استهل منتخـب سوريا مشواره فى تصفيات الدور الرابع لكأس آسيا بالفوز على نظيره الباكستاني بهدفين من دون رد، فى ستاد الأمير عبد الله بن جلوي فى منطقه الأحساء بالمملكة العربية السعوديه (الأرض الافتراضية للمنتخب السوري).
وعلى الرغم من ان غالبية السوريين خرجوا غير مقتنعين بالأداء الذي قدمه منتخبهم مقابل باكستان التي تحتل التصنيـف 198 عالميًّا، حيث كانت أحلامهم تدور حول انتصار بغلة وافرة من الأهداف، إلا ان خبراء اللعبة أجمعوا على جملة من الإيجابيات التي يمكن استخلاصها من المباراه الأولى للمنتخب فى تصفيات كـأس آسيا.
انتصار رابع وشباك نظيفة
منذ قدوم الجهـاز الفنى الجديد بقيادة الإسباني خوسيه لانا، حصل منتخـب سوريا الفــوز فى أربع من المباريات الست التي خاضها، حيث توج بلقب دورة الهند الدولية (للمرة الأولى فى مشاركاته بها) بعد الفــوز على موريشيوس والهند، ثم حل ثانيًا فى كـأس ملك تايلند بعد الفــوز على طاجكستان والخسارة فى النهائى من صاحب الضيافة المنتخـب التايلندي، قبل ان يخسر وديًّا برباعية نظيفة مقابل منتخـب روسيا القوي فى مدينة فولغوغراد. ليكون الفــوز على باكستان هو أول انتصار فى مباراه رسمية مع المدرب الإسباني.
ورغم ان المنتخبات التي واجهها نسور قاسيون لا تعد من بين منتخبـات الصفوة (عمومًا)، إلا ان الحفاظ على نظافة الشباك فى أربع من المباريات الست بدا أمرًا إيجابيًّا، خاصة مع التبديلات العديدة التي طرأت على الخط الخلفي فى هذه المباريات، بداعي التجريب أو الإصابات.
ثنائية السومة والخريبين
بعد ان غاب أحدهما أو كلاهما عن صـفوف منتخـب سوريا فى آخر 16 شهرًا، عاد النجمان عمر السومة وعمر خريبين ليجتمعا مجددًا فى التشكيلة الأساسية للمرة الأولى منذ مباراه كوريا الشمالية فى نوفمبر/ تشرين الثانى من العام 2023 والتي انتصر بها نسور قاسيون بهدف من ركـله جـزاء تحصل عليها الخريبين ونفذها السومة.
ليغيب بعدها السومة عن كـأس آسيا ويحضر الخريبين، ومن ثم حضر عمر خريبين فى مباراه واحدة من مباراتين مقابل ميانمار فى شهر مارس/ آذار، قبل ان يحضر السومة فى مباراتي كوريا الشمالية واليابان فى شهر يونيو/ حزيران.
وهذه هي المرة الأولى التي يشترك فيها اللاعبان تحت إشراف الإسباني خوسيه لانا، علمًا ان الهدف الذي سجله السومة وصل رصيده إلى 22 هـدفًا دوليًّا، ليعادل رقم زياد شعبو فى المـركـز السادس على تشكيلة الهدافين التاريخيين لمنتخب سوريا، بينما لا يزال الخريبين فى المـركـز الرابع بـ27 هـدفًا.
هـدف دولي أول للفقا مع منتخـب سوريا
شهدت المباراه تسجيـل المدافع الشاب احمد فقا المحترف فى فريق آيك السويدي هـدف منتخـب سوريا الاول من متابعة رأسية لركلة ركنية فى الـدقيقـه 23 من عمر المباراه.. الهدف هو الاول للاعب البالغ من العمر 22 عامًا، والذي خاض مباراته الدولية الخامسه فقط بقميص نسور قاسيون، وهو ما سيمنحه دفعة معنوية مميزة للمستقبل، وحماسة فى مواصلة تمثيل منتخـب سوريا، فى ظل عزوف المزيد من اللاعبــين المحترفين فى أوروبا وأميركا الجنوبية عن ذلك.
ويعد هـدف الـ(فقا) هو الاول للاعب مدافـع فى منتخـب سوريا منذ عام كامل، وتحديدًا منذ ان سجّل الظهير الأيسر مؤيد عجان لهدفين فى مرمى ميانمار قبل 12 شهرًا.
المباراه 100 رسميًّا للمواس
على الرغم من أنه احتفل برفع قميص يحمل المباراه رقم 100 فى المباراه الودية الاخيرة التي جمعت المنتخبين السوري والروسي فى نوفمبر الفائت، إلا أنه وبعد التدقيق تبين ان الفيفا يعترف على 99 مباراه فقط، وبالتالي فقد جاء دخول لاعــب فريق الشرطة العراقي محمود المواس كبديل فى شوط المباراه الثانى، ليؤكد وصوله إلى المباراه الدولية رقم 100 رسميًّا، ليكون ثاني لاعــب فى تاريخ المنتخـب السوري يصل إلى هذه العتبة بعد ماهر السيد (109) ماتشات.
وكان المواس قد لعب مباراته الدولية الأولى مع منتخـب سوريا فى نوفمبر/ تشرين الثانى من العام 2012 مقابل منتخـب فلسطين فى مباراه ودية.
المزج بين الخبرة والشباب
رغم الانتقادات التي طالت الجهـاز الفنى باستعادة العديد من اللاعبــين القدامى والذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين، إلا ان التشكيلة التي زج بها المدرب الإسباني خوسيه لانا برهنت على أنه يعتمد سياسة التغيير الهادئ فى صـفوف منتخـب سوريا، حيث بلغ معدل أعمار اللاعبــين الذين شاركوا فى المباراه (25.5 سنة)، وهو معدل منخفض عما كان الأمر عليه فى كـأس آسيا مع الأرجنتين هكتور كوبر قبل نحو عام.
وشهدت المباراه مشاركة عدد من اللاعبــين الشبان: المدافع احمد فقا (22 عامًا)، عمار رمضان (24 عامًا)، احمد الدالي (23 عامًا)، مصطفى عبد اللطيف (21 عامًا)، محمود الأسود (21 عامًا)، محمد الصلخدي (23 عامًا)، فى اثناء كان عنصر الخبرة موجودًا من أثناء الثلاثي (السومة والخريبين والمواس) إضافة إلى المدافع عمر ميداني.
