نجح قائد منتخـب الجزائر رياض محرز فى ترك بصمته أثناء مواجهه موزمبيق عندما أسهم فى الفــوز الكبير بنتيجة خمسة اهداف لهدف من أثناء تقديم تمريرتين حاسمتين وبتوابل سحرية، تعيد إلى أذهان الجماهير الجزائرية إبداعات نجم مانشستر سيتي السابق أثناء أمجد أيامه مع “الخضر”، وترسم عودة محرز إلى الواجهة بعد ان كان قريباً جداً من اعتزال اللعب مع الجزائر.
محرز (34 عاماً) عاد من بعيد فى منتخـب الجزائر بعد مرحلة شك طويلة استمرت لحوالي عام كامل قبل ان تنتهي بسيناريو مثير ومثالي لنجم النادي الاهلى السعودي ترجمه باحتفاليته لدخول الدائرة الضيقة للاعبين الأكثر مشاركة مع منتخـب الجزائر فى التاريـخ، وأكده باسترجاع أهميته فى “الخضر” كقائد تاريخي ومفتاح لعب لم ينته بعد.
وعانى رياض محرز أثناء السنوات الاخيرة -وعلى وجه التحديد منذ الإخفاق فى التاهـل إلى كـأس العالم 2022 بقطر أثناء فاصلة المونديال الصادمة مقابل الكاميرون- من انتقادات جماهيرية وإعلامية قوية بلغت ذروتها أثناء كـأس امم أفريقيا 2023 التي جرت بداية عام 2024 بكوت ديفوار، عندما طالبه الجزائريون بالاعتزال.
وتراجع أداء وتأثير نجم ليستر سيتي الأسبق فى المنتخـب الجزائري إلى درجة صادمة جدًا للجزائريين والمتابعين، ووصل الأمر إلى حد تفكير رياض محرز فى اعتزال اللعب الدولى بعد “كان” كوت ديفوار لتأثره بحملة الجماهير والمحللين القاسية ضده، قبل ان يدخل فى صراع خفي مع المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش بسـبـب سوء تفاهم استمر لمعسكرين على التوالي.
صلح جدة أسهم فى استرجاع رياض محرز لأهميته فى منتخـب الجزائر
تسبب غياب رياض محرز عن أول معسكرين لمنتخب الجزائر تحت إشراف فلاديمير بيتكوفيتش فى جدل واسع بالجزائر، قبل ان يتدخل المدرب السويسري ويقرر السفر إلى جدة للقاء نجم كرة القــدم الجزائرية الاول فى جلسة أُطلق عليها اصطلاحًا “صلح جدة”، ليقرر الرجلان فتح صفحة جديدة وكتابة تاريخ حديث لواحد من أساطير كرة القــدم الجزائرية.
ومنذ عودة محرز إلى منتخـب الجزائر مر بنسق تصاعدي سمح له باسترجاع أهميته فى “الخضر” بعد بروز أسماء جديدة بدأت تغطي على اسم افضل لاعــب فى “البريميرليغ” لعام 2016، واستثمر نجم النادي الاهلى السعودي فى خبرته وثقة بيتكوفيتش الكبيرة فيه كلاعب أيقوني وتاريخي للمنتخب الجزائري.
وكان مدير فني منتخـب الجزائر خرج عدة مرات فى الفـترة الاخيرة بتصريحات داعمة لرياض محرز، دعا خلالها إلى احترام مسيرة نجم المان سيتي السابق وتاريخه مع “الخضر” والخدمات الجليلة التي قدمها للمنتخب الجزائري على مدار أزيد من 10 سنـوات كاملة، وهو ما أسهم فى عودة محرز التدريجية لمستواه والشعور بأهميته مرة أخرى مع “محاربي الصحراء”.
وأكدت مصادر “العمدة سبورت” بأن بيتكوفيتش يراهن كثيرًا على رياض محرز فى مشروعه مع منتخـب الجزائر فنيًا وقياديًا، على الأقل إلى غاية مونديال 2026 فى حال التاهـل، لانه يدرك اهمية وجوده إلى جانب اللاعبــين الصاعدين فى صورة اللاعب الملهم والمثل الأعلى، فضلاً عن نقل خبرته الكبيرة فى المواعيد الكبرى لزملائه.
شعور محرز بثقة بيتكوفيتش المطلقة فى قدراته ودعم زملائه له جعله يتحرر مع المنتخـب الجزائري فى الفـترة الاخيرة بدليل اندماجه بسلاسة مع أفكار بيتكوفيتش وفلسفته وخططه، إلى درجة أنه بات لاعبا يقبل استبداله أثناء المباريات بسهولة كبيرة بعد ان كان لاعباً غير معنِيّ بالتغييرات أثناء فترة المدرب السابق جمال بلماضي.
ويركز نجم فريق لوهافر الفرنسي الأسبق جهوده أثناء الفـترة المقبلة على قيادة المنتخـب الجزائري للمشاركة فى كـأس العالم 2026، على أمل مشاركته هو الآخر للمرة الثانية فى تاريخه فى المسابقه الأغلى فى العالم لكن فى ثوب القائد الروحي والفني بعد ان كانت مشاركته فى مونديال 2014 ثانوية لتزامنها مع بدايته الدولية مع “محاربي الصحراء”.
