Web Analytics
أخبار عاجلة

خطايا الزمالك فى ملف مستقبل احمد سيد زيزو

لا يزال مستقبل احمد سيد زيزو نجم الزمالك يفرض نفسه بقوة على المشهد الكروي المصرى، فى ظل اقتراب نهاية عقده مع القلعة البيضاء، وتزايد الأنباء التي تتحدث عن توقيعه بالفعل للنادي النادي الاهلى للانضمام إليه فى صفقة انتقـال حر مع نهاية العام.

وتشير تقــارير صحفية إلى ان احمد سيد زيزو البالغ من العمر 29 عامًا وقع بالفعل عقود انضمامه لصالح النادي الاهلى، حيث من المقرر ان ينضم إلى النادى فى الصيف بصفقة انتقـال حر، بعد نهاية عقده مع الزمالك.

ورغم تلك التقارير يؤكد مسؤولو الزمالك ان اللاعب لم يوقع على أي عقود مع النادي الاهلى، فيما أبدى احمد حسام ميدو، وحازم إمام وعمرو الجنايني مجموعه لجنة التخطيط بفريق، تفاؤلهم الكبير باستمرار اللاعب، ليبقى الجدل قائمًا فى انتظار مزيد من التطورات.

مصادر مطلعة كشفت لـ”العمدة سبورت” ان والد زيزو موجود حاليًا فى محافظة المنيا، ولم يعقد أي اجتماع مباشر مع مسؤولي الزمالك أثناء الأيام الماضية، باستثناء محاولات هاتفية محدودة من بعض الشخصيات داخل النادى، أبرزهم حازم إمام وعمرو الجنايني، بالإضافـة إلى طارق السيد لاعــب النادى السابق الذي وإن لم يكن طرفًا مباشرًا فى الملف، إلا أنه يحاول للتأثير بشكل إيجابي انطلاقًا من علاقة الاحترام التي تجمعه بأسرة اللاعب.

ووفقًا لما تحصلنا عليه من معلومات، فإن اداره الزمالك ارتكبت أخطـاء يمكن وصفها بالكارثية فى ملف مستقبل زيزو، نستعرضها تباعًا.

أخطـاء إدارية متراكمة

الحقيقة ان اداره الزمالك هي من رسمت هذا السيناريو المعقد، بداية من رفض فكرة تمديد العقد منذ وقت مبكر، وهو الخيار الذي كان كفيلاً بالحفاظ على اللاعب بعيدًا عن الضغوط والعروض، بدلاً من ذلك، تأخر النادى فى التحرك حتى دخل اللاعب فترة الأشهر الستة الاخيرة من عقده، وهو ما فتح الباب مقابل العروض وفرض على زيزو خيار مناقشتها.

 ورغم ان الطرف المقابل المتمثل فى احمد سيد زيزو ووالده أبدى مرونة كاملة أثناء جلسات متكررة، ووافقوا على كل الشروط المطروحة فى مرحلة ما -حسب مصادر مقربة من اللاعب- فإن النهاية جاءت بمشهد عبثي، تم خلاله تسريب معلومات مغلوطة عن مطالب اللاعب، والترويج لفكرة ان والده يشترط الحصول على “عمولة” ليست من حقه، لتتحول القضية إلى مادة للجدل الجماهيري والإعلامي طوال ما يقرب من 8 أشهر.
 
ويرى المقربون من زيزو ان اللاعب لم يصبح ملكًا لإدارة الزمالك بعد ان تخلت عنه الإدارة وفرطت فى أفضلية كونه لاعــبًا تحت تصرفهم، ليجدوا أنفسهم فى الوقت الحالي كأنهم يحاولون “شراء” زيزو من حديث.

عروض لا تُرفض

إحدى الخطايا الكبرى فى هذا الملف كانت رفض الزمالك لعروض مالية ضخمة لا تُرفض، كانت كفيلة بتحقيق استفادة مالية وفنية للنادي، بدلًا من خسارة اللاعب المحتملة مجانًا.
 
الصيف الماضي، قبل عام فقط من نهاية عقد زيزو، تلقى الزمالك عرضًا رسميا من فريق نيوم السعودي بقيمة 6 ملايين دولار، وهو عرض ضخم للاعب داخل مصر، ورغم ذلك تم رفضه، كما جاء عرض قوي آخر من فريق الشباب السعودي، ورُفض هو الآخر، فى وقت كانت الإدارة لا تملك تصورًا واضحًا لتجديد عقد اللاعب.

احمد حسام ميدو يتحدث عن تجديد عقد احمد سيد زيزو مع الزمالك

 العروض لم تتوقف، بل استمرت فى فترة الصفقات الشتوية الماضية، أي قبل أقل من 6 أشهر من نهاية العقد، وكان آخرها عرض لم يعلن عنه بشكل واسع، لكن وفقًا لمصادر “العمدة سبورت”، فإن مسؤولي الزمالك فى اثناء التفاوض مع فريق الوكرة  لضم المهاجم جيلسون دالا، طلب مسؤولو النادى القطري إدخال احمد سيد زيزو ضمن الصفقة مقابل 300 ألف دولار.
 
الصفقة كانت لتضمن للزمالك لاعــبًا مميزًا فنيًا فى مركز مشابه، بالإضافـة إلى مقابل مادي قبل رحيل احمد سيد زيزو مجانًا، ومع ذلك قوبلت بالرفض، فى قرار يُعد كارثيًا من جميع الزوايا: مالية، إدارية، وتخطيطية، خاصة فى ظل عدم وجود ضمان حقيقي باستمرار اللاعب.

أقل من 20% من المستحقات!

الخطـأ الإداري الثانى يتمثل فى ملف المستحقات، فالمشكلة لم تكن يـومًا فى آلية الدفع أو الجدولة حتى فيما يتعلق بالعقد الجديد المحتمل مع النادى حسب ما أعلن مُقربون من زيزو، بل فى غياب النية الحقيقية للإبقاء على اللاعب فى مرحلة سابقة، فزيزو لم يتحفظ على فكرة الجدولة، لكنه كان يطالب فقط بالالتزام.
 
المعلومة المؤكدة ان اللاعب تقاضى أقل من نسبة 20% من مستحقاته هذا العام، أي ان الزمالك مدين له بمبلغ يتجاوز 30 مليون جنيه، ما يشير إلى افتقاد النادى لأبسط قواعد التقدير بحق أحد أبرز لاعبيه فى السنوات الاخيرة، حسب ما يراه احمد سيد زيزو.

تشويه السمعة بدلًا من اداره الملف

واحدة من أكثر النقاط التي أثرت سلبًا على موقف الزمالك فى هذا الملف كانت محاولات تشويه صورة اللاعب ووالده مقابل الجمهور، بإظهارهم فى ثوب من يساوم أو يتهرب، فى اثناء أنهم تحملوا كثيرًا من التجاوزات التي من الممكن ان يكشف عنها والد زيزو مستقبلًا، بعدما وافقوا على التفاوض مرارًا دون شروط مسبقة.
 
ويرى المقربون من احمد سيد زيزو ان الحديث عن “العمولة” التي طُرحت إعلاميًا، أُخرج من سياقه، إذ إنها ممارسة قانونية ومعترف بها حتى فى الزمالك نفسه، فلماذا إذًا تم تضخيم المسألة؟ خاصة ان وكيل اللاعب لم يحصل على عمولة فى أي من التجديدات السابقة، رغم كونه الوكيل الوحيد.
 
ووفقًا لمصدر مقرب من اللاعب، فإن اداره الزمالك لم تكن تريد استمرار زيزو فى مرحلة ما، ربما للتخلص من راتبه المرتفع، وسعت لتشويه صورته وصورة من حوله، بدلاً من تقديم عرض حقيقي ومحترم يليق بما قدمه للنادي.

غياب الإدارة وحضور المحبين

مفارقة أخرى فى الملف تتمثل فى ان من يحاول إنقاذ موقف الزمالك فى هذه اللحظات الحرجة ليس الإدارة، بل بعض من جمهور النادى من رجال الأعمال والمحبين، أما مسؤولو النادى فغائبون تمامًا عن الصورة.
 
ومع اقتراب اعلن مستقبل اللاعب، تبدو الصورة واضحة: المسار الذي يسير فيه احمد سيد زيزو اليـوم، هو نفس السيناريو الذي كتبته الإدارة منذ البداية، وهو فقط يلتزم بتلك الخطة التي فُرضت عليه ولم يخترها.

إشادة واستثناء

رغم كل ما سبق، فإن بعض الشخصيات داخل النادى كانت محل احترام وتقدير، على رأسهم حازم إمام وعمرو الجنايني، اللذين وصفهما مقربون من اللاعب بأنهما كانا الأفضل تعاملاً فى هذا الملف، وأنهما يملكان من الرؤية والحكمة ما كان كفيلًا بتغيير واقع النادى لو وُضعا فى مواقع القرار من البداية، كذلك يُحسب لطارق السيد رغبته فى التدخل بإيجابية رغم ابتعاده عن المنصب الرسمى.
 
ورغم الإشادة بهؤلاء، إلا ان المقربين من احمد سيد زيزو يرون ان هناك شخصًا ما بلجنة التخطيط دون تسميته يحاول لتصدر المشهد دون وجه حق، مبدين عدم رضاهم عن طريقة تعامله مع الملف، وسعيه للظهور الاعلامي على حساب الواقع.

احمد سيد زيزو أقرب للأهلي!

فى ظل كل تلك الفوضى، بات احمد سيد زيزو أقرب من أي وقت مضى للانتقال إلى النادي الاهلى، حيث توضح المؤشرات ان اللاعب ينتظر الجلسة المرتقبة مع مسؤولي الزمالك، التي ستعقد بعد مباراه النادى مقابل ستيلينبوش الجنوب أفريقي فى بطوله كـأس الكونفيدرالية.
 
التوقعات تشير إلى ان اللاعب لن يُظهر رغبة حقيقية فى التجديد، بل سيطالب أولًا بمستحقاته المتأخرة كشرط مبدئي للدخول فى أي نقاش، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها تمهيدية لرفض التجديد بشكل نهائي، حيث بات النادي الاهلى هو وجهته المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى