جدل واسع حول مهرجان الجونة السينمائي وفيلم ريش يتحول إلى خلاف سياسي
كتب-مصطفي عمارة
لم يثر مهرجان سينمائي الجدل من قبل مثل الجدل الذي أثاره مهرجان الجونة السينمائي والذي انطلقت فعالياته يوم الخميس الماضي بمدينة الجونة السياحية الواقعة على البحر الأحمر برعاية وتمويل رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس فغداة إفتتاح المهرجان شب حريق في الإنشاءات الخاصة بالمهرجان كادت تؤدي إلى تأجيله لولا تسخير رجل الأعمال المصري كل إمكانياتها للسيطرة على الحريق ، ومع بداية المهرجان الذي شارك فيه عدد من نجوم السينما المصرية والعربية أثارت ملابس نجمات السينما الفاضحة والتي تجاوزت كل القيم الدينية والأخلاقية انتقادات حادة من شخصيات عامة بارزة ورواد التواصل الاجتماعي وهو ما دفع نجيب ساويرس إلى إصدار بيان أنتقد فيه مهاجمي المهرجان وقال أن هؤلاء يريدون عودتنا إلى العصور الوسطى وأضاف أن المهرجان سوف يستمر وموتوا بغيظكم وهو ما أشعل المواجهة بينه وبين منتقديه ، ووصف المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك السابق تصريحاته بأنها مستفزة لأن الأخلاقيات ليست مرتبطة بزمن معين ، فيما وجه الشيخ أحمد الشريف عضو مجلس النواب عن التيار السلفي كلمة إلى ساويرس مؤكدا أنه إذا كان ساويرس يقصد بالقرون الوسطى التي كانت تعيش فيها أوربا حيث كان الظلام والجهل فهو يتفق معه أما إذا كان يقصد العصور الوسطى الإسلامية فإن العالم الإسلامي كان يعيش أزهى عصور التقدم ولم يسلم ساويرس من هجوم رموز قبطية والتي أكدت أن الفن لا يكون بالعرى وأن المجتمع المصري بكافة عناصره وأديانه مجتمع محافظ يحترم الأخلاقيات ، وفي الوقت الذي فجرت فيه ملابس الفنانات المشاركات في المؤتمر جدلا واسعا تفجر خلاف آخر حول فيلم ريش الفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي ولم يقتصر الخلاف في الرأي عند مدى الجودة والمتعة البصرية الني يقدمها عمر الزهيري مخرج الفيلم بل تحول الأمر إلى خلاف سياسي حيث أنسحب عدد من الفنانيين عند عرض الفيلم احتجاجا على الصورة السيئة التي أظهرها الفيلم لحياة المهمشين في مصر وهو ما أعتبره الفنانين إساءة إلى صورة الدولة المصرية في العالم ، وأكد النجم المصري شريف منير أن انسحابه عند عرض الفيلم يرجع إلى أنه يحاول تشويه صورة النظام المصري والذي يحاول أن يغير حياة الطبقة الكادحة من خلال مبادرات حياة كريمة ، وردا على الانتقادات الموجهة للفيلم أصدرت إدارة المهرجان بيانا أنها لم تقصد الإساءة للنظام والدولة المصرية لأن الفيلم لم يحدد الفترة الزمنية التي عرض فيها وأنه يفخر بأن المهرجان أقيم على أرض مصر ، ومن جانبه رفض منتج الفيلم محمد حفظي تحميله أي بعد سياسي مؤكدا أن المخرج عمر الزهيري تناول قضية إنسانية لسيدة تعاني من القهر .