ليس سرًا ان بيب غوارديولا أحد أنجح المدربين فى تاريخ كرة القــدم، لما قدمه من إسهامات تكتيكية وخطط ثورية، استطاع خلاها من تسيد الجميع مع برشلونه وبايرن ميونخ، وحاليًا فى مانشستر سيتي.
لقد سجل بيب 38 لقبًا عظيمًا فى مسيرته التدريبية، أبرزها 6 مرات بطل الدورى الانجليزي الممتاز، و3 كؤوس على مستوى دورى أبطال أوروبا، فضلًا عن الجوائز الفردية للأفضل فى العالم وأوروبا.
مع ذلك، يمكن رصد أخطـاء وقرارات قد ترقى إلى حد الجريمة الكروية من مسيرة غوارديولا التدريبية، أغلبها أثناء فترته مع فريقه الحالي مانشستر سيتي، نرصدها لكم فى المقال التالي.
غوارديولا قتل متعة كرة القــدم
بعد التعادل السلبى فى الديربي بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد الأحد فى الجولة 31 من الدورى الانجليزي، لم يتورع المحلل الرياضي فى (Sky Sports) غاري نيفيل فى التهكم على طريقة لعب بيب بضراوة.
قــال نيفيل: “إنه الديربي، يستلزم ان تكون مباراه دموية مليئة بالحماس والمخاطرة والشجاعة.. بدا الأمر وكأنهم يتناولون وجبة العشاء معًا، إن هذه الطبيعة الآلية التي اتسم بها اللاعبون حيث لا يمكن ان يتحركوا بحرية تاركين مراكزهم، أصبحت مرضًا فى كرة القــدم، بل أشبه بالوباء”.
انتقد نيفيل بوحشية التقيد الصارم بمراكز اللعب من جانب لاعــبي غوارديولا، وأوضح ان الأمر قد أصاب متعة اللعبة بالعطب، حيث غابت الشجاعة والمخاطرة والتقدم إلى الأمام فى محاولة الفــوز.
نهائي دورى أبطال أوروبا 2021
إن نهائي دورى أبطال أوروبا 2021 الذي خسره مانشستر سيتي مقابل تشيلسى بهدف نظيف، دليل دامغ على كيفية قتل إفراط التفكير لصاحبه، فبيب فكر كثيرًا إلى درجة أنه لم يبدأ المباراه بلاعب وسط دفاعي.
لقد أجلس بيب كلاً من رودري وفيرناندينيو على مقاعد البدلاء ولعب بخط دفاع مكشوف مقابل فريق منظم بحجم البلوز، وكلفه ذلك خسارة البطولة فى سيناريو تراجيدي، ربما اعتبرها المدرب أسوأ ليلة فى حياته.
تأثير غوارديولا المفرط على المدربين
طريقة غوارديولا الذهبية بلغ مداها أكبر مما يمكن تخيله، فقد اتجه المدربون -حتى فى الدرجات الثانية والثالثة- إلى تقليد أسلوبه فى الخروج بالكرة من الخلف، مهما كانت إمكانات لاعبيهم محدودة.
أبرز وأحدث مثال هو المدرب الشاب راسل مارتن الذي طبق طريقة بيب بحذافيره مع ساوثهامبتون ونجح معه فى التأهل من التشامبيونشيب إلى الدرجة الممتازة فى العام الحالي.
مخاطرة مارتن فى محاكاة نموذج غوارديولا الأعمى كلفته الإقالة بعد 4 أشهر فقط من انطلاقة العام، ببساطة لانه لا يمتلك الأدوات والكفاءات التي تطبق هذه الطريقة، ولاحقًا هبط ساوثهامبتون.
يمكن رصد عديد الفرق التي انهارت نتيجه تقليد المدرب الإسباني، منها بيرنلي مع فينسنت كومباني ولوك ويليامز مع سوانزي سيتي، لقد حمّل هؤلاء المدربون لاعبيهم فوق طاقاتهم القصوى.
غريليش وكالفين فيليبس
بفرمان من غوارديولا، دفع مانشستر سيتي ما يربو على 170 مليون يورو للتعاقد مع جاك غريليش وكالفين فيليبس فى 2021 و2022 تواليًا.. فى الحقيقة لقد كانت خطوة تدميرية لمسيرة كلا اللاعبــين.
أخفق بيب فى اغتنام القدرات الهائلة لغريليش وفيليبس، وتحولا من نجوم أساسيين فى منتخـب إنجلترا، إلى مقاعد احتياط المواطنين، ليس كذلك فحسب، بل انهارت مستوياتهما إلى أدنى درجة.
قتل غوارديولا الجانب الإبداعي الارتجالي الذي ميز غريليش، بينما اعتذر علنًا للصحافة من فيليبس وقال: “أنا آسف، أعتذر منه، لم تكن الصفقة مناسبة، ربما لو بقي فى ليدز لكانت مسيرته مختلفة الآن”.
يمكن اعتبار غريليش وفيليبس رابع وخامس أكبر جرائم بيب فى مسيرته التدريبية حسبما أوردت منصة (FP) التي وصفت هذه الأمور الخمسة بالجرائم الكروية.