أطلق الاتحاد الفرنسي لكرة القــدم فكرة “قاعة المشاهير” الخاصة بمنتخب “الديكة”، والمستوحاة من قاعة مشاهير محترفي كرة القــدم الأمريكية المعروفة بـ(The Hall of Fame)، وذلك على هامش مباراه وصيف بطل العالم مقابل منتخـب كرواتيا ضمن مـسابقـه دورى الأمم الأوروبية، حيث ميز القاعة ظهور أيقونات مثل زين الدين زيدان وميشيل بلاتيني.
ولقيت فكرة “قاعة المشاهير” إشادة واسعة جدا، غير أنها تعرضت فى المقابل لانتقادات لاذعة ومنطقية نظرا لاشتراط الاتحاد الفرنسي امتلاك أي لاعــب يستطيع حجز مكان له فى هذه القاعة لـ100 مباراه دولية، ما يجعل القائمة منحصرة فى عدد قليل من جدا من اللاعبــين، وفي المقابل عدم تصنيـف أساطير كبار نجحوا فى كتابة تاريخهم مع “الزرق” بأحرف من ذهب، وعلى رأسهم بلاتيني.
ولم ينجح سوى 9 لاعبين فى الحصول على 100 مشاركة دولية مع منتخـب فرنسا أو أكثر وهم بالترتيب، هوغو لوريس، ليليان تورام، أوليفيي جيرو، أنطوان غريزمان، تيري هنري، مارسيل دوساييه، زين الدين زيدان، باتريك فييرا وديدييه ديشامب، وهي القائمة التي تحمل أسماء ثقيلة جدا، لكن أغلبها لم ينجح فى تجاوز أسطورية بلاتيني أو حجز مكان قبله فى “قاعة مشاهير” المنتخـب عبر التاريـخ.
زيدان يكتسح تصويت “ليكيب” والمعايير ستُعدل قريبا
بعد انطلاق الفكرة وتحديد المعايير التي أعلن فيليب ديالو رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القــدم بأنها ستُعدل قريبا، بدأ الفرنسيون فى مناقشة قيمة اللاعبــين التاريخية مع “الزرق”، حيث تحدثت مختلف المنصات الإعلامية عن الموضوع وسارعت المزيد من الصحف والمواقع الالكترونية لطرح “قاعة مشاهير” خاصة بها، سيما وأن الأمر يتعلق بمنتخب يملك المزيد من الأسماء فى تاريخ اللعبة.
ونشرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية نتائج تصويت مستخدمي الانترنت الفرنسيين حول قاعة مشاهير “الديكة”، والتي عرفت نتيجه منطقية وغير مفاجئة حسب الصحيفه، إذ تصدرها الأسطورة الحية زين الدين زيدان بنسبة 97.3% من المستخدمين الذين أكدوا أنه أكثر لاعــب يستحق ان تفتتح به (The Hall of Fame).
أسطورية زيدان لم تتأثر بحادثة نهائي مونديال 2006
ترصد أسطورة ريال مدريد المتوج بكأس العالم 1998 ويورو 2000 مع “الديكة” على ميشيل بلاتيني الذي حظي بتصويت 96.3% من المستخدمين، حيث يحظى بدوره بقيمة جماهيرية كبيرة كونه اللاعب الذي قاد “الزرق” للتتويج بأول لقب دولي فى كـأس امم أوروبا 1984، ويعتبر أحد أبرز الأسماء الذين تسببوا فى جدل حول قضية الـ”100 مباراه” دولية، ذلك أنه لعب مع فرنسا 72 مباراه طوال مسيرته.
وحل تييري هنري أسطورة هجــوم أرسنال فى المرتبة الثالثة بنسبة 90.5% من الأصوات، حيث خاض 123 مباراه نجح خلالها فى تسجيـل 51 هـدفًا ونجح فى التتويج بلقبي كـأس العالم 1998 ويورو 2000، كما خسر نهائي 2006 مقابل إيطاليا وهو البطولة الذي كان ليصل زيدان إلى مرتبة أعلى فى تصنيـف الأفضل عالميـا لو نجح فى نيله بدلا من إنهائه بطريقة درامية جدا فى حادثته نطح ماركو ماتيراتزي الشهيرة.
وخلف الثلاثي الرئد، حل أنطوان غريزمان الذي يملك 137 مباراه دولية فى المـركـز الرابع متفوقا على ديديه ديشامب بطل العالم وأوروبا سنتي 1998 و2000 تواليا والذي يعتبر القائد الرمزي لـ”الديكة” وأحد أكثر الوجوه الكروية الناجحة فى فرنسا كلاعب ومدرب.
مبابي لا يزال بعيدا عن قيمة زيدان وهنري
الغريب فى ترتيب “ليكيب” عبر التصويت الذي طرحته عبر موقعها، ان كيليان مبابي الفائز بكأس العالم 2018 والذي قاد فرنسا إلى نهائي كـأس العالم 2022 حل فى المرتبة الـ18، وهو المـركـز الذي يؤكد أنه لم يحظَ إلى اليـوم بمكانته الثقيلة التي يملكها لاعبون آخرون فى صورة هنري وزيدان.
للإشارة فإن المزيد من وسائل الإعلام الفرنسية انتقدت معيار الـ100 مباراه لانه سيلغي حضور المزيد من الأسماء التي صنعت تاريخها فى فرنسا، على غرار دافيد تريزيغيه الذي لعب 71 مباراه دولية سجّل خلالها 31 هـدفًا، أشهرها الهدف الذهبي فى نهائي يورو 2000 مقابل إيطاليا والذي يبقى إلى اليـوم واحدا من أكثر الأهداف التي أثارت جنون الفرنسيين كرويا عبر التاريـخ.