فى واحدة من أكثر لقاءات ربع نهائي دورى أبطال أوروبا ترقبا، يستقبل أرسنال الانجليزي ضيفه ريال مدريد الإسباني مساءا اليـوم الثلاثاء، على ستاد “الإمارات” فى لندن، ضمن صدام عظيم بين اثنين من أعرق أندية القارة العجوز.
وبينما يخوض الغانرز اللقــاء بطموح الوصول إلى النهائى لأول مرة بعد غياب 19 عامًا تحديدًا مُنذ 2006، سيدخل “الميرينغي” اللقــاء وهو يطمح لإنقاذ موسمه فى ظل اقترابه من خسارة لقب الليغا لصالح الغريم برشلونه.
تتمثل “النقطة الفنية” الحاسمة التي قد تحدد ملامح المواجهة فى الركلات الركنية، حيث تُعد السلاح الأهم لأرسنال هذا العام، فى اثناء تمثل نقطة الضعف الأكثر وضوحاً فى دفاعات ريال مدريد.
ومع التطور الكبير لفريق المدرب ميكيل أرتيتا فى استغلال الكرات الثابتة، وتحديدًا الركلات الركنية، مقابل المعاناة المتكررة للريال فى التعامل مع هذه المواقف، فإن موقعة “الإمارات” قد تشهد تفوقًا تكتيكيًا بحتًا يُترجم إلى اهداف حاسمة.
ريال مدريد.. عملاق يعاني من الكرات الثابتة
رغم امتلاك ريال مدريد مجموعه من افضل المدافعين فى العالم، مثل أنطونيو روديغر ودافيد ألابا (اثناء يكون جاهزًا)، إلا ان النادى الملكي أظهر ضعفًا واضحًا فى التعامل مع الكرات الثابتة، خاصة الركلات الركنية، ومن أثناء أرقام هذا العام، يتضح ان هذا الجانب الدفاعي يُعد من أكثر الجوانب هشاشة فى منظومة كارلو أنشيلوتي.
وبلغة الأرقام استقبل ريال مدريد 10 اهداف من الركلات الركنية هذا العام وحده، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول التنظيم الدفاعي فى هذه المواقف وكل ركلة ركنية ضده تبدو كفرصة حقيقية للخصم، وهو ما قد يستغله أرسنال بأفضل طريقة ممكنة.
أرسنال.. زعيم الكرات الثابتة فى إنجلترا
فى المقابل، يُعد أرسنال أحد أكثر الفرق فعالية فى استغلال الكرات الثابتة فى أوروبا، وليس فقط فى الدورى الانجليزي. فقد حصل الغانرز تطورًا هائلًا فى هذا الجانب أثناء العامين الماضيين تحت قيادة ميكيل أرتيتا.
وذكرت منصة “أوبتا” العالمية للأرقام والإحصائيات أنه منذ بداية العام الماضي، سجّل فريق الغانرز من ركلات ركنية، أما فى العام الحالي من الدورى الانجليزي، فقد سجّل النادى 11 هـدفًا من الركنيات حتى الآن، مع تبقّي 7 جولات على نهاية المسابقه، علمًا بأنه أنهى العام الماضي بـ16 هـدفًا من الركنيات.
والأهم من ذلك، هو ان الـxG (الأهداف المتوقعة) من الركنيات هذا العام بلغ 17.36، بزيادة تُقدّر بـ62.86% عن موسم 2022-23.
ويمتلك أرسنال مجموعه من اللاعبــين المتخصصين فى تنفيذ وإنهاء الكرات الثابتة، ويأتي على رأسهم ديكلان رايس، الذي لا يُستخدم فقط كمنفذ للركنيات بل أيضًا كعنصر ذكي فى التمركز والضغط الثانى بعد الكره.
أما فى منطقه الجـزاء، فإن لاعبين مثل ويليام ساليبا وغابرييل ماغالهايس يُعدون من أخطر رؤوس الحربة الدفاعية فى أوروبا وكلاهما يمتلك قوة بدنية، وتوقيتًا مثاليًا للقفز، وذكاءً فى الهروب من الرقابة، ولكن الأخير لن يحضر فى مباراه اليـوم بعد إصابته فى أوتار الركبة حيث سيغيب لنهاية العام.
ما سر نجاح أرسنال فى الركلات الركنية؟
اثناء نتحدث عن قوة مدافـع لندن فى الكرات الثابتة، فلا يمكن تجاهل اسم نيكولاس جوفر، المدرب المتخصص الذي غيّر شكل النادى تمامًا فى هذا الجانب منذ انضمامه إلى الجهـاز الفنى بقيادة ميكيل أرتيتا، فبمجرد احتساب ركلة ثابتة بالقرب من منطقه جـزاء الخصم، يُلاحظ وقوف جوفر على الخط الجانبي، يوجه التعليمات بنفسه للاعبين، فى مشهد يُجسد مدى التخصص والدقة التي يعتمدها المدفعجية فى هذه المواقف.
ولفهم مدى تأثيره الحقيقي، تكفي نظرة سريعة إلى الأرقام، ففي الـ111 مباراه التي سبقت وصول جوفر، كان النادى اللندني يسجل هـدفًا كل 32 ركلة ركنية، وهو معدل متوسّط يكاد يعادل المعدّل العام للدوري الانجليزي الممتاز، وبعد وصوله، تضاعفت هذه النسبة تقريبًا، وأصبح النادى يسجل من الركنيات بمعدل لافت وضعه فى صـداره أندية الدورى.
وخلال موسم 2023-24، نجح فريق الغانرز فى معادلة الرقم القياسي لأكثر عدد من الأهداف المسجلة من الركلات الركنية فى موسم واحد بالبريميرليغ، كما ان النسبة المئوية لأهداف أرسنال من الكرات الثابتة ارتفعت من 11٪ فقط فى العام السابق لوصول جوفر، إلى 26٪ فى موسمه الاول.