خامنئي يفقد اقوى اسلحته في مواجهة الايرانيين
كتب-مصطفي عمارة
ساهم تراجع الانتشار العالمي لوباء كورونا في تشجيع الايرانيين على العودة الى الشارع وافقاد نظام الملالي اهم واقوى الاسلحة التي استخدمها في مواجهة الاحتجاجات على الازمات المعيشية والاجتماعية التي تشهدها البلاد.
حسب الإحصائيات اليومية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية تجاوز عدد وفيات كورونا في إيران النصف مليون شخص، وهو الأعلى بعشر مرات من متوسط وفيات الوباء في العالم.
اعتبر نظام خامنئي كورونا “نعمة” و”فرصة” للبقاء في الحكم، لا سيما وان انتشار الوباء حال دون سقوطه في نوفمبر 2019 ويناير 2020 الامر الذي رآه بأم أعينه حين اخفقت تعبئة القوى القمعية في منع الشعب من التعبير عن غضبه.
استطاع كورونا شل حركة المجتمع مما شجع الولي الفقيه على اتباع سياسة نشر الوباء أكثر فأكثر بين الإيرانيين، لم يتم التركيزعلى الحجر الصحي أو التدابير الوقائية الأخرى، افتقرت المستشفيات لأقل المرافق، كان الطاقم الطبي أول الضحايا، واكتظت المقابر بالوفيات الناجمة عن الاصابات.
أدرك خامنئي أن تصنيع اللقاح في العالم بداية نهاية سياسة الدرع البشري، مما دفعه الى حظر استيراد اللقاحات الصالحة، الامر الذي أسفر عن موت مئات الآلاف من الإيرانيين، ومضاعفة غضب الاحياء.
بدأ الوباء بالاختفاء تدريجيا مع انتشار التطعيم حول العالم، ورغم سياسات خامنئي لم تكن إيران مستثناة من ذلك، مما ساعد على ظهور موجة جديدة من الاحتجاجات في ديسمبر 2020، شاركت فيها قطاعات مختلفة من المجتمع، وتحول بعضها إلى انتفاضات على مستوى البلاد، اظهر حجم واستمرارية الاحتجاجات والانتفاضات أن فترتها الزمنية تقترب من بعضها البعض، مما يعني انها تمثل خطرا كبيرا على النظام، اعترفت به وسائل اعلامه في تحذيراتها من اتساع الاستياء الاجتماعي.
لم يعط خامنئي اعتبارات لفقدان نصف مليون ايراني راحوا ضحية محاولاته تصدير ازماته والبقاء في الحكم، ومع تراجع الوباء فقد احد اسلحته، مما يعيد الى الاذهان قول زعيم المقاومة مسعود رجوي بانه من الآن وصاعداً يجب على خامنئي ونظامه أن يكونا جاهزين كل لحظة لمواجهة لهيب الاحتجاجات والانتفاضات والعصيان وسط الإرهاق والإجهاد والإنهاك والعجز، ويجب أن نستعد لانتفاضات ما بعد كورونا.
فقدان خامنئي سلاحه الاقوى في مواجهة الايرانيين يعني تأجيج الاحتجاجات، تحولها الى انتفاضات، تتبلور بانتفاضة شاملة، تنهي عقودا من حكم الملالي، وتفتح ابواب مستقبل اخر لشعب بات بين خيارين لا ثالث لهما “الموت” او ” الحرية” .