Web Analytics
أخبار عاجلة

لماذا لا يتزعم ريال مدريد السجل الذهبي للمتوجين بكأس الملك؟

يستعد ريال مدريد لمواجهة ريال سوسييداد مساءا اليـوم فى إياب الدور نصف النهائى من كـأس الملك متسلحاً بملعبه وجماهيره وبالانتصار الذي حققه ذهاباً بهدف على ستاد أنويتا من أجل بلوغ المباراه النهائيـه للمسابقة التي حصل لقبها مرة واحدة فقط فى آخر عشر سنـوات.

وعلى الرغم من ان ريال مدريد يتزعم السجل الذهبي للمتوجين بلقب الليغا بـ 36 مرة كما يتربع على عرش أكثر الانديه الأوروبية تتويجاً بلقب دورى الأبطال بـ15 مرة إلا أنه يأتي المـركـز الثالث فى اللائحة الخاصة بألقاب مـسابقـه الكأس بفارق 11 لقباً عن غريمه الأزلي برشلونه الفائز بالالقاب 31 مرة وبفارق أربعة بطولات عن فريق أتلتيك بيلباو، فما السر وراء ذلك؟ 

آراء متباينة وأبعاد سياسية

يرى المزيد من أنصار ريال مدريد ان مـسابقـه الكأس لم تكن بطوله ذات قيمة (تاريخياً) بالنسبة للنادي الملكي، وان النادى على مر التاريـخ لم يهتم بها، وكان يزج أغلب الأحيان بتشكيلة رديفة ما أدى لخسارته فى كثير من السنوات فى الأدوار الأولى، ويرى هؤلاء ان المسابقه بدأت تأخذ حيزاً مختلفاً من الاهتمام الجماهيري والإعلامي بعد ثلاثية البارسا التاريخية عام 2009 مع بيب غوارديولا، حيث بدأ ريال مدريد يبحث عن تحقيق هذا الإنجاز لكي لا ينفرد به غريمه الأزلي، لكن هذه المزاعم تدحضها المزيد من الأرقام والأمور التاريخية، إذ إن النادى الملكي الذي تأسس عام 1902 تأهل إلى المباراه النهائيـه لأول نسختين، فخسر الأولى مقابل أتلتيك بيلباو (2-3) وانسحب من النهائى فى النسخـه التالية بسـبـب قضية نزاع تتعلق بالفرق المدريدية التي تنافست على بطوله الإقليم من أجل تحديد هوية ممثل المدينة فى المباراه.

وعاد ريال مدريد ليفوز بلقب النسخ الأربعة التالية ما بين عامي 1905 و1908، وهو إنجاز لم يتكرر بعد ذلك مطلقاً، حيث كانت المرة الاخيرة التي يتصدر فيها تشكيلة الانديه المتوجة بلقب المسابقه.

ويقول رأي آخر إن الريال كان أكثر اهتماماً ببطولة الليغا الإسبانية وكذلك ببطولة دورى الأبطال، مع العلم أنه بلغ نهائي كـأس الملك (18 مرة) قبل انطلاق مسـابقـات البطولة الأوروبية، لم يفز خلالها بالالقاب سوى سبع مرات، منها أربع مرات فى النسخ الست الأولى.

ويشير البعض إلى ان الريال لم يكن يزج بأفضل تشكيلة له حتى فى المباريات النهائيـه، على عكس فريقى برشلونه وأتلتيك بيلباو اللذين كانا ينظران إلى الفــوز بالالقاب من وجهة نظر وأبعاد سياسية بسـبـب اسم المسابقه وما يحمله التتويج بها بالنسبة لإقليمي كتالونيا والباسك (الانفصاليين) واللذين كانا يسعيان دوماً لتحقيق نصر على السلطة الحاكمة (رياضياً) فى البطولة التي تحمل اسم كـأس الملك (كـأس الجنرال فرانكو فى سنـوات عديدة). 

عقدة ريال مدريد فى نهائيات كـأس الملك

يردد أنصار ريال مدريد مقولة إن الريال لا يلعــب المباريات النهائيـه بل يفوز بها، وذلك فى إشارة إلى تتويجه بلقب دورى الأبطال فى 15 مناسبة من أصل 17 مرة بلغ فيها المباراه النهائيـه، لكن هذه المقولة لا تنطبق على مـسابقـه كـأس الملك، إذ بلغ الريال النهائى 40 مرة فتوج بالالقاب فى نصفها فقط، وهذه إحصائية جديدة تفند حقيقة اهتمام ريال مدريد بالمسابقة والفوز بها، إذ ان غريمه التقليدي وصل إلى المباراه النهائيـه 42 مرة (بزيادة مرتين فقط).

تعرف إلى تشكيلة ريال مدريد لمباراة ريال سوسيداد فى نصف نهائي كـأس ملك إسبانيا 2024-2025

وإذا سلّمنا بحقيقة ان المسابقه أخذت منعطفاً آخر بعد وصول بيب غوارديولا إلى المشهد الكروي فى إسبانيا (كمدرب) فإن الريال لم يتمكن من بلوغ المباراه النهائيـه منذ موسم 2008-2009 (وهو العام الاول لغوارديولا مع برشلونه) سوى أربع مرات، توج بالالقاب فى ثلاث مناسبات فقط.

فرص مهدرة وهزائم تاريخية

رغم امتلاكه أجيالاً ذهبية عديدة إلا ان ريال مدريد أهدر فرصاً كثيرة لزيادة غلته من لقب كـأس اسبانيا، وعلى عكس الفـترة التي سيطر فيها من أثناء جيله الذهبي الاول على لقب دورى الأبطال (اثناء توج بالالقاب فى نسخها الخمس الأولى) وكذلك الفـترة التي حصل فيها لقب الليغا خمس مرات متتالية أواخر عقد الثمانينيات، فإن الريال لم يستثمر حقبة (الغالاكيتكوس) مع مطلع الألفية الثالثة، بل إنه خسر المباراه النهائيـه عام 2002 والتي مارس فيها ضغوطات كبيرة من أجل إقامتها فى ستاد سانتياغو برنابيه احتفالاً بمرور مئة عام على تأسيس النادى، وذلك مقابل ديبورتيفو لاكورونيا (1-2)، على الرغم من ان الريال بقيادة مدربه دل بوسكي أشرك فى المباراه افضل تشكيلة لديه بحضور أسماء مثل: زين الدين زيدان، لويس فيغو، راؤول غونزاليس، فرناندو موريانتس، سالغادو، روبرتو كارلوس، ماكيليلي وغيرهم.

وكان الريال قد بلغ المباراه النهائيـه (قبل ذلك) لآخر مرة فى العام 1993 اثناء انتصر بالالقاب على حساب سرقسطة، لكنه انتظر 18 عاماً ليعتلي منصة التتويج مجدداً وذلك بعد قدوم البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أنقذ موسمه الثانى مع النادى بلقب الكأس وذلك على حساب برشلونه. 

فرصة تاريخية لتكرار إنجاز البارسا

مع بلوغه الدور ربع النهائى من مـسابقـه دورى الأبطال، واقترابه من التاهـل إلى نهائي مـسابقـه الكأس ووجوده على بعد ثلاث نقاط فقط من متصدر الليغا (برشلونه)، يبدو ريال مدريد مقابل فرصة تاريخية ليكون ثاني نادٍ فى إسبانيا يحقق (الثلاثية)، حيث يريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي فى استثمار هذه الفرصة على أكمل وجه، خاصة ان سجله يفتقد لهذا الإنجاز بالرغم من عديد الالقاب والأرقام القياسية التي يملكها فى مسيرته كمدرب. 

لكن أنشيلوتي يدرك جيداً ان تكرار إنجاز الغريم التقليدي قد يمر عبر برشلونه نفسه فى جميع المسابقات، فالمنافسة على بطوله الدورى تبدو على أشدها مع النادى الكتالوني، فى اثناء ان الاحتمالات واردة جداً بأن يواجهه الناديان فى نهائي كـأس الملك الذي سيقام فى السادس والعشرين من أبريل الحالي فى مدينة إشبيلية، كما ان احتمالية مواجهه برشلونه فى نهائي دورى الأبطال على ستاد اليانز أرينا تبقى تشكيلة، بعدما باعدت القرعة بينهما حتى المشهد الختامي، فى حال استطاع الناديان من بلوغه.

زر الذهاب إلى الأعلى