أصبحت إقالة المدير الفنى لمنتخب البرازيل دوريفال جونيور أمرًا منتظرًا للغاية فى أي وقت، وذلك بعدما أكدت صحيفة “O Globo” المحلية ان إيدنالدو رودريغيز رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القــدم أبلغ مدير فني “السيليساو” أنه سيناقش معه تغييرًا مهمًا فى المنتخـب يـوم الجمعة.
ولم يتقبل رئيس الاتحاد الكروي فى بلاد “السامبا”، على غرار كل البرازيليين، الطريقة التي انهزم بها “السيليساو” فى ستاد “المونيمونتال” بنتيجة 4-1 مقابل الغريم التقليدي الأرجنتين، وذلك ضمن الجولة الـ14 من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال.
ونشرت قناة “TyC Sports” الأرجنتينية مقطع فيديـو لمدرب البرازيل اثناء طلب من مساعده ان يتوجه للحارس بينتو ويأمره بالسقوط متعمدًا فى أقرب فرصة ممكنة لإيقاف المواجهة قليلاً، وذلك بعد ضغط أرجنتيني عظيم فى حدود الـدقيقـه الـ20 من الشوط الاول، ووقتها كان “التانغو” متفوقاً بنتيجة 2-0 مع استحواذ على الكره بنسبة 70%.
هجــوم الجماهير على نجوم منتخـب البرازيل
ويرى المزيد من محبي المستديرة ان الجيل “الأيقوني” لمنتخب البرازيل ذهب ولم يعد، وأن ما حدث فى “المونيمونتال” لا يقل إهانةً عن الخسارة التاريخية مقابل ألمانيا بنتيجة 7-1 فى مونديال 2014، حيث إن مشاهدة الأرجنتين وهي تسجل هدفاً ثانيًا فى الـدقيقـه الـ12 من عمر “السوبر كلاسيكو” وبعد 35 تمريرة ســاهم فيها 11 لاعــبًا، هو أمر يشير إلى مشكلة كروية قد تحدث للجميع، إلا للأكثر تتويجًا بكأس العالم.
ولم تنحصر الانتقادات على المدرب دوريفال، بل إن لاعــبي البرازيل وعلى رأسهم ثلاثي الهجوم رافينيا وفينيسيوس ورودريغو تلقوا انتقادات لاذعة جدًا؛ حيث اُتهموا بتقديم كل شيء فى النادى وعدم الاكتراث بتاتًا لما يحدث مع المنتخـب، عكس ما كان عليه الحال مع نجوم سابقين صنعوا مجد القميص الأصفر.
وبدلاً من التأكيد فى ارضية الملعب ومحاولة الفــوز أو حتى التعادل لتعزيز أمل التاهـل إلى كـأس العالم، دخل رافينيا فى صراع “خاسر” من البداية مع الأرجنتينيين، اثناء هددهم بالخسارة داخل ارضية الملعب وخارجه وهو الذي سيتوجه رفقة زملائه للعب المباراه الندية فى العاصمة بوينس آيرس وأمام واحد من أكثر الجماهير العالمية تعصبًا.
وإلى جانب رافينيا، يُركز فينيسيوس كما جرت العادة على صراعات هامشية وجانبية تجعله فى كثير من الأحيان متهماً وليس ضحية، الأمر الذي جعل النقاد يصفون “السيليساو” بالمنتخب “غير الضار ولا المقلق” قبل ما يزيد قليلاً عن عام واحد من موعد المونديال.
وبعد تتويج الأرجنتين بكأس العالم لسنة 2022، ارتفعت أصوات البرازيليين بشكل عظيم جدًا لإعادة منتخـب بلادهم إلى الواجهة والمضي قدمًا نحو البطولة السادس بعد غياب 24 عامًا (من آخر تتويج إلى موعد المونديال المقبل)، غير ان النتيجة كانت عنوانا من “ليكيب” الفرنسية وصفت فيه نجوم “السامبا” قائلة: “يبدو أنهم لا يهتمون”.
ومنذ تتويجه بلقب 2002، نجح منتخـب البرازيل فى الوصول إلى نصف النهائى مرة واحدة فقط فى النسخـه التي نظمها سنة 2014، وهو الدور الذي خرج منه بفضيحة لن تُنسى مقابل ألمانيا، بينما خرج فى بقية النسخ سنـوات 2006 و2010 و2018 و2022 من ربع النهائى، وهو السيناريو الذي قد يتكرر فى المونديال التالي أو يكون أسوأ نظرًا لطبيعة بدور إقصائي إضافي.
ومنذ إقصائهم من دور الستة عشر سنة 1990 على يد الأرجنتين بهدف نظيف، لم يعرف البرازيليون الخروج قبل ربع النهائى فى كـأس العالم، مع تتويجهم بنسختين بعد ذلك وخسارتهم نهائيًا واحدًا مقابل فرنسا سنة 1998، ولذلك فإن سعي الاتحاد البرازيلي لتصحيح الأوضاع بشكل عاجل عن طريق إقالة دوريفال والتعاقد مع أنشيلوتي أو مدير فني آخر يملك وزنًا فى غرف الملابس، يعتبر منطقياً ومبرراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.