انتقل جود بيلينغهام لاعــب الوسـط الانجليزي إلى فريق بوروسيا دورتموند قادماً إليه من فريق برمنغهام سيتي وهو فى سن الـ 17، ليشق طريقه مُبكراً نحو النجومية ويجد نفسه لاعباً فى ريال مدريد بيومين فقط من بلوغه سن الـ 20 فى صيف 2023، وهو النادى الذي وصل معه إلى سقف الطموحات وحجز له مكاناً ضمن الثلاثي الأفضل فى العالم لسنة 2024.
ورغم أنه انتقل صغيراً إلى دورتموند، جلب عقلية فائزة لصبي انتقل من فريق مدينته الصغيرة “ستروبريدج”، إلى أحد أبرز أندية مدينة برمنغهام المجاورة فى سن السابعه، وهي المدينة التي اكتسب فيها شخصية قوية جداً نبعت من طبيعة سكانها الذين طالما تميزوا بالعقلية الإنجليزية الشعبية.
وبعد موسم واحد رفقة أكابر برمنغهام، رحل بيلينغهام إلى عملاق “الرور” الألماني، ليؤكد نضجه الكبير ويقدم مستويات لافتة فى 132 مباراه، أسهم خلالها بما يُقارب الخمسين هدفاً بين التسجيل والتمرير، كما ترك انطباعاً قوياً عن شخصيته الفائزة التي تحدث عنها مدربه السابق ماركو روزه قائلاً: “إنه يريد الفــوز فى كل مباراه، هو لاعــب غاضب وهذا ما يُميزه”.
بيلينغهام.. من “صهر مثالي” إلى لاعــب لا يسيطر على أعصابه
ومن جانبه، سبق لـ ريو فيرديناند أسطورة الدفـاع الانجليزي ان تحدث عن عقلية مواطنه، مبدياً إعجابه الشديد بنضجه وشخصيته القوية، بل وصفه بمصطلح “الصهر المثالي” الذي أصبح يلازمه فى كل مرة، غير ان الأمور بدأت تنقلب إلى العكس فى إسبانيا، حيث يعيش اللاعبون فى أجواء العداء الكروي بين الانديه، ولذلك فإن الإعجاب باللاعب فى مدريد لا يُمكن ان يحدث فى كتالونيا أو الباسك أو أي مكان آخر.
وتحدثت تقــارير اعلامية عن شخصية اللاعب الانجليزي وتصرفاته مع ريال مدريد مؤخراً، فأكدت ان صورته بدأت تتشوه تدريجياً بسـبـب مزاجه المتقلب وتصرفاته التي تخرج أحياناً عن النطاق المسموح به، وهو ما لا يعكس فكرة “نُضجه” التي تحدث عنها فيرديناند وأشاد بها مدربه السابق فى بوروسيا دورتموند.
ورغم ان البرازيلي فينيسيوس جونيور هو أكثر اللاعبــين إثارة للجدل فى ريال مدريد، باتت تصرفات بيلينغهام فى بعض المباريات أوضح وأشد إثارة للانتقاد، ففي نوفمبر/ تشرين الثانى الماضي صرخ فى وجه الحكــم الذي احتسب ضده تسللاً فى مقابلة ميلان الذي انهزم فيه الريال بنتيجة 3-1 ضمن دورى أبطال أوروبا، ليُكرر الأمر بطريقة أكثر جدلاً مقابل حكــم مباراه الريال وأوساسونا فى فبراير/شباط، ليتم إيقافه لمباراتين.
قدوم مبابي أثار مشكلة داخلية والإنجليزي يريد راتباً أكبر
وعاد الانجليزي ليخطف الأضواء فى مقابلة فالنسيا الأخير بعدما التقطت صور تلفزيونيه لقطات له وهو يركل جهاز حكــم الفيديـو المساعد على حافة ارضية الملعب فى اثناء خروجه، وهو التصرف الذي جلب عليه وابلاً من الانتقادات الإعلامية والجماهيرية، خاصةً من أنصار الغريم التقليدي برشلونه الذين طالبوا بمعاقبته.
وإلى جانب تصرفاته فى ارضية الملعب، تشير بعض التقارير إلى ان لاعــب وسط “الميرينغي” تحوّل إلى “لاعــب غاضب” بعد وصول كيليان مبابي، كونه بات يشعر بأنه على الهامش مقارنةً باللاعب الفرنسي الذي خطف الأضواء بمستويات فارقة جداً هذا العام، ناهيك عن حديث الإعلام الإسباني حول رغبته فى زيادة راتبه كونه يحصل على أموال أقل من مبابي وفينيسيوس جونيور.
وإلى جانب بعض المواقف مع الحكام، وحتى صراخه فى بعض زملائه مثلما حدث فى مقابلة أتلتيكو مدريد ضمن دورى الأبطال، بات بيلينغهام أكثر إزعاجاً للمنافسين بتصرفاته، حيث نقلت وسائل الإعلام الإسبانية بيانات لـ بابلو مافيو الظهير الأيمن لنادي مايوركا، قــال فيها: “أجزم لكم بأنني أُفضّل فينيسيوس، على الأقل أنت تعرف ما يفعله، لكن بيلينغهام ينال منك من وراء ظهرك، إن كنت لا تحبني فلا بأس، لكن واجهني من الأمام”.
ووسط كل هذه المواقف التي جعلت اللاعب الانجليزي فى عين الإعصار وتحت مقلصة انتقادات واسعة، تصر الصحف الإسبانية على ان المنافسة فى “الليغا” مثيرة للمشاعر وأن بيلينغهام لا يُمكن ان يظهر دائماً بصورة “الصهر المثالي” مثلما يؤكد فيرديناند، ليبقى الأهم -حسب النقاد- هو المستوى الذي يُقدمه اللاعب والذي يبقى كفيلاً بإخراجه من عنق الزجاجة أو رميه وسط نيران الانتقادات.