدائي نظيره الكويتي فى ستاد جابر، حيث سيكون بحاجة لتسجيل انتصار آخر من أجل تجاوز الأزرق فى لائحة الترتيب (ما لم يكن قد تجاوزه بالفعل فى الجولة السابقة، فى اثناء يستقبل منتخـب عمان نظيره الأردني فى مباراه مصيرية لمنتخب النشامى، قد تفضي إلى تعثر حديث لمنتخب السلطنة (بحسب آمال وأحلام الفلسطينيين).
ليصل المنتخـب الفلسطيني إلى الجولة الاخيرة وهو بفارق (ثلاث نقاط) على أبعد تقدير (وربما أقل) مع منتخـب عمان، حيث يواجهه المنتخبان فى الأرض الافتراضية للمنتخب الفلسطيني، وحينها قد يكون الفــوز كافيًا لتحقيق حلم اللاعبــين والجماهير على حد سواء بمواصلة المشوار إلى الدور المقبل.
الرحلة الأجمل والأمل لا يزال موجودًا
منذ ان أصبح منتخـب فلسطين عضوًا فى الفيفا عام 1998، ســاهم (الفدائي) فى تصفيات المونديال سبع مرات، غادر فيها من الأدوار التأهيلية الأولى، باستثناء التصفيات الحالية التي تعد بالنسبة للكثيرين الرحلة الأجمل لكرة القــدم الفلسطينية فى تصفيات كـأس العالم.
ويؤمن كثيرون بأنه يستلزم التمسك بالأمل من أجل محاولة التاهـل إلى الدور المقبل من التصفيات، وخاصة ان التشكيلة الحالية التي يقودها كادر وطني بإشراف إيهاب أبو جزر تضم عددًا من المواهب الجيدة، واللاعبين المحترفين فى مصر وقطر وليبيا وتايلاند إضافة إلى إسكتلندا.
ومع بقاء ثلاث ماتشات، فإن سيناريو انتزاع منتخـب فلسطين المـركـز الرابع يبقى ممكنًا رغم صعوبته، لكن كل شيء قد يبدأ أو ينتهي من أثناء مواجهه العراق يـوم الثلاثاء.