بدد منتخـب قطر آماله فى التاهـل المباشر إلى نهائيات كـأس العالم 2026 فى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعدما انقاد إلى خسارة مفاجئة مقابل مضيفة منتخـب قيرغيزستان بهدف لثلاثة، فى اللقــاء الذي جرى فى مدينة بيشكيك فى الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية.
الأداء الهزيل والسقوط المفاجئ أنهى فرص التاهـل المباشر فقط، بعدما تجمد الرصيد عن عند النقطة العاشرة دون قدرة على اللحاق بالمنتخب الأوزبكي الثانى الذي وصل رصيده إلى النقطة 17 بتعادله مع إيران قبل جولتين من النهاية.
ويبدو ان منتخـب قيرغيزستان قد وضع ضغطاً على العنابي بعدما وصل رصيده إلى النقطة السادسة، ليحيي آماله باللحاق بالمركز الرابع المؤدي إلى المرحلة الرابعة، ما يجبر العنابي ان يحسم الأمور سواء أثناء الجولة المقبلة مقابل إيران أو الجولة الاخيرة مقابل أوزبكستان.
بداية خاطئة بخيارات تكتيكية غير موفقة
جاءت خيارات مدير فني قطر لويس غارسيا لترسم المزيد من علامات الاستفهام، حول الخطة التكتيكية والتشكيل الذي اختاره المدرب بعدما واصل اللعب بثلاثة مدافعين لكن بجديد الزج بأحمد سهيل ليكون المدافع الثالث رفقة لوكاس مينديز وبيدرو ميغيل، متجاهلاً طارق سلمان، ومبقياً على الظهيرين همام الأمين ومراد ناجي.
خلافاً إلى ذلك، أشرك عبد العزيز حاتم رفقة احمد فتحي فى الوسـط، مفضلاً إبقاء مصطفى طارق أحد أبرز اللاعبــين فى المباراه السابقة على الدكة، فى اثناء اعتمد هجومياً على المعز علي فى العمق وأكرم عفيف وإدميلسون جونيور فى مركزي الجناحين.
تلك التوليفة من مدير فني المنتخـب العنابي كانت ستكون صحيحة، لو مارس المدرب الضغط العالي على المنافس، وجعل مناطق الافتكاك مرتفعة فى نصف ستاد المنتخـب القيرغيزي، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، فلم يقم ناجي وهمام على الإسناد الهجومي، ولا القيام بالدور الدفاعي بمعاونة ثلاثي العمق.
وعانى ثلاثي المقدمة من عزلة فى ظل عدم قدرة عبد العزيز حاتم على صياغة الحوار من منطقه الوسـط، إلى جانب وجود أكرم عفيف فى الطرف بعيداً عن دوره الفاعل فى البناء الهجومي.
التفوق القيرغيزي كان واضحاً مطلع المباراه، ليصنع عديد الفرص، دون قدرة العنابي على التهديد سوى باجتهادات لم ترتقِ إلى أكثر من محاولات يائسة فى التهديد.
أخطـاء قاتلة ومعالجات مغلوطة فى منتخـب قطر
بدا وكأن التسجيل القيرغيزي مسألة وقت، بعدما أصابت إحدى الكرات عارضة المرمى، قبل ان يأتي هـدف السبق من خطأ ساذج من ثلاثي عمق الدفـاع فى التغطية خصوصا من لوكاس مينديز الذي غالط مشعل برشم فى التعامل مع كرة سهلة سكنت الشباك.
صحيح ان منتخـب قطر عاد بهدف مشترك بين احمد سهيل ولوكاس، لكن هذا الأخير ارتكب خطأ لا يغتفر بعدما تعمد مخاشنة لاعــب المنتخـب القيرغيزي رغم أنه كان آخر مدافـع، فاستحق الطرد ببطاقة حمراء فى الـدقيقـه (56).
الغريب ان التدخل الاول للمدرب كان إجباريًا بخروج احمد فتحي ومشاركة مصطفى طارق الذي كان يستلزم ان يبدأ أساسيًا؛ لكن الأسلوب ظل على حاله بالإبقاء على مراد ناجي الذي لم يكن ناجحًا لا دفاعيًا ولا هجوميًا عبر رواق أيمن كان مسرحًا لهيمنة قرغيزية أسهمت فى تسجيـل الهدف الثانى الذي يتحمله الخط الخلفي ثم الحارس مشعل برشم الذي تعامل برعونة مع التسديدة التي لم تكن بتلك القوة.
التشخيص غير السليم من الجهـاز الفنى خلص إلى حاجة منتخـب قطر لمهاجم إضافي، فى وقت كان الأجدى فيه تفعيل عمليات البناء من الخلف، وبالتالي لم تجد مشاركة احمد الراوي ثم احمد علاء نفعاً ولم تأتِ بجديد، بل سجّل المنتخـب القيرغيزي هدفاً ثالثاً فى الوقت المبدد قتل به المباراه.
أرقام متواضعة ووهن دفاعيّ لدى منتخـب قطر
الأرقام الإحصائية لمنتخب قطر فى المباراه كانت متواضعة، فحتى الاستحواذ الذي وصل الى 54% كان سلبياً فى مناطق متأخرة دون فعالية أو نجاعة هجومية فى ظل عدم القدرة على صنع سوى فرصتين محققتين، بالمقابل كان استحواذ المنافس أقل (46%) لكن بفعالية كبيرة بعدما سجّل ثلاثة اهداف وخلق خمس فرص محققة.
اللعب المباشر كان سمة النادى القيرغيزي الذي اكتفى بـ391 تمريرة جلها فى مناطق العنابي الذي مرر 477 تمريرة دون القدرة على تحقيق التأثر الفاعل، بدليل ان التسديدات على المرمى لم تتعد 9 تسديدات مقابل 16 للمنافس.
الوهن الدفاعي لدى منتخـب قطر عاد من حديث بقبول الأهداف الثلاثة من أخطـاء واضحة، لترتفع المحصلة الإجمالية من الأهداف المتقبلة فى المباريات الثمانية 21 هدفاً أكثر من 2.5 هـدف فى المباراه الواحدة.