مع توجّه الأنظار نحو شمال لندن، سيحل ريال مدريد حامل البطولة ضيفًا ثقيلاً على أرسنال فى ستاد الإمارات فى مباراه من العيار الثقيل ضمن ذهاب الدور ربع النهائى لمسابقة دورى أبطال أوروبا غدا الثلاثاء.
ستكون هذه ثالث مواجهه بين أرسنال وريال مدريد فى المسابقات الأوروبية، بعد مواجهتهما فى دور الـ 16 من دورى أبطال أوروبا موسم 2005-2006. انتصر أرسنال 1-0 فى مباراه الذهاب خارج أرضه، قبل ان يتعادل 0-0 فى ملعبه بمباراة الإياب.
بعد ان انهي مغامرته فى دور المجموعات بفوزٍ ساحقٍ على دينامو زغرب بنتيجة 3-0، حافظ أرسنال على سجله الخالي من الهزائم فى آخر 10 لقاءات أوروبية خاضها على ستاد الإمارات – وهي سلسلةٌ بدأت بفوزٍ ساحقٍ بنتيجة 5-1 على بايرن ميونخ.
ثغرة الوسـط التي تهدد ريال مدريد
قد يكون اللعب ضد ريال مدريد فى ستاد أكثر انفتاحًا مناسبًا لأرسنال، حتى لو كان هجومه يعاني حاليًا، مع تلقيه عدة إصابات فى الخط الهجومي، والاعتماد على لاعــب الوسـط ميكيل ميرينو كمهاجم، لكن فى الفـترة الاخيرة كان هناك انخفاض ملحوظ فى قدرة أرسنال على خلق الفرص، وهذا يعود لغياب افضل صناع ألعابه للإصابة مثل بوكايو ساكا ومارتن أوديغارد.
أرسنال يُمكنه الاستفادة من أهم ثغرة فى ريال مدريد وهي تنظيمه الدفاعي السيئ ومساحات ما خلف خط الهجوم؛ فبعد ان تحول الريال لطريقة 4-4-2 كانت هناك دائمًا فجوة بين الـرباعي الذي يضغط من الأمام وبين الدفـاع حيث يضغط النادى الملكي عادة بالجناحين (جود بيلينغهام يتحول لجناح) والثنائي الهجومي فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي. دائمًا ما كان هناك لاعــب فى المساحة بين الوسـط والدفاع (يمكن ان يكون أوديغارد المفتاح) كما توضح الصور أعلاه.
فلسفة ريال مدريد الهجومية
دفاعيًا، يُعد أرسنال أقوى فريق فى القارة، حيث يبلغ معدل الأهداف المتوقعة ضده (0.79) لكل 90 دقيقة، وهو ثالث افضل معدل فى الدوريات الأوروبية الأربعة الكبرى هذا العام. لكن غياب غابرييل بسـبـب الإصابة قد تكون نقطة قوة لصالح الريال، خاصة أنه لديه شراكة قوية مع ويليام ساليبا.
طريقة هجــوم ريال مدريد غير المتوقع والمرتجل جعله يحقق زخمًا لا يُقهر فى مناسبات عديدة هذا العام. يمكنهم التغلب على أي دفاع بفضل سرعة ومهارة ثلاثيهم الأمامي، وقوة جود بيلينغهام وفيدريكو فالفيردي فى وسط ارضية الملعب.
لا يعتمد نهج كارلو أنشيلوتي على هيكلية صارمة بقدر ما يعتمد على منح مهاجميه المتميزين حرية تبادل الأدوار، معتمدًا على لاعبيه لاتخاذ القرارات أثناء بناء الهجمة، مما يسمح لهم بتكوين ثغرات فى مناطق خطرة من ارضية الملعب.
مع تفضيل لعب كيليان مبابي وفينسيوس جونيور على الجانب الأيسر، ليس من المستغرب ان نرى ان ريال مدريد يعتمد فى المقام الاول على هذه الجبهة، التي يميل لها بيلينغهام أيضًا أثناء استحواذ الخصم.
جدير بالذكر ان مبابي سجّل 10 اهداف فى 16 مباراه ضد الفرق الإنجليزية فى دورى أبطال أوروبا -أربعة منها فى مباراتين هذا العام (ضد مانشستر سيتي فى الدور الفاصل)- علمًا ان اللاعب الوحيد الذي سجّل اهدافًا أكثر فى مراحل خروج المغلوب ضد الفرق الإنجليزية فى موسم واحد هو مواطنه كريم بنزيما، الذي سجّل سبعة اهداف لريال مدريد فى موسم 2021-2022 (خمس ماتشات).