مصر تعلن حالة التأهب لمواجهة مخططات اثيوبية في سد النهضة وزيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي للمنطقة لتفادي انفجار الموقف
كتب-مصطفي عمارة
عادت قضية سد النهضة إلى دائرة الضوء عقب الإجتماع الذي عقده أبي أحمد في موقع سد النهضة مع القيادات الأمنية والخبراء المسئولين عن استكمال سد النهضة في ظل الاستعدادات الجارية لمواصلة استكمال المشروع بعد النصر الذي حققه أبي أحمد في إقليم التيجراي ، وفي مواجهة هذا التحرك كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن اجتماعات مكثفة جرت في الأيام الأخيرة لمواجهة التحرك الأثيوبي حيث أجرت مصر إتصالات مع الولايات المتحدة للتحذير من خطورة التحرك الأثيوبي ومن المنتظر أن يزور مبعوث أمريكي المنطقة خلال الأيام القادمة في محاولة لإيجاد تسوية سياسية تمنع إنفجار الموقف من خلال استئناف التفاوض للوصول إلى إتفاق ملزم يحقق مصالح الدول الثلاث ، فيما أكد اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري والاستراتيجي في تصريحات خاصة للزمان أن التحرك الأمريكي في أزمة سد النهضة يأتي لمواجهة النفوذ الصيني والتي كان لها الدور الاكبر في انتصار أبي أحمد من خلال تسليح الجيش الأثيوبي بالطائرات المسيرة لافتا أن الصين تسعى لضرب مصالح الولايات المتحدة في أثيوبيا ومن المنتظر أن تكون قضية سد النهضة على رأس أجندة المؤتمر المائي الذي سوف يعقد في القاهرة حيث يستعرض المؤتمر التقرير الحكومي المصري الذي صدر بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة التحديات الوشيكة التي يواجهها النيل ودلتاه ببناء سد النهضة وبحسب التقرير فأنه من المنتظر أن تؤثر عملية ملئ السد تأثيرا خطيرا في مدى توافر المياه في مصر كما سيؤدي إلى خوض نصيب الفرد من المياه وهو ما سوف يؤثر على مختلف الأنشطة الإقتصادية وتابع التقرير أنه في حالة استغرقت عملية الملئ 5 سنوات فقط كما خططت أثيوبيا سيزيد معدل النقص التراكمي لمياه السد العالي بأسوان إلى 92 مليار متر مكعب على مدى عدة سنوات وسرعان ما سوف ينخفض منسوب المياه في بحيرة ناصر إلى 147 مليار متر مكعب وهو ما سوف يؤثر أيضا على الطاقة الكهربائية التي سوف ينتجها السد العالي ، وفي الوقت نفسه كشفت دراسة حديثة شارك فيها خبراء مصريين وامريكان بما فيهم د. محمد عبد العاطي وزير الري عن وجود تشققات خطيرة أسفل جسم السد وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انهياره وتأثير ذلك على دولتي المصب واستبعد الخبراء تنفيذ واكتمال السد أو تخزينه 74 مليار متر مكعب كما تعتزم أثيوبيا ، وعن تصريحات أثيوبيا ببدء تشغيل التوربين الأول والثاني في السد لتوليد الكهرباء أكد عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة في تصريحات خاصة للزمان أن صور الأقمار الصناعية أظهرت عدم وجود أي تغيير في المياه المخزنة خلف السد وهو الأمر الذي لم تتمكن أثيوبيا من خلاله من تشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء وتوقع شراقي أن تبدأ أثيوبيا من جديد أعمال البناء لتعلية الممر الأوسط استعدادا لتخزين 10.5 مليار متر مكعب ليصل إجمالي المخزون إلى 18.5 مليار متر مكعب وهو ما فشلت فيه أثيوبيا في الملئ الأول والثاني .