عاشت الكره الجزائرية صدمة كبيرة جدًا بفقدانها أحد أبرز اللاعبــين فى تاريخها، حيث توفي يـوم السبت جمال مناد أسطورة شبيبة القبائل وأحد أبرز المهاجمين فى تاريخ “الخضر” عن عمر يناهز 64 عامًا، إثر صراع مع المرض منذ شهر ديسمبر/ كانون الاول 2024.
ومن المنتظر ان يقف الجمهور الرياضي الجزائري -ناهيك عن منتخبي الجزائر وموزمبيق- دقيقة صمت ترحمًا على روح الفقيد قبل انطلاق مباراه الجولة السادسة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، وذلك فى ستاد المجاهد الراحل “حسين آيت احمد” بمدينة تيزي وزو التي ينحدر منها الراحل.
وكان جثمان الراحل جمال مناد قد وارى الثرى عصر يـوم السبت بمقبرة “عيسات إيدير” فى بني مسوس بالعاصمة الجزائرية، حيث شُيّعت الجنازة بحضور كثيف للمواطنين، ومسؤولين ولاعبين سابقين، والعديد من الوجوه الممثلة للأسرة الرياضية الجزائرية، يتقدم وليد صادي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القــدم.
وأعرب اللاعبون السابقون فى المنتخـب الجزائري الوطني وكل زملاء الفقيد عن عميق حزنهم بعد هذا الرحيل المفاجئ، إثر معاناة لأشهر قليلة مع المرض، ما استلزم نقله إلى أحد مستشفيات بلجيكا، قبل إعادته إلى الجزائر بعد تدهور حالته الصحية، وبطلب منه لأجل مفارقة الحياة وسط أهله ومحبيه.
ماجر: رحيل مناد دمرني
وفي أحدث ردود الفعل حيال رحيل جمال مناد، أظهر أسطورة كرة القــدم الجزائرية رابح ماجر حزنًا عظيمًا جدًا، عندما قــال فى بيانات أعلنت عنها صحيفة “ليكيب” الفرنسية: “لقد دمرني رحيله، مناد سيبقى أحد أعظم المهاجمين فى تاريخ الجزائر”.
وأضاف نجم بورتو السابق: “لقد عشنا كـأس امم أفريقيا 1990 فى الجزائر معًا، كنا فى نفس الغرفة، وكنا متقاربين حتى فى ارضية الملعب، حيث أظهرنا انسجامًا عظيمًا فى المباراه الأولى مقابل نيجيريا وفزنا بسهولة، أعتقد أنني كنت ممررًا حاسمًا لكلا الهدفين اللذين سجلهما”، (ملاحظة المحرر: ماجر قدم لمناد تمريرة الهدف الاول وعماني قدم تمريرة الهدف الثانى).
وأكمل ماجر قائلًا: “لقد فزنا بتلك البطولة بالفن والأناقة، إنه لقب يكرس مسيرتنا المهنية، أعتقد ان مناد حصل على لقب الهداف وأنا حصلت على افضل لاعــب فى المسابقه”، للإشارة فإن مناد سجّل أربعة اهداف وكان افضل هداف فى البطولة، ليدخل تاريخ “الخضر” من أوسع الأبواب، قبل ان يلعــب لسنوات أخرى وينهي مسيرته الدولية برصيـد 25 هـدفًا فى 79 مباراه.
ويعتبر جمال مناد، أكثر اللاعبــين استمرارًا مع المنتخـب الوطني الجزائري، حيث لعب أول مباراه مقابل سيراليون شهر أيار / مايو 1980، فيما لعب آخر مباراه مقابل تونس شهر يوليو 1995، ليستمر عامين آخرين مع الانديه ويعلن اعتزاله كرة القــدم.
وعلى صعيد الانديه، بدأ مسيرته مع شبيبة الأبيار ثم شباب بلوزداد، قبل ان يصنع مجده برفقة شبيبة القبائل الذي تُوّج معه بـ5 بطولات فى الدورى الجزائري، ناهيك عن كـأس الجزائر مرة واحدة ودوري أبطال أفريقيا سنة 1981، بالإضافـة إلى للسوبر الأفريقي سنة 1982 وكأس الكؤوس الأفريقية سنة 1995، كما حصل لقبًا واحدًا فى كـأس الجزائر مع اتحاد العاصمة سنة 1997.
وإلى جانب تقمصه ألوان شبيبة الأبيار، شباب بلوزداد، شبيبة القبائل واتحاد الجزائر، فقد عاش جمال تجربة احترافية بدأها من فريق نيم الفرنسي قبل ان ينتقل إلى فاماليكاو البرتغالي وبعد بيلينينسيش البرتغالي قبل العودة إلى الجزائر من بوابة “الشبيبة”، ويعتزل لاحقًا رفقة الاتحاد.
ومن أهم مواقفه الخالدة، أصر جمال على لعب مباراه دولية بين الجزائر وزيمبابوي شهر يناير/ كانون الثانى 1989 ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وذلك بعد يومين وحسب من وفاة والده، لينجح فى النهاية فى تسجيـل ثنائية وقيادة “الخضر” للفوز بثلاثية، قبل ان يُطلق العنان لدموع الفراق الذي يشعر به اليـوم كل محبي الكره الجزائرية، لفقدانهم واحدًا من أكثر اللاعبــين الذين يحظون باحترام حصري من الجميع.