عوامل قد تسرع رحيل فينيسيوس جونيور عن ريال مدريد

فرض البرازيلي فينيسيوس جونيور نفسه أحد الأعمدة الهجومية التي ارتكز عليها ريال مدريد فى المواسم الماضية، لكن مؤخرًا، بدأت بعض المؤشرات تلوح فى الأفق، وقد تُمهّد لمرحلة جديدة فى مسيرة الجناح البرازيلي خارج أسوار النادى الملكي.

وحقق الجناح البرازيلي نتائج ممتازة جعلته نجمًا لا يُستغنى عنه فى تشكيلة كارلو أنشيلوتي، لكن بدأت بعض المؤشرات تلوح فى الأفق وقد تُمهّد لمرحلة جديدة فى مسيرة الجناح البرازيلي، وربما تحمل تغييرات جوهرية فى مستقبله.

الانخفاض الواضح فى أدائه الفنى، إلى جانب تصاعد التوترات بينه وبين الجماهير وكذلك داخل غرفة الملابس، يطرح تساؤلات حول ما إذا كان فينيسيوس جونيور قد دخل مرحلة جديدة فى مسيرته. من كان يـومًا عنصرًا لا غنى عنه فى خطط أنشيلوتي أصبح اليـوم موضوعًا للنقاش، ولا يمانع قطاع من جماهير النادى فكرة رحيله.

ويستعرض “العمدة سبورت” فى المقال التالي، عدة عوامل قد تسرع من رحيل فينيسيوس جونيور عن صـفوف النادى الملكي فى يونيو التالي.

انخفاض حاد فى الأداء

يعاني فينيسيوس جونيور من انخفاض واضح فى المستوى أثناء الأسابيع الاخيرة، لا سيما فى آخر 8 ماتشات، حيث فشل فى ترك بصمة واضحة، سواء بالأهداف أو بالتمريرات الحاسمة.

ومُنذ بداية شهر مارس/آذار الماضي، خاض فيني عدة ماتشات بمردود باهت، خاصة مقابل فالنسيا، ريال سوسيداد، وأتلتيكو مدريد فى دورى أبطال أوروبا.

وسجل البرازيلي هدفين فقط، وأهدر ضربتي جـزاء، إحداهما مقابل أتلتيكو مدريد فى دورى الأبطال، والأخرى ضد فالنسيا، الأهم من ذلك، ان أداءه الفردي لم يعُد يشفع له، فقد جاءت تقييماته الفنية فى معظم المباريات متواضعة:
•    مقابل ريال بيتيس: 6.4/10
•    رايو فايكانو: 7.7/10
•    فياريال: 6.6/10
•    ليغانيس: 6.8/10
•    فالنسيا: 6.6/10

مقابل فالنسيا تحديدًا، ظهر فينيسيوس بصورة باهتة للغاية، فقد الكره خمس مرات فى الشوط الاول، فشل فى جميع محاولات المراوغة، وخسر كل الصراعات الفردية. 

صافرات الاستهجان.. ناقوس خطر

عاش فينيسيوس لحظة حرجة أثناء مواجهه فالنسيا الاخيرة، اثناء أطلقت جماهير ريال مدريد صافرات استهجان ضده فى الشوط الاول، بسـبـب فقدانه المستمر للكرة، وتقديمه أداءً كارثيًا فى الشوط الاول بكل المقاييس.

ربما اعتاد فينيسيوس جونيور على الانتقادات الخارجية، لكنه لم يكن يتوقع ان تأتي الصافرات من جمهور فريقه، حيث تُعد بمثابة انذار علني، ولم تكن المشكلة فى إهدار ركلة الجـزاء فقط، بل فى فقدان التركيز والانفعال وغياب الفاعلية.

قيمة سوقية ضخمة..  فرصة مثالية لبيع فينيسيوس جونيور

بلغت القيمة السوقية لفينيسيوس 200 مليون يورو، وبدأت بعض الأصوات داخل أروقة النادى تتحدث عن فكرة بيعه بأعلى سعر ممكن أثناء فترة الصفقات القادمة.

ويمتلك ريال مدريد وفرة هجومية فى الوقت الحالي، بوجود البرازيلي إندريك، والتركي الصاعد أردا غولر، بالإضافـة إلى كيليان مبابي، ورودريغو غوس، وإبراهيم دياز، ناهيك عن جود بيلينغهام الذي يسهم أيضًا فى الأدوار الهجومية المتقدمة.

بيع فينيسيوس قد يتيح للنادي تحقيق سيولة مالية كبيرة تمكّنه من تمويل صفقات دفاعية هامة، خاصة فى ظل الحاجة لتدعيم قلب الدفـاع والظهير الأيسر. كما ان رحيل البرازيلي قد يستقبل المجال مقابل اللاعبــين الشبان للحصول على فرص أكبر فى التشكيلة.

يُعد فينيسيوس حاليًا ثالث أغلى لاعــب فى العالم، بعد كيليان مبابي وإيرلينغ هالاند، وهو هـدف مغرٍ لعدد من الانديه الأوروبية الكبرى، التي تستعد لدفع مبالغ ضخمة لضمه.

وقد تشكل هذه القيمة السوقية الكبيرة فرصة ثمينة لإدارة فلورنتينو بيريز لتمويل صفقات دفاعية حيوية أو لتعويض رحيل لاعبين كبار فى الصيف، دون التأثير على التوازن الهجومي للفريق.

علاقة متوترة مع الجماهير والمنافسين

دخل فينيسيوس فى أزمات متكررة مع جماهير الفرق المنافسة، مثل فالنسيا وقادش وأتلتيكو مدريد وبرشلونة، حيث تكررت مشاهد الشدّ العصبي والتوتر، إلى جانب ردود أفعال مثيرة للجدل على أرضية ارضية الملعب.

هذا الوضع خلق بيئة ضغط إضافية على اللاعب، وأثر سلبًا على تركيزه داخل المستطيل الأخضر، وبعض المراقبين يرون ان شخصيته الانفعالية قد لا تناسب فلسفة ريال مدريد فى الحفاظ على التركيز والهدوء، خصوصًا فى اللحظات الحاسمة من العام.

شجارات داخلية تعكس خللًا فى الانسجام

المقلق أكثر هو دخول فينيسيوس فى شجارات علنية مع بعض زملائه داخل النادى، وهو أمر نادر فى غرفة ملابس ريال مدريد التي لطالما عُرفت بالهدوء والانضباط.

أبرز تلك الشجارات كانت مع لوكا مودريتش أثناء مباراه ليغانيس، اثناء وجه النجم الكرواتي انتقادات حادة لفيني بسـبـب تقصيره فى العودة للدفاع، ما أشعل مشادة حادة بين اللاعبــين فى وقت حساس من المباراه.

كما وقع خلاف آخر مع داني سيبايوس، حيث كشفت تسريبات اعلامية عن مشادة أثناء مقابلة إسبانيول، أبدى خلالها فينيسيوس جونيور غضبه من قلة التمريرات إليه. 

وفي موقف مشابه، انفعل فيني على إدواردو كامافينغا أثناء مباراه مانشستر سيتي، بسـبـب تدخله القوي على عمر مرموش، فى لقطة أثارت استغراب المتابعون لحدة ردّة فعله، رغم ان الموقف لم يكن يستدعي كل هذا التوتر.