Web Analytics
أخبار عاجلة

برشلونه وأتلتيكو مدريد.. عقدة كرويف وصراع تاريخي

اتخذت المواجهة بين برشلونه وأتلتيكو مدريد على مر التاريـخ طابعاً خاصاً مختلفاً عن مباراه الكلاسيكو الشهيرة، أو حتى المواجهة التي تجمع القطبين الآخرين فى العاصمة مدريد والإقليم الكتالوني (ريال مدريد وإسبانيول)، إذ جسدت هذه المواجهة الصراع الأزلي ما بين الكره الهجومية الشاملة (التي مثلها البارسا) ونظيرتها الدفاعية الصلبة (التي مثلها أتلتيكو مدريد). 

على مستوى مـسابقـه كـأس ملك إسبانيا حملت اللقاءات بين الفريقين قصصاً عديدة وأرقاماً غريبة، نلخصها فى المقال التالي.

أتلتيكو عقدة الأسطورة كرويف

عرف فريق برشلونه حقبة ذهبية فى مطلع تسعينيات القرن الماضي مع قدوم الأسطورة الهولندية يوهان كرويف لتدريب النادى الذي استطاع من إنهاء هيمنة الغريم ريال مدريد على لقب الليغا لخمس سنـوات متتالية، بعد ان قاد كرويف البارسا للفوز بالالقاب لأربعة مواسم متتالية، إلى جانب الفــوز بأول لقب فى تاريخ برشلونه فى مـسابقـه دورى الأبطال.

لكن أتلتيكو مدريد شكل عقدة لتشكيلة الهولندي الطائر التي ضمت عدداً من أهم لاعــبي اسبانيا والعالم فى ذلك الحين مثل البلغاري ستويتشكوف والهولندي رونالد كومان إلى جانب الدنماركي مايكل لاودروب ولاعبي منتخـب لاروخا (زوبيزاريتا وغوراديولا وبيغرشتاين وغيرهم).

وجاءت المواجهة الأولى فى الدور ربع النهائى لموسم 88-89 وحينها تعــادل الناديان فى كامب نو (3-3) قبل ان يحقق الأتلتي فوزاً كبيراً برباعية نظيفة إياباً.. وتكررت المواجهة فى نصف نهائي النسخـه التالية، ومرة أخرى استطاع أتلتيكو مدريد من العبور على حساب البارسا، بعد ان غلبه فى عقر داره (2-0) ذهاباً، قبل ان يخسر إياباً فى ملعبه (3-2) دون ان يكون فوز النادى الكتالوني كافياً لتعويض الخسارة ذهاباً.

لكن البارسا (المتوج بلقب دورى الأبطال) نجح فى موسم 1992-1993 فى سحق أتلتيكو مدريد فى مباراتي الذهاب والإياب للمواجهة التي جمعتهما فى دور الـ16، ففاز بـ(11-0) بمجموع المباراتين.

وعاد أتلتيكو مدريد ليثأر فى الدور ذاته من العام (1994-1995) فأسقط البارسا فى ميدانه (4-1) فى المباراه التي ترصد فيها أصحاب الأرض بهدف فى الـدقيقـه الثانية، لكن ركلة الجـزاء التي تسبب بها الحارس جوليان لوبيتيغي وطُرد على إثرها قلبت الموازين، إذ أدرك اتلتيكو التعادل بهدف دييغو سيميوني (المدرب الحالي لأتلتيكو) قبل ان يحقق الفــوز الكبير. ورغم ان البارسا كان قريباً من تسجيـل الريمونتادا إياباً، لكن فوزه (3-1) لم يكن كافياً أيضاً.

أما آخر مباراه واجه فيها كرويف فريق أتلتيكو مدريد فى مـسابقـه الكأس فكانت فى المباراه النهائيـه لعام 1996، وحينها تفوق فريق العاصمة مدريد بهدف سجله الصربي ميلان بانتيتش فى الـدقيقـه (102) من زمن الشوط الإضافي الاول، ليمنح الأتلتي ثنائية الدورى والكأس فى ذلك العام. 

أزمة لاعبين وانسحاب

على غرار الجدل الذي دار فى الآونة الاخيرة بين برشلونه ورابطة الليغا بشأن جدولة مبارياته على نحو يؤثر سلباً على النادى ويحرم لاعبيه من الراحة خاصة بعد التوقف الدولى، نشبت أزمة كبيرة بين اداره النادى الكتالوني والاتحاد الإسباني فى العام 2000 عندما تم تعديل موعد مباراه إياب الدور نصف النهائى ضد أتلتيكو مدريد.

وطالب البارسا الذي خسر مباراه الذهاب بثلاثية نظيفة بتأجيل موعد مباراه الإياب المقررة فى 27 أبريل إلى يـوم لاحق فى شهر مايو وذلك لتمكين لاعبيه الهولنديين الستة من العودة إلى برشلونه بعد ان يلعبوا مع منتخـب بلادهم (مباراه ودية) ضد اسكتلندا فى 26 أبريل.

لكن طلب النادى الكتالوني قوبل بالرفض، ليعلن البارسا عدم توفر عدد كاف من اللاعبــين يؤهله لخوض مباراه تنافسية امام أتلتيكو مدريد، وبالفعل حضر النادى إلى ستاد كامب نو (الفارغ من الجماهير) ليبلغ قائد النادى بيب غوارديولا حكــم المباراه بأن برشلونه حضر بعشرة لاعبين فقط وأنه لن يخوض اللقــاء.

الاتحاد الإسباني لكرة القــدم عاقب البارسا بالخسارة قانوناً (3-0) وبغرامة مالية قدرها مليونا بيزيتا وبحرمانه من المشاركة فى مـسابقـه الكأس لعامين متتاليين، لكن النادى الكتالوني نجح فى استئناف عقوبة الإيقاف فى وقت لاحق.

تفوق برشلونه

منذ ان خسر نهائي مـسابقـه الكأس مقابل أتلتيكو مدريد عام 1996، لم يعرف البارسا طعم الخروج على يد فريق العاصمة فى مـسابقـه الكأس مجدداً (باستثناء مباراه الانسحاب الشهيرة عام 2000).

وفرض برشلونه أفضليته وتفوقه بشكل واضح، بدءاً من إسقاطه حامل لقب (الثنائية) فى ربع نهائي مـسابقـه الكأس؛ وذلك بالتعادل ذهاباً (2-2) فى مدريد والفوز إياباً (5-4) فى مباراه للذكرى ترصد فيها أتلتيكو بهاتريك الصربي بانتيتش فى الشوط الاول، ليقلص البرازيلي رونالدو النتيجة بعد خمس دقائق من بداية الشوط الثانى بهدفين، لكن بانتيتش سجّل هدفاً رابعاً فى الـدقيقـه (51)، ليسجل البارسا (ريمونتادا) ممتازة بتسجيله ثلاثة اهداف حملت توقيع لويس فيغو، ورونالدو وخوان أنطونيو بيتزي (المدرب الحالي لمنتخب الكويت).

وفي عصر الأرجنتيني ليونيل ميسي تفوق برشلونه فى ثلاثة مواسم متتالية حصل خلالها الانتصار فى خمس من المباريات الست فأسقط أتلتيكو (فى موسم السداسية التاريخي) من دور الـ16 فى كـأس إسبانيا، وكرر الأمر فى موسم 2014-2015 عندما انتصر ذهاباً وإياباً فى الدور ربع النهائى. 

وفي نصف نهائي موسم 2016-2017 حصل برشلونه الفــوز فى ستاد أتلتيكو مدريد (2-1) وتعادل الناديان إياباً (1-1) ليبلغ البارسا المباراه النهائيـه ويحقق لقبه التاسع والعشرين فى المسابقه آنذاك.

وقبيل خوض الفريقين لمباراة إياب الدور نصف النهائى لهذا العام يـوم غد الأربعاء، تشير الأرقام إلى ان البارسا والأتلتي التقيا فى مـسابقـه الكأس 26 مرة دانت فيها الأفضلية بشكل نسبي للفريق الكتالوني بـ12 انتصاراً مقابل ثمانية لأتلتيكو.. واللافت ان سبعة من هذه الانتصارات الـ12 لبرشلونة تحقق على ستاد النادى المدريدي.

زر الذهاب إلى الأعلى