في ظل الجهود الرامية لإعادة سوريا للجامعة العربية مصدر دبلوماسي رفيع المستوى: الإتصالات مع النظام السوري لم تنقطع وعودة العلاقات الرسمية مرتبط بتوافق عربي
كتب-مصطفي عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن روسيا أجرت إتصالات مكثفة خلال الفترة الماضية مع عدد من الدول الخليجية ومصر للموافقة على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وعودتها إلى مقعدها بالجامعة العربية ، وأوضح المصدر أن مصر ودول عربية أخرى من بينها الإمارات ترحب بإعادة سوريا إلى مقعدها بالجامعة وأن الإتصالات مع النظام السوري لم تنقطع على المستوى الاستخباراتي في مجال مكافحة الإرهاب إلا أن عودة العلاقات الرسمية مع سوريا يرتبط بتوافق عربي حيث تبدي بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية تحفظا على عودة تلك العلاقات إلا بعد قيام النظام السوري بخطوات ملموسة منها إنهاء تواجد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في سوريا واتخاذ خطوات ملموسة نحو إيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري ، وكان عدد من نواب البرلمان المصري قد طالبوا وزير الخارجية المصري بإعادة العلاقات مع سوريا إلا أن وزير الخارجية المصري أكد أن مصر تتطلع لعودة سوريا للجسم العربي إلا أن ذلك يتطلب أن يقوم النظام السوري بخطوات معينة لتلبية متطلبات الشعب السوري ، وفي السياق ذاته قال الدكتور إسماعيل تركي الباحث في العلاقات الدولية أن العالم العربي يتطلع لإعادة سوريا للجسم العربي نظرا لأهميتها بالنسبة للأمن القومي العربي وأضاف أن ذلك يتطلب وجود إرادة سياسية لدى كل الأطراف وطالب تركي أن الدول العربية يجب أن تتدخل بشكل إيجابي في الملف السوري وأن توفر مظلة وحماية عربية لسوريا تساعدها على الخروج من عثرتها والحفاظ على وحدة أراضيها بعيدا عن التدخلات الخارجية وبالتالي فإن عودة سوريا إلى الجامعة العربية يأتي كأحد وسائل حماية الأمن القومي العربي ومساعدتها لمواجهة التدخلات الإيرانية والتركية وأوضح تركي أن هناك جهود روسية لإيجاد تسوية سياسية شاملة في الأراضي السورية عبر التنسيق مع كل الأطراف والتوصل لتفاهمات معينة تقود لهذه التسوية بنجاح لحصد نتائج الدور الروسي الذي تدخل في الأزمة منذ بدايتها كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة مهتمة أيضا للتوصل إلى تسوية سياسية لعدم تفرد روسيا بهذا الملف .